الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"المخدرات" ناقوس خطر يهدد الجامعات.. وخبراء: انحدار أخلاقي وانعدام للتواصل

كشكول

حملت واقعة "مدرج حقوق طنطا" والتي تصادف وجود سجائر بها ممنوعات مع طالب بالفرقة الأولى بكلية التجارة، وأخرى "واقعة التدخين بمدرج التجارة" بالجامعة ذاتها، بوادر أزمات قد تطال الجامعات، حيث حذر عددٍ من الخبراء من تكرارها مجدداً داخل المجتمع الأكاديمي حال عدم اتخاذ الإجراءات الرادعة، وما يلزم من التخلص من هذه الأفعال لعدم تكرارها من جديد.

جامعة طنطا، برئاسة الدكتور مجدي سبع، تعاملت مع الأمر، في الواقعتين، من الناحية القانونية بالتحقيق فيه، والإحالة لمجلس تأديب واتخاذ ما يراه بشأن ما ثبت في الواقعتين.

رصد "كشكول" عبر تقريره التالي، آراء حول ما شهدته جامعة طنطا، وأسباب ما وصل له حرم المدرج والجامعة، وكيفية علاج هذه الأزمات؟

خطأ متبادل

أكد الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، أن الجامعة تعد مؤسسة من مؤسسات الدولة، ومنها السلوكيات تنعكس عليها إذا غابت عنها القوانين، مشيراً إلى أن ما حدث من واقعتي المدرج في كلية الحقوق وكلية التجارة بجامعة طنطا، ليس بالظاهرة وليس فوضى، فالاحترام موجود بالمؤسسات الجامعية، لكن علينا معالجة المشكلة، ومعرفة ما الذي أوصل الطلاب لهذه الحالة؟

علل أستاذ التربية الحالتين، بانقطاع التواصل بين الأستاذ والطالب، مشددًا على ضرورة التواصل المستمر بين الطلاب والأساتذة داخل المجتمع الجامعي، مؤكداً أن "واقعة المدرج" خطأ متبادل بين الطالب والعميد لانقطاع الصلة تماماً بين الطالب والأستاذ.

وطالب "عبدالعزيز"، بتوصية من القيادات الجامعية لعدم التكرار الواقعتين من جديد بالجامعات، بالتقارب من الطلاب بإجراءات منها معرفة شخصية وملف الشخصية الطلاب، مستشهدا بنظام الساعات المعتمدة الذي يعتمد على المرشد الأكاديمي والتعامل مع الطالب عن قرب، مع تفعيل دوره المجتمعي داخل الجامعة.

قلة التوعية

خلل أشار إليه المتحدثون لـ"كشكول"، وهو عدم التوعية المنضبطة على الساحة الآن من عدم التنوير والتوعية الشاملة للشباب خاصة طلاب الجامعات، وكذلك التأكيد الأهم والأقوى على الأسرة وسلوكيات الشباب، مما يستوجب من معالجة هذا الخلل بعوامل تنويرية إعلامياً وثقافياً.

انحدار ثقافي

فسر الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، بجامعة القاهرة، ما حدث إلى وجود مشكلات، تكمن في الانحدار الثقافي، مشيراً إلى أن الانحدار يجمع "الدين، الأخلاق، السلوكيات، القيم الاجتماعية" داخل الأسرة والمجتمع وهو ما أظهرته الواقعتين في جامعة طنطا.

كما أكد أستاذ الطب النفسي، أن هناك مشكلة لابد من العمل عليها وهي بناء شخصية الطالب، ولا فصل بين التربية والتعليم، والرفع من شأن الأستاذ والمُعلم، مشددا على الاهتمام بتوعية الطلاب ثقافياً وإعلامياً وأخلاقيا بصورة معينة وليس موعظة فقط، مستشهدا بما يحدث يوميا من أزمات مثل حالات الطلاق والاكتئاب وقتل الآباء، والعمل على مثل هذه الطلاب نفسيا وعدم الوصول لما وصلوا إليها في الحالتين التي مرت بها جامعة طنطا.

تعديلات في قانون تنظيم الجامعات

أجمع المتخصصون على وجود ضرورة في قانون تنظيم الجامعات لمواجهة مثل ما حدث مؤخراً، من خروج عن النص المألوف للمجتمع الجامعي والبعد عن القيم الجامعية، وليس فقط على الطلاب بل الأساتذة أيضاً، مع الإشارة إلى أن هذه الإجراءات والتغيير في نص القانون يعيد الهيبة مجدداً داخل الوسط، وعدم التأثير بالسلب على الناحية التعليمية.