خبير تربوي يفسر أسباب تراجع مجاميع الطلاب المتفوقين: ضغوط وثقة زائدة
في ظل حالة الصدمة التي أصابت آلاف الأسر المصرية بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، برز تساؤل محوري: لماذا حصل طلاب معروف عنهم التفوق طوال سنوات دراستهم على مجاميع منخفضة بشكل غير متوقع؟ البعض أرجع الأمر إلى خلل في التصحيح أو صعوبة الامتحانات، لكن خبراء التربية يرون أن الأسباب أعمق من ذلك.
الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، قال في تصريحات صحفية إن “هذه الظاهرة لها تفسيرات متعددة، تتعلق بالجوانب النفسية والسلوكية والتحصيلية، ولا يمكن اختزالها في سبب واحد”.
وأوضح شوقي أن القلق المفرط أثناء الامتحانات من أبرز الأسباب، حيث يصيب بعض الطلاب المتفوقين بدرجة تؤثر سلبًا على تركيزهم وقدرتهم على التفكير وحل الأسئلة. كما أن الضغوط النفسية الناتجة عن التوقعات المرتفعة من الأسرة والمجتمع تمثل عبئًا إضافيًا على الطالب، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وأشار الخبير التربوي إلى أن بعض مظاهر التفوق قد تكون غير حقيقية، وإنما ناتجة عن مبالغات من بعض معلمي الدروس الخصوصية الذين يوهمون أولياء الأمور بتفوق أبنائهم، لضمان استمرار الطالب في الدرس.
ومن بين الأسباب الأخرى، تحدث شوقي عن الثقة الزائدة بالنفس، قائلًا: “بعض الطلاب يعتمدون على سمعتهم السابقة ولا يستعدون بالشكل الكافي، مما يؤدي إلى تراجع أدائهم في الامتحان”. كما أن الاعتماد الكامل على مذكرات ومراجعات المعلمين الخصوصيين دون الرجوع إلى الكتب المدرسية أو التدريبات الرسمية قد يُسبب فجوة معرفية، خاصة إذا لم تكن تلك المصادر كافية أو دقيقة.
ولم يغفل شوقي الجانب الإنساني، حيث أشار إلى أن تعرض بعض الطلاب لظروف قهرية مثل المرض أو الأزمات الشخصية أثناء فترة الامتحانات قد يضعف قدرتهم على التركيز. كما أن المشكلات داخل اللجان، مثل الغش أو عدم الانضباط، تؤثر سلبًا على بيئة الامتحان وتزيد من توتر بعض الطلاب.
واختتم شوقي تصريحاته مؤكدًا أن “تراجع نتيجة بعض الطلاب المتفوقين لا يعني بالضرورة نهاية طريقهم الدراسي”، مشددًا على أهمية الدعم النفسي من الأسرة، وإعادة بناء الثقة والاعتماد على التحصيل الحقيقي وليس المظاهر الشكلية للتفوق.