الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

إمام مسجد لندن الكبير: أكاديمية الأوقاف الدولية لا مثيل لها في العالم

كشكول

 


قال الدكتور فايد محمد سعيد ‏السكرتير العام لهيئة الفتوى والشئون الإسلامية في المركز الثقافي الإسلامي، "نحن ما بين مختتم ومبتدأ.. مختتم لهذا المؤتمر العلمي.. ومبتدأ للانتقال إلى التطبيق لمخرجات وتوصيات هذا المؤتمر" بهذه الكلمات اختتم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية المؤتمر الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي عقد في مدينة القاهرة المحروسة من ٩-١٠ سبتمبر 2023م بعنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.


‏لقد وفقت الوزارة في اختيار الموضوع الذي بات يؤرق الجميع، فلقد تقاربت المسافات وذابت الحدود واختفت، وأصبح الجميع يتحدث عن قيم كونية، فنحن أمام تحد كبير، وفي رأيي المتواضع هذا التحدي هو فرصة لنشر قيم الدين الحنيف وإرسال رسالة الرحمة، فقد قال ربنا (عز وجل) مخاطبًا رسوله (صلى الله عليه وسلم): "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء: ١٠٧)، ففي هذه الآية قصر موصوف على صفة بمعنى أن رسالته (صلى الله عليه وسلم) ما هي إلا رحمة، رحمة لمن؟ للعالمين، لا للمسلمين وحدهم، فقد تجاوزت حدود الدين والعرق والجنس بل حتى البشر! فرب العالمين أرسل رسوله رحمة للعالمين.


‏فهذا التحدي فرصة حقيقية لنشر رسالة الرحمة والتواصل الإنساني والتعاون على الاستفادة من هذ الابتكار الإنساني لتسخيره فيما ينفع الناس عملًا بقوله (صلى الله عليه وسلم): "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ" (الطبراني، المعجم الأوسط: 6026)، فلا يجدي البكاء والتباكي والتحذير، بل المطلوب هو العمل الجاد والمثمر لملء الفراغ بخطاب متوازن يغذي العقل والروح ويخدم المجتمع في جميع مناحي الحياة، ولقد شملت الموضوعات التي تناولتها أوراق المؤتمر الجانب الشرعي والتقني الفني، وناقشت جلسات المؤتمر الواقع المعاش والمستقبل المأمول، وكم أسعدني التطور الكبير الذي تشهده وزارة الأوقاف المصرية بقيادة معالي الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف (حفظه الله) في المجالات الثلاثة المهمة:


١. رفع مستوى المُخَاطِب وهو الإمام (الركن الأساسي في الخطاب الديني) عن طريق الأكاديمية الفريدة من نوعها، والتي لم أسمع بها في مكان آخر أبدًا، في مجالات التدريب، حيث شملت الجوانب الشرعية والعربية والعلوم الإنسانية والتقنية والرياضية، وهذا يُمكِّن الإمام من أداء مهمته على أكمل وجه لمعرفته المجتمع بجميع فئاته.
٢. الارتقاء بمستوى الخطاب وتنويعه باختيار أفضل السبل التي تتناسب مع المستويات المختلفة والتي تراعي الفروق الفردية، فقد خاطب المولى جل في علاه رسوله (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" (النحل: ١٢٥) 
٣. الاهتمام بالمُخاطب وتهيئة البيئة الجاذبة والمناخ المناسب وفهم المتغيرات والتحديات.
‏ولقد حققت وزارة الأوقاف في كل هذه الجوانب نتائج عظيمة رأيناها في التطوير والتجديد الذي تشهده مساجد مصر ومن جميل ما شاهدت عند زيارتنا لمسجد سيدنا عمر بن العاص (رضي الله عنه) وقد وصلنا إليه بعد ساعتين من صلاة الجمعة فوجدنا المسجد عامرًا بالناس سواء لقراءة القرآن وحلق الذكر أو اجتماع العائلة، فأي شيء أعظم من أن يجتمع الناس في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
‏هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها مؤتمرات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ولقد وجدتها قوية ومنظمة، ومما أسعدني تواجد معالي الوزير في الجلسات ومتابعة التفاصيل واستحضار الأرقام، كما أكرمنا الله بختمة للقرآن الكريم وابتهالات ومدائح نبوية.