الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

"عندنا ثانوية عامة".. كيف تكون أجواء عيد الفطر في منازل الطلاب؟

كشكول

 في ذلك الركن البعيد، أسفل نخلتين وبقعة خضراء فسيحة، أمام مدرسة مصطفى عميرة بمنطقة مصر الجديدة، جلست "أم رضوى وأم ندى" يتبادلن الأحاديث حول مصير بناتهن مع امتحانات الثانوية العامة التي جاءت على أشدها هذا العام، مطيحة بأحلامهن في ارتياد كليات القمة.


"مفيش عيد السنة دي".. هي الكلمات الأولى التي دارت بينهما لوصف معاناة الأيام التي ستمر عليهم، خاصة وأن الامتحانات تستكمل خطاها معهن بعد أيام عيد الفطر المبارك، فبدلًا من استقباله ببهجة، سيصبح كل بيت مصري يضم بين أرجائه طالب ثانوية عامة "مهموم"، حسب وصفهما.

 

تحدثنا معهن عن طقوس استقبال عيد الفطر، الذي يهل علينا بعد أيام، لتبدأ أم ندى، قائلة: "هذا العام استغنينا عن كل ما يدخل السرور علينا، فقد اعتدت على تجميع كل عائلتي في أول أيامه، لكن هذا العام اعتذرت لهم، طالبة منهم التجمع في منزل أحد أفراد الأسرة غير منزلنا عشان عندنا ثانوية".


وتقول أم رضوى قائلة: "هذا العيد لم نشتعر به، وكل ما نتمناه أن تجد الفتيات وقتًا لاقتطاعه لأداء صلاة العيد"، مشيرة إلى أنه رغم اعتيادهم على عمل الكحك البيتي، إلا أن هذا العام سنضطر لشرائه، تجنبًا لإحداث أي جلبة تعطلهم عن مذاكرتهم.


ونعود إلى أم ندى، التي تروي لنا أن الفتاتين جيران، كانت لهما طقوسهما في الأيام العادية، ففي أيام رمضان المباركة يتشاركن صلاة التراويح في المسجد المجاور لنا، ثم تتجهان لشراء القطايف استعدادًا لصنعها، فتحضران كل المكونات التي تحتاجها، وتتعالى ضحكاتهن أثناء عملها، إلا أننا هذا العام افتقدنا هذه البهجة.


لتلتقط منها أم رضوى أطراف الحديث مجددًا، فتقول: "هذا العام أدركنا أن بناتنا غير قادرات على هذا الكم الهائل من المواد الدراسية"، معلقة: "الجيل دا كله تحسه هفتان ومفيهوش صحة".


تشير إلى استحواذ التفكير النقدي على عقولهم، والذي يجعلهم يتساءلون عن مدى الاستفادة مما يدرسونه، في إشارة منهم إلى "الحشو الزيادة" الذي يجعل من المناهج الدراسية موسوعات علمية لا موادًا لسنة دراسية، أيضًا ارتباطهن بالإنترنت وما ينتشر حول تهالك منظومة التعليم يجعلهن منكبات على الدراسة "متكدرين".