الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

بعد ربع قرن.. هجوم على منى زكي بسبب فيلم "الست"

كشكول

أثار اختيار المخرج مروان حامد للفنانة منى زكي لتجسيد شخصية أم كلثوم في فيلمها السينمائي الجديد "الست" موجة واسعة من الجدل.

وتركز بشكل رئيسي حول الاختلاف الجذري في الملامح الشكلية بين منى زكي و"كوكب الشرق"، رغم الاعتراف بقدراتها التمثيلية الكبيرة.

وكشف مروان عن أسباب تمسكه باختيار منى زكي في تصريحات صحافية، مؤكدًا أن هذا الدور "الصعب" كان يحتاج الى ممثلة تتمتع بقدرات منى زكي التمثيلية، مشيرًا الى أن تمكّنها من الأداء سيكون له تأثير عاطفي قوي في الجمهور.

وكشف حامد عن الرحلة التي خاضتها منى زكي لكي تتحول الى أم كلثوم، قائلًا: "خضعت منى لمدة عام كامل لدروس في الغناء والحركة ولتدريبات على اللهجة وللعديد من بروفات المكياج. كان لزامًا عليها الجلوس على كرسي المكياج لمدة ست ساعات كل يوم قبل أن تبدأ الكاميرات في التصوير".

وتابع: "الدور يتطلب الكثير من الجهد لأنك لا تركز فقط على فترة واحدة من حياة أم كلثوم، بل تتنقل ذهابًا وإيابًا بين الكثير من اللحظات المختلفة، وهذا في حد ذاته يتطلب الكثير من الجهد، لأن أم كلثوم تتغير كثيرًا. عندما تحلّل هذه الشخصية حقًا، فهي ليست مجرد شخصية واحدة، لأن التغييرات التي تمر بها هائلة، لقد بذلت منى زكي جهدًا كبيرًا في هذا العمل الشاق، وأعتقد أن النتيجة النهائية سيكون لها صدى قوي".

ومن بين أبرز التعليقات المتداولة، كتب أحد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي: "مسلسل أم كلثوم عَدَى عليه ربع قرن... أكثر من 25 سنة! طبيعي الناس هتنتقد الشكل اللي طالعة بيه منى زكي. مع كل الإمكانيات والتطور اللي حصل في الربع قرن اللي عدا، كان الأسهل يحاولوا يوصلوا لدرجة شبه معقولة بالمكياج، عشان اللي يتفرج يحس: 'آه، دي بقت قريبة شكلًا من أم كلثوم'".

وأضاف: "مهما كانت إمكانيات منى زكي في التمثيل، لما تيجي تجسد شخصية واقعية، أول حاجة عقل المشاهد هيربط بينها وبين الشخصية هي الشكل. فلو النقطة دي مش متحققة، الممثل بيخسر الانطباع الأول... الناس ماسكة الإعلان بانتقاد، ومعاهم حق، لأنهم شايفين 'منى زكي' مش 'أم كلثوم'".

وتابع: "الفيلم ممكن يكون ناجح في التمثيل أو التأليف أو الإخراج... بس الأكيد إنه فقد جزء كبير من انسجام الناس مع الشخصية بسبب المكياج والشكل".

يعد تجسيد شخصيات تاريخية، خصوصا أيقونات شعبية مثل أم كلثوم، من أصعب المهام الفنية، إذ لا يكتفي الجمهور ببراعة الأداء فحسب، بل يتوق أيضًا إلى الشعور بالتماهي البصري مع الشخصية الأصلية.

فـ"الست" ليست مجرد مغنية، بل رمز وطني وحضاري، وصورها لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية، مما يجعل أي انحراف بصري — حتى لو كان مقبولًا فنيًّا — مصدر توتر لدى المشاهد.

ورغم أن فريق العمل أكد أن الفيلم يهدف إلى قراءة سينمائية جديدة لحياة أم كلثوم، مع التركيز على الجانب الإنساني، السياسي، والوطني، وليس تقليدًا بصريًّا، إلا أن الصورة الأولى تبقى بوابة الدخول العاطفي إلى العمل.