الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

وزيرا التعليم العالى والسياحة ورئيس جامعة عين شمس يفتتحون متحف قصر الزعفران بالجامعة

كشكول

افتتح د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، ود. محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس، صباح اليوم الإثنين، متحف قصر الزعفران بالحرم الرئيسى للجامعة، بحضور د.عوض تاج الدين مستشار الرئيس لشئون الصحة والوقاية، د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق، ود.ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق والمشرف على المتحف.

وفى كلمته، أكد  د. أيمن عاشور دور جامعة عين شمس التنويرى الرائد فى نشر الفكر والثقافة، كواحدة  من الجامعات المصرية العريقة التى نعتز بالإنجازات التى تحققها فى كافة المجالات العلمية، لافتًا إلى القيمة التاريخية العظيمة لقصر الزعفران كتحفة معمارية.

وأشاد د. عاشور بالخطوة التى قامت بها جامعة عين شمس لتعظيم الاستفادة من المبانى والمنشآت التى تمتلكها وإحياء دورها، داعيًا إلى تكرار التجربة فى جميع المؤسسات التعليمية باستغلال إمكاناتها الإنشائية وتحقيق التكامل بينها؛ لتعزيز قدراتها التعليمية والثقافية، وتكثيف الاهتمام والتركيز بشكل خاص على المبانى الأثرية العريقة والأصول التى تمتلكها الجامعات.

كما أشاد د. أيمن عاشور بدور الجامعات فى تعريف الطلاب بتاريخ وحضارة مصر القديمة، وتغذية عقولهم بالمعرفة والفهم السليم؛ لتأكيد انتمائهم، ونشر الوعى بالآثار المصرية وتعريفهم بها، مشيرًا إلى أن الدور الثقافى والتنويرى للجامعة لا يقل أهمية عن الدور التعليمى، وأن سياسة التعليم العالى تركز بشكل أساسى على بناء الإنسان من كافة الجوانب العلمية والتربوية والثقافية، مثمنًا الجهود المبذولة لتنفيذ المتحف، كما وجه الشكر لكل من ساهم فى هذا العمل.

ومن جانبه، أعرب أحمد عيسي وزير السياحة والآثار عن سعادته بالتواجد داخل جامعة عين شمس العريقة لافتتاح هذا القصر الأثري، الذي يُعد تحفة معمارية فَريدة وشاهدة على تاريخ مصر الحديث.

وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن إقامة هذا المتحف جاءت في ضوء بروتوكول التعاون الموقع بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة عين شمس؛ لإبراز ملامح الحضارة المصرية العريقة ونشر الوعي السياحي والأثري بين شباب المصريين، مشيرًا إلى القطع الأثرية المعروضة بالقصر، والتجربة المُتميزة التى تعكس ثراء تاريخ مصر العظيم وحضارتها العريقة من خلال عرض 167 قطعة أثرية من مختلف الحقب التاريخية منذ العصور المصرية القديمة وحتى العصر الحديث، بالإضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية من نتاج أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية للجامعة والعاملة بمنطقة عرب الحصن، والتي تروي جانبًا من تاريخ منطقة عين شمس الأثرية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.

كما أكد عيسى على ما توليه الدولة المصرية من اهتمام بالغ بملف الآثار في ظل ما تحظى به مصر من كنوز أثرية هائلة والذي ظَهر جليًا في افتتاح وزارة السياحة والآثار لعدد من متاحف الآثار الجديدة خلال السنوات القليلة الماضية، وإعادة فتح مجموعة أخرى من المتاحف، بالإضافة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه قريبًا، موضحًا أن المتاحف تعتبر مؤسسات تعليمية ووسيلة هامة للتبادل وإثراء الثقافات المختلفة، والتعرف على الماضي وربطه بآفاق الحاضر والمستقبل.

وأوضح وزير السياحة والآثار أن مشروع ترميم قصر الزعفران القائم حاليًا والجاري الانتهاء منه تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، وأهمية الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى للآثار تجاه المواقع الأثرية والمتاحف في مصر، للحفاظ على الآثار المصرية العظيمة، وكذلك تقديم منتج سياحي يليق بعظمة الحضارة المصرية العريقة.

