الثلاثاء 14 يناير 2025 الموافق 14 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مقالات

د.عاصم حجازي يكتب: "بنوك القيادات التربوية" لنظام تعليمي دائم التطور

كشكول

أحد أهم العوامل التي تقضي على أي تطوير وتعرقل أي تقدم هي الاستعانة بمن لا يملك إلا الأقدمية في الوظيفة ولا يمتلك خبرات حقيقية ووضعه في مكان القيادة على اختلاف مستوياتها والحقيقة أن مدير المديرية أو مدير الإدارة قد لا يسعفه الوقت للمفاضلة بين عدد كبير من المتقدمين لوظيفة قيادية ما وأيضا قد لا تتوفر لديه معلومات موضوعية كافية عن كل المتقدمين وهو ما يلفت النظر إلى أهمية وجود بنوك للقيادات التربوية يلجأ إليها المسؤول وقت الحاجة ليختار الأفضل والأنسب وفقا لخبراته وقدراته ومتطلبات الوظيفة.


ولا يخفى أن وجود مثل هذا البنك سيوفر الكثير من الوقت والجهد ليس هذا فحسب بل وسيضمن اختيار الكفاءات وتوظيف الخبرات وسوف يقضي على الفساد في الاختيار القائم على المجاملات والمصالح والمحسوبية وسوف يوفر معايير موضوعية تعمل بدورها على تحفيز جميع عناصر المنظومة وتشجيعهم لتنمية أنفسهم مهنيا وهم يعلمون أنهم سيحصلون على فرصتهم كاملة وسيخوضون منافسة شريفة.


وهذه الفكرة حظيت بتأييد كثير من أساتذة التربية وطرحت مسبقا من قبل أ.د. مختار الكيال.. أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، وذلك لأهميتها النفسية والتربوية إلى جانب أهميتها الإدارية.


وينبغي عند بناء هذا البنوك أن يتم تصنيف القيادات فيها وفقا للتخصصات المختلفة والأدوار المختلفة وأن يكون لكل تخصص أو مسار حد أدنى من المهارات يجب أن يمتلكه الفرد لكي يتم إدراج اسمه في البنك ويضاف لهذه المهارات الأساسية الخبرات والمهارات ذات الصلة والتي يحصل عليها الفرد لاحقا، ويكون الحصول على المهارات والخبرات من خلال دورات تدريبية متقدمة تعقدها الأكاديمية المهنية للمعلمين وامتحانات تجريها بالإضافة إلى المشاركة في الأنشطة التربوية والتعليمية والإدارية المختلفة في المدارس.

 

إن أهداف هذا البنك تتعدى مجرد الحفاظ على مسار التطوير ولكن أيضا العمل على وجود حالة من المنافسة الشريفة بين العاملين في التربية والتعليم وسعي دائم لتنمية قدراتهم وصقل خبراتهم ووجود حالة من الرضا بين العاملين تنعكس على جودة المنظومة.