الأربعاء 04 ديسمبر 2024 الموافق 03 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

"عياد": الأزهر يبنى جيل من العلماء لحمل الأمانة والقيام بواجب الدعوة

كشكول

شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات الندوة الثقافية التي نظمتها السفارة الإندونيسية بالقاهرة تحت عنوان: “دور خريجي الأزهر في نشر الثقافة وبناء الأوطان”؛ وذلك بحضور د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والسفير الإندونيسي، ود. محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر السابق، ود. نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر للشؤون الوافدين، ود. محمود صديق نائب رئيس الجامعة، والدكتور شفر الدين رئيس ديوان مساجد إندونيسيا رئيس مجلس الأمناء لاتحاد الجامعات