الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

«الجيوشي»: توزيع التابلت لا يحقق تكافؤ الفرص والعدالة بين الطلاب

أحمد الجيوشى
أحمد الجيوشى

أكد نائب وزير التربية والتعليم السابق الدكتور أحمد الجيوشى، أن مقولة وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي في البرلمان، بشأن توفير التابلت لكل طالب من طلاب المرحلة الثانوية يحقق المساواة بين الغني والفقير ويحقق تكافؤ الفرص التعليمية، غير صحيح تربويا.

وأوضح نائب وزير التعليم السابق في عهد كلا من الوزير السابق الهلالي الشربيني، و الوزير الحالي على صفحته بالفيس بوك، أنه قول صحيح تماما من وجهة نظر "المساواة" بين الناس، والإجراء ذاته الذي تحملت الدولة تكلفته في ظل الظروف الاقتصادية هو إجراء محمود لا بد ان نشكرها عليه بل ونشجعها للمزيد.

أما من وجهة النظر التعليمية والتربوية فالمساواة وحدها قد لا تحقق العدالة Equity ولا تكافؤ الفرص للطلاب وفق معايير الامم المتحدة SDG-4 وانما يلزمها إجراءات وسياسات إضافية لكي تؤتي أوكلها وتكتمل فائدتها لغالبية الطلاب.

وضرب "الجيوشى" مثالا بالصورة المعروفة لطفل ويافع ورجل تتفاوت قاماتهم قصرا وطولا، يريد كل منهم مشاهدة المباراة التي يفصلهم عنها سور، فالمساواة كما يتضح من الصورة أن يقف الثلاثة علي قواعد مستوية واحدة (القواعد الخشبية هي الاداة المساعدة هنا)، فلا يستطيع مشاهدة المباراة منهم إلا من يملك أصلا الطول الذي يفوق ارتفاع السور الذي أمامهم، أما الطفل واليافع ولان ارتفاع السور اكبر من قدراتهما الجسمية ولأنهما يقفان علي نفس مستوي الرجل الطويل (ومع انه يحقق المساواة في الأدوات المساعدة بين الثلاثة) فلم يستطيعا الاستفادة من "المساواة" هنا لاختلاف قدراتهم!!.

وأضاف، «لذلك فالسياسات التعليمية والتربوية الاضافية المطلوبة، وما يحقق "العدالة" وتكافؤ الفرص الي جانب "المساواة" في توزيع التابلت هو مراعاة الفروق الفردية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية واللوجستية والبنية التحتية والتدريب للطلاب وبناء قدرات المدرسين وتأهيلهم واولياء الأمور ومشاركتهم،  إضافة إلي تنظيم العملية التعليمية ذاتها تنظيما متكاملا و محكما وملزما للجميع، وهو ما يعني توفير "الارضية" المناسبة حسب قدرات كل طالب لكي يستطيع الصعود إلى أعلى من "السور" الذي يحجب عنه رحلة التعلم!!.

وتابع "الجيوشي"، أن الخلاصة، ليس بالتابلت وحده تتحقق العدالة التعليمية وتكافؤ فرصها حتي لو كان يحقق المساواة .. وانما هناك اجراءات وسياسات اضافية مطلوبة وضرورية، والدليل هذا التفاوت الكبير الذي نلمسه بين الطلاب في مدي استجابتهم واندماجهم في منظومة التابلت في المرحلة الثانوية والمسئولية في معظمها لا تقع عليهم بكل تأكيد، ولا اعرف ان كان الأمر ذاته ينطبق علي نمط المناهج الجديدة في المرحلة الابتدائية والكيجيهات القائمة علي وحدة "السمة"،  في ظل عدم وجود تقييم حقيقي ومنضبط إحصائيا للتجربة حتى الآن اللهم الا من بعض الانطباعات العابرة إيجابا أو سلبا هنا وهناك.