تراجع مجاميع "المتفوقين".. خبير تربوي يوضح الأسباب الحقيقية
في مفاجأة صادمة للعديد من الأسر، حصل طلاب معروف عنهم التفوق طوال سنوات الدراسة على مجاميع منخفضة في الثانوية العامة هذا العام، لم تتجاوز 50% أو 60%، وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة حول أسباب هذا التراجع المفاجئ.
وفي تفسيره لهذه الظاهرة، قال الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي، إن “الخلط بين الذكاء والتفوق الأكاديمي” هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى سوء فهم طبيعة الأداء الدراسي. وأوضح: “المتفوق أكاديميًا، الذي يحصل على درجات مرتفعة، لابد وأن يكون ذكيًا، لكن الذكي قد لا يكون متفوقًا، لأن التفوق لا يعتمد على الذكاء وحده”.
وأضاف حجازي أن التفوق الدراسي يحتاج إلى عوامل متعددة تتكامل معًا، منها: وجود بيئة أسرية صحية، وحالة نفسية مستقرة، ودعم مستمر من الأسرة والمحيط، بالإضافة إلى سمات شخصية مثل المثابرة، وتحمل الضغوط، والطموح، وبذل الجهد. كما أن المهارات التنظيمية مثل التخطيط الجيد، وتنظيم الوقت، واستخدام استراتيجيات مذاكرة فعالة، تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق التفوق.
وأشار الخبير التربوي إلى أن الطالب قد يكون متفوقًا لسنوات طويلة، ثم يفشل في إحدى المراحل الدراسية بسبب تغيّر في حالته النفسية، أو نتيجة مشكلات أسرية، أو انخفاض الدافعية والطموح، أو حتى فقدان الثقة بالنفس، وهي أمور شائعة في فترة المراهقة والضغط المصاحب لمرحلة الثانوية العامة.
وحذر حجازي من تفشي ظاهرة “التفوق الزائف”، موضحًا أن بعض الطلاب يظهرون متفوقين بسبب الغش، أو بسبب مبالغات من معلمي الدروس الخصوصية الذين يتعمدون مدح الطالب بشكل مبالغ فيه، من أجل طمأنة ولي الأمر وضمان استمرارية الطالب في مجموعته.
وختم الدكتور عاصم حجازي تصريحه بالتأكيد على أن “التفوق الحقيقي يحتاج إلى خطة شاملة متعددة العناصر، والتنفيذ المستمر لتلك الخطة هو ما يضمن استمرار الطالب في طريق النجاح”. وأضاف: “الاعتماد على الذكاء وحده دون بيئة مساعدة وظروف نفسية مستقرة لن يصنع طالبًا متفوقًا”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه شكاوى أولياء الأمور من تدني مجاميع أبنائهم بشكل غير متوقع، ما يستدعي مراجعة شاملة لطبيعة الاستعداد النفسي والأكاديمي للطلاب خلال المراحل الحاسمة من التعليم.