الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

الرضيع وتعبيرات الوجه.. رحلة التعلم منذ اليوم الأول

كشكول

 تعبيرات الوجه تمثل قوة خاصة للبشر، فالوجوه الودودة تجعلنا نشعر بالدفيء. والوجوه الغامضة تجعلنا نشعر بالخوف والتحفز. وكذلك الاطفال أيضا، يتعلمون من تعبيرات الوجه وهم رُضًع؛ كيف يخافون ويحبون ويتحفزون من إشارات لتعبيرات الوجه يتعلمونها من أبائهم.
 يؤكد الباحثون أن الأطفال تتعلم تعبيرات الوجه بعد ساعات فقط من الولادة، ويتعلم الرضع سريعا تعابير الوجه من أمهاتهم، ولاحظ الباحثون بعد عرض صورة للرضع بها تعبيرات وجه مخيف ثم عرض صورة مختلفة فوجدوا الأطفال يحركون عيونهم وتتسع القرنية.
 وتشير الدراسة إلى أنه بعد ساعات قليلة فقط من ولادة الأطفال، يصبحوا بارعين أيضا في التفريق بين وجه أمهم وجوه الغرباء. ويبحثون لفترة أطول في صور أمهاتهم عن صور أي امرأة أخرى.
وفي غضون أيام، سوف يتعلمون التمييز بين تعبيرات الوجه العاطفية المختلفة، مثل الوجوه السعيدة والحزينة والمفاجئة. وعلى مدى الأشهر القليلة المقبلة في حياتهم، ستصبح الوجوه حافزا مفضلا للمواليد الجدد لأنهم اكتسبوا المزيد والمزيد من الخبرة في التعرف على الوجوه المألوفة، وستستمر هذه الاستجابة للوجوه في النمو مع مـرور الوقت. وعندما يبلغ الرضيع 5 أشهر سيتعلم تناسب صورة التعبير مع الوجه سواء حزن أو سعادة مع التعبير الصوتي المقابل لها اي الصوت الحزين أو السعيد. وببلوغ الطفل خمس سنوات سيكون قادرا على التعرف على التعابير وتصنيفها بكفاءة مثل البالغين.
 وتقول الدراسة: الباحثون ما زالوا غير متأكدين من كيفية تعلم الرضع تعبيرات الوجه بسرعة. ولكن البعض يرى أن الرضع لديهم استعداد بيولوجي لتفضيل الوجوده منذ الولادة، ويشير اخرون إلي الخبرة التي يكتسبها المولود منذ ولادته ومشاهدة العديد من الوجوده تجعله قادرا بما يكفي لتعزيز التعلم السريع لتعابير الوجه؛ وكذلك البعض الأخر يأخذ نهجا مختلفا ويرى أن الأطفال حديثي الولادة يميلون للنظر إلى أعلى وأن الأشياء التي توجد في الأعلى هي التي تجتذبهم بالفعل إلى الوجوه. ومن خلال ذلك يكتسب الأطفال الخبرة من رؤيتهم للمزيد من الوجوه. وهـو ما يجعلهم قادرين على تعلم العديد من تعابير الوجه المختلفة.
ومع ذلك، تصبح خبرة الرضع مع تعابير الوجه أداة قيمة للغاية للتعلم في النصف الثاني من السنة الأولى، ويتراوح عدد الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين ثمانية أشهر و 12 شهرا من أنهم يستطيعون استخدام المعلومات من وجوه الأشخاص الآخرين، وخاصة من أمهاتهم لمساعدتهم على معرفة ما يجب فعله في المواقف الجديدة. على سبيل المثال، عندما يتم تقديم الرضع الذين يتعلمون أولا للزحف والمشي مع منحدر ربما خطير، فإنهم يتطلعون لتعابير وجه الأم، ويحاولون التقدم في المشي إذا ابتسمت أمهاتهم ابتسامة مشجعة، وبالمثل يتجنب الأطفال الصغار لعب جديدة عندما تشكل الأمهات تعبيرا فيه خوف، ويقتربون بسعادة من اللعب الجديدة عندما تظهر الأم وجها مبتسماً، ما ينمي القدرة لدي الأطفال لتحديد وجوه مختلفة وتعبيرات الوجه تعد قيمة كبيرة للرضع، ويؤدي ذلك إلي تطوير التفضيلات لبعض الوجوه او عدم القدرة علي تحديد بعض الوجوه للأخرين، فنجد بعض فترة وجيزة من الولادة يفضل الرضع النظر لبعض الوجوه وعدم النظر لوجوه أخري ويري الكبار أن الأطفال تنظر للوجوه الجذابة عن الوجوه الغير جذابة. وتظهر الدراسة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة يتصرفون بشكل مختلف حول الأشخاص الذين لديهم وجوه أكثر جاذبية ويبتسمون ويلعبون أكثر مع الأشخاص البالغين الذين بهم جاذبية عن البالغين الغير جاذبين. لذلك نجد الأطفال خلال الأشهر الثلاثة الأولي يجتذبون للوجوه التي من عرقهم ويواجهون صعوبة التمييز بين الوجوه الأخري حتي الشهر التاسع، ويسمي الباحثون هذه الظاهرة بمسمي "الضيق الإدراكي" وهو ما يعني أن أدكغة المواليد الجدد مرنة بما فيه الكفاية للتميز بين مجموعة متنوعة من الوجة المختلفة منذ الولادة. ولكن عندما يصبح الرضع خبراء في التعرف على الوجوه التي يرونها في معظم الأحيان، فإنهم يفقدوا القدرة على التفريق بين الوجوه التي تبدو مختلفة عن تلك التي هي أكثر معرفة لهم، وبعبارة أخرى، فالأطفال تبدأ في صعوبة في تحديد ما إذا كان وجهان من عرق مختلف هو نفس الشخص، أو شخصين مختلفين، والتعرض للناس من الأجناس الأخرى على أساس يومي يمكن أن يمحو هذا التأثير. على سبيل المثال، إذا كان الأطفال يعيشون في احياء بها أشخاص من أعراق أخرى، سيكون لهم القدرة على التفريق بين وجوههم، وبالمثل، إذا كان الرضع الحصول على مشاهدة يومية لصور من اجناس مختلفة لفترة وجيزة من اليوم سيجعل الأطفال لديهم القدرة علي التمييز بين الوجوه، ويمكن عكس تأثير تضييق الإدراك الحسي إذا تعرض الرضع لصور وجوه من الأجناس الأخرى بعد ستة أشهر من العمر. وبالنظر إلى أن عالم الطفل مليء بعدم اليقين، فإن وجوه التي يراها الرضيع باستمرار يمكن أن توفر مصدرا هاما للمعلومات حول ما هو امن وما هو خطير وما يجعلهم سعداء او يشعرون بالخوف، والرضع خبراء في التعرف على أي من تعبيرات الوجه.