"صنايعية مصر".. حلم السيسي يتحقق في جامعة القاهرة

يعاني خريجو الجامعات المصرية من البطالة لعدم توافق بين الدراسة واحتياجات سوق العمل، وبعد إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لمبادرة "صنايعية مصر"، والتي تهدف إلى تدريب وتأهيل الشباب وأصحاب الأعمال، اليدوية والحرف والمهن، من خلال توفير برامج التدريب ‏والتأهيل اللازمة لإعداد الكوادر الفنية لمواكبة احتياجات سوق العمل، أعلنت جامعة القاهرة المشاركة بقوة في المبادرة. 

وشاركت جامعة القاهرة بقوة في المبادرة لخلق جيل يمتلك حرف يستطيع أن ينافس بها في سوق العمل، ولا يكتفي بالدراسة النظرية فقط ليزيد من معدل البطالة المترهل، وأكد مصدر مسؤول بالجامعة أن الجامعة قررت المشاركة في المبادرة بشكل فعال، إيماناً منها بدورها في خدمة المجتمع، ليس فقط من خلال تنمية قدارات ومهارات الطلاب والعاملين بها ولكن يمتد ليشمل كافة الفئات والطبقات، ويشمل تنفيذ المبادرة داخل الجامعة عدة برامج لتدريب، الطلاب والعاملين بالجامعة في الأساس، على مختلف الحرف المهنية والتراثية، وتهدف إلى ‏تأهيلهم للتميز في تلك المجالات، لسد حاجة العمل في الداخل والخارج من العمالة المدربة والمؤهلة، وكذالك السماح للراغبين من خارج الجامعة بالمشاركة في الدورات المقدمة من الجامعة تحت مظلة مبادرة "صنايعية مصر"، وبالمجان بالإضافة لحصول المشاركين على شهادة معتمدة جامعة القاهرة باجتياز الدورة.

وقال الدكتور عصام جميل مدير مركز خدمة المجتمع بجامعة القاهرة، أن المشاركة في المبادرة كانت من اقتراح الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، إيماناً منه بمسئولية الجامعة تجاة المجتمع، وضرورة المساهمة في تطوير قدرات الأجيال القادمة، والمشاركة في ‏القضاء على البطالة، ولأن العمل داخل الجامعي يكون بشكل مؤسسي قام الخشت بإصدار  التعليمات للدكتور محمد سامي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع، لبحث ألية تنفيذ المبادرة في أسرع وقت، وتم وضع الخطة من خلال قطاع خدمة المجتمع الذي أشرف برئاسته، 

وأوضح أنه بناء على تعليمات الشخت تم إعطاء الأولوية لتنفيذ المبادرة فأطلقنا المرحلة الأولى داخل معامل كلية العلوم بالجامعة، والتي تشمل ٤ دورات تدريبية وهيا " الكهرباء، والسباكة، والنقاشة، وتصنيع المنظفات"، تقام كل دورة خلال ٦ أيام ٣ مرات اسبوعيا وبمواعيد تتناسب مع انتهاء العمل داخل الجامعة، لتمكين الطلاب والعمال من المشاركة، وشهدت الدورات إقبال أكثر من المتوقع من قبل الطلاب، وخاصة دورة صناعة المنظفات وأدوات التجميل، حيث أُقيمت ثلاث دورات حتى الأن من ورش اساسيات الكهرباء والسباكة  بمشاركة ١٢طالب في كل دورة.

ولأن هدف الجامعة دائماً هو تحقيق استفادة بعيدة المدى تخطط الجامعة إلى توسيع المبادرة من خلال ثلاث محاور رئيسية وبمدة زمنية تصل إلى عام ونصف، المحور الأول من خلال مشاركة عاملين من عمال النظافة بكل كلية في الدورات المنعقدة، وبعد اجتيازه الدورة يتم رفع توصية إلى رئيس الجامعة لتحويله من عامل عادي إلى عامل فني، وبذلك تكون المبادرة ساهمت في تنمية قدرات العاملين ورفع مستواهم،

المحور الثاني تشمل التوسع في نوع الدورات والطلاب المشاركين، من خلال إقامة دورات "النجارة" بعد تجهيز الورش والخامات  في كلية الزراعة، ودورات اللحام فى كلية الهندسة، وكذلك استخدام مشغل الخياطة فى كلية الطب البيطري، لإقامة ورش فن الخياطة والتفصيل لطلبة المدينة الجامعية بالمرحلة الأولى،  ثم فتح المجال أمام الراغبين في المشاركة من خارج الجامعة، ثم كلية التربية النوعية لعمل دورات تعليم صناعة المشغولات اليدوية، ومشاركة كلية التمريض بتعليم بدورات مكثفة في الإسعافات الأولية، ودورات التوعية والوقاية من الأمراض.

المرحلة الثالثة تستهدف منها الجامعة تدريب ٣٠ طالب من كل مدرسة من طلاب المدارس الفنية في المناطق المحيطة بها، على كافة الحرف والأعمال المهنية، للمساعدة في خلق عدد كبير من المؤهلين والعمال المهرة فيما بعد، وذلك بعد التنسيق مع الجهات المعنية لإقامة هذه المرحلة خلال فترة الأجازة الصيفية للطلاب.

وكانت الجامعة قد أعلنت في وقت سابق مشاركتها في مختلف المبادرات القومية بمختلف المجالات، والحملات المتعددة الأهداف التي تتصدرها الصحة وبناء الإنسان ومساندة القرى الاكثر فقرا، في مسيرة بناء الوطن ومصر الجديدة التي ينميها أبناؤها بصبر ومثابرة وتمضي المسيرة بخطى واثقة.

وصرح الدكتور محمد الخشت أن الجامعة لم تترك مجالًا من مجالات العمل القومي العام هذا العام إلا وجاءت مشاركتها عميقة الأثر، فاعلة ومتفاعلة، وشملت مشاركة الجامعة مبادرة حياة كريمة، وصنايعية مصر، و 100 مليون صحة، و 1000 قائد افريقي، ورفعت شعار مشروعها تطوير العقل المصري.