الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الجامعات تدخل عصر الميكنة.. وخبراء: خطوة لتحقيق العدالة والقضاء على المحسوبية

كشكول

كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل تخرج الدفعة الأولى لكيلة الطب بالقوات المسلحة، عن إجراءات صارمة لمواجهة الغش والوساطة داخل الجامعات، حيث وجه الرئيس وزارة التعليم العالي إلى الرقمنة والاختبارات الإلكترونية بالكليات.

تحييد العنصر البشري

وأكد الرئيس، أن فكرة التطبيق بالجامعات ستكون خلال عامين أو ثلاثة، مبيناً أن ميكنة الجامعات، تحيد تدخل العنصر البشري في العملية التعليمية والابتعاد عن المجاملات، الأمر الذي أشاد به عدد من خبراء التعليم، الذين ثمنوا تلك الخطوة حيث أنها تقضى على مجالات الواسطة والمحسوبية، خاصة وأن تحييد العنصر البشري في الاختبارات وعمليات التصحيح، يمثل خطوة نحو التطوير للمنظومة والارتقاء بها.

5 محاور للتنفيذ

وزارة التعليم العالي، بدورها أعلنت أن الخطة التنفيذية ووضع الأطر في التطبيق، تعتمد على خمسة محاور، هي: "تجهيز البنية التحتية المعلوماتية في الجامعات والبدء تدريجياً بكليات القطاع الطبي ثم باقي الكليات في كل جامعة، وتوفير برمجيات لتطبيق الاختبارات الإلكترونية في كليات الطب على مستوى الجامعات، وبناء بنوك الأسئلة، وتطبيق الاختبارات الإلكترونية بالبرمجيات المجانية، وإجراء دراسات استطلاعية حول النظام الجديد للامتحانات، بالإضافة إلى نشر ثقافة الامتحانات الإلكترونية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالكليات الأخرى، وإنتاج برمجيات اختبار إلكتروني بالاستعانة بخبرات أعضاء هيئة التدريس من الجامعات بمعايير دولية تتناسب مع متطلبات الكليات والجامعات".

روشتة التطبيق

بدورهم وضع عدد من الخبراء، روشتة التطبيق، لمشروع ميكنة الاختبارات، من خلال توفير فرق العمل، وبرامج  التدريب اللازمة، والتطبيقات الإلكترونية المطلوب توفيرها، ومراجعة البنية التحتية في مجال المعلومات في الجامعات، وسرعات الإنترنت المطلوبة لتطبيق نظام الامتحانات الإلكتروني الموحد في جميع الجامعات، وإعداد مهندسي المعلومات المطلوبين لإنجاز المشروع، مع توفير خدمات الإنترنت في الجامعات ، ومدى توفير برمجيات لتطبيق الاختبارات القومية لكليات الطب من حيث توافر البرمجيات والكوادر المدربة وتجهيز معامل الحاسب الآلي.

التحول الرقمي والشمول المالي

حيث أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة جاهزة لتطبيق المنظومة الإلكترونية، مشيراً إلى أنه تم العديد من إجراء العديد من التجارب في بعض الكليات على الامتحانات المعرفية وأثبتت النجاح وسيتم تطبيقها قريباً.

 

وأضاف الخشت، أنه تم العمل على قيام كل كلية بإعداد 10% من الكتب الدراسية بشكل إلكتروني حتى يتم تطبيق منظومة الكتب الإلكترونية تدريجيًا في الجامعة لتعميم التدريس به بعد ذلك في الجامعة

وقال رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة حرصت على وجود مظلة ميكنة إلكترونية واسعة للجامعة لتحقيق التحول الرقمي والشمول المالي ومنها التحول لنظام الدفع الإلكتروني، وتوطين منظومة التحصيل الإلكتروني لجميع خدمات الطلاب.

تحقق العدالة

قال الدكتور معوض الخولي، رئيس جامعة المنوفية السابق، ورئيس لجنة قطاع العلوم بالمجلس الأعلى للجامعات، إن فكرة ميكنة الجامعات، منذ عام 2015، واجتماع الرئيس السيسي بالمجلس الأعلى للجامعات، مشددا على أنها تساعد على تطبيق الشفافية والعدالة وعدم الإحساس بالظلم خاصة بين الطلاب في عمليات الامتحانات.

وأضاف الخولي، أنها تحيد تماماً فكرة العامل البشري وتدخله، مؤكدا أنها بحاجة إلى أساسيات لنجاحها وتطبيقها بالشكل الأمثل منها توفير البنية الأساسية اللازمة وأن تكون التجهيزات والاستعدادات على مستوى عال وتوفير شبكات الإنترنت وأجهزة الحاسب الآلي وعدم الاكتفاء بتطبيق الفكرة على عدد من الكليات فقط بل بكل الكليات.

وأوضح رئيس لجنة قطاع العلوم بأعلى الجامعات، أن "السيسي" ليست هذه المرة الأولى الذي يوجه فيها بتطبيق ميكنة الجامعات، مشيراً إلى أنها فكرة منذ سنوات وتم تطبيقها في كلية الطب وأثبتت نجاحها، خاصة وأن أعداد كليات الطب ليست بالأعداد الكبيرة مثل كليات أخرى، لذا لابد أن تكون التجهيزات كبيرة للتطبيق بكافة الجامعات، لافتاً إلى أن التطبيق لن يكون في يوم وليلة وسيأخذ وقتاً طويلاً، من تجهيزات لاستيعاب الطلاب وكذلك خدمات الإنترنت، والألياف الضوئية وأخذ الأمور على محمل الجد، لتطبيق وتحيد العنصر البشري.

وشدد رئيس جامعة المنوفية الأسبق، على أن ميكنة الجامعات تساعد أن يحصل كل شخص على حقه بعيدا عن التدخلات، مشيراً إلى أن الامتحانات ستكون ممكينة وبشكل إلكتروني مختلف دون تدخل العنصر البشري وستتم بشفافية وعدالة .

لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل

بينما يرى الدكتور محمد كمال، الأستاذ بجامعة كفر الشيخ، أن اتجاه الدولة إلي ميكنة الجامعات بشكل عام و تحويل الامتحانات إلي امتحانات الكترونية أو بابل شيت، يمثل اتجاهاً محموداً، مضيفاً أنه يساعد على تحقيق العدالة بدرجة كبيرة بالحد من التدخل البشري قدر الإمكان في عملية الامتحانات والنتائج ويبعد الشبهات عن القائمين بالتصحيح.

واعتبر كمال، في نفس الوقت، أنه لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل حيث يظل للعنصر البشري أهميته في التقييم وهو ما يحدث في اختبارات دخول الكليات العسكرية حيث يعتمد علي امتحان القدرات وهو امتحان بابل شيت و الناجحين فيه يمرون بعدة اختبارات سواء الطبي والرياضي وينتهي الأمر بكشف الهيئة الذي يعتمد بدرجة كبيرة علي عنصر التقييم البشري لاختيار أفضل العناصر.

وأوضح كمال، أن ميكنة الجامعات وتحويل الاختبارات إلي الكترونية أو بابل شيت يحقق مزايا عديدة مع دمجه بالعناصر القائمة علي التقدير البشري للاجابات المختلفة، خاصة أن هناك بعص التخصصات مثل العلوم الإنسانية كالحقوق والآداب والعلوم السياسية والتربية وغيرها، لابد من قياس العديد من المهارات التي لا يمكن قياسها من خلال امتحانات ذات إجابة موحدة.