ووجه أحمد عيسى التحية والشكر لإدارة الجامعة على اهتمامها بهذا القصر العريق وتعاونها المستمر والمثمر مع وزارة السياحة والآثار، مؤكدًا أن الوزارة تسعد دائمًا بالتعاون العلمي مع الجامعات المصرية في مجال السياحة والآثار وخير مثال ما شهدته الفترة الماضية من تعاون متميز بين  الوزارة والجامعة.

ومن جانبه، أكد  د. محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس حرص الجامعة على إحياء دور قصر الزعفران التاريخى العريق والتنويه بعظمة وتاريخ هذا القصر الذى شهد عدد من الأحداث التاريخية الهامة، ومنها توقيع؛ معاهدة ١٩٣٦، وميثاق جامعة الدول العربية، كما أديرت منه جامعتا القاهرة وعين شمس لفترة وجيزة، موضحًا أن فكرة المتحف جاءت مواكبة لعملية ترميم القصر بهدف تقديمه بشكل جديد كوجهة ثقافية وأثرية تليق بتاريخه الذى يعود لعهد الخديوى إسماعيل فى عام 1901م، وكذا إصدار كتاب عن القصر، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إقامة متحف مفتوح يضم الدور الأول إلي الطابق السفلي من قصر الزعفران.

كما أعرب د. المتينى عن اعتزازه بالحضور الكبير  من الشخصيات العامة ومن قيادات وخريجى الجامعة الذى يعكس مكانة جامعة عين شمس التى تعتبر أقدم جامعة على الأرض تعود أصولها لجامعة إيونو/أون فى عصر مصر القديمة، موجهًا الشكر لجميع الجهات التى ساهمت فى تنفيذ هذا العمل، 
من كليتى الآثار والهندسة والمكتب الاستشاري لكلية الهندسة، إلي جانب شركات المقاولون العرب ووادي النيل.

وأشار د. محمود المتينى إلى أن زيارة هذا المتحف لن تقتصر فقط على طلاب جامعة عين شمس، بل سيتم السماح أيضًا للباحثين والدارسين من مختلف الجامعات المصرية، إلى جانب القيام بدور تدريبى كمتحف تعليمى لطلبة كلية الآثار.

وقدم د. ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق والمشرف على المتحف عرضًا لتاريخ قصر الزعفران، ولمحتويات المتحف وخطوات إنشائه، مشيرًا إلى أنه تم استعارة مجموعة من المقتنيات من المجلس الأعلى للآثار والتى ترتبط بتاريخ القصر وتاريخ جامعة عين شمس لضمها إلى المتحف، وكذا استعارة مقتنيات من متحف كفر الشيخ تخص تاريخ أسرة محمد على.

وعلى هامش الافتتاح، تم تكريم د. مصطفى وزيرى رئيس المجلس الأعلى للآثار، ود. هشام تمراز نائب رئيس جامعة عين شمس السابق لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وشركة المقاولون العرب، والمشاركون من المجلس الأعلى للآثار، وكلية الآثار، لدورهم فى تنفيذ المتحف.

حضر فعاليات الافتتاح، د.عبد الفتاح سعود نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، ود. أيمن صالح نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، د.غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وسفيري إيطاليا وسلوفنيا فى مصر، والأمير  عباس حلمى، ولفيف من الوزراء السابقين والسفراء والشخصيات العامة، وقيادات الجامعة.

جدير بالذكر أن المتحف يضم مجموعة متميزة من المعروضات منها؛ واجهة بوابة مقصورة الأمير "نب ماعت رع" ابن الملك رمسيس التاسع، خلال الفترة (1125-1107 ق.م)، وكان يشغل منصب كبير كهنة الشمس (ور ماو) بمعبد رع في (إيونو)، وتمثال لإيمحوتب مصنوع من مادة البرونز، وقاعدة من الألباستر، يرجع إلى (الأسرة السادسة والعشرين-العصر الصاوي)، وتابوت آدمي من الخشب مزين بمناظر دينية لحماية المتوفى يرجع إلى (الأسرة السادسة والعشرين-العصر الصاوي)، بالإضافة إلى مجموعة من الخزف، صناعة "غيبي التوريزي" رائد الخَزَّافين فى زمن المماليك، القرن (8هـ/14م)، كما يضم المتحف مجموعة من النياشين والأوسمة والميداليات التذكارية للمملكة المصرية، تعود إلى عصر أسرة محمد علي القرن (1314هـ/1920م).

ويضم المتحف  شاشات عرض، ويقدم جولات افتراضية عبر التطبيقات التفاعلية عن موضوعات تاريخية، وهولوجرام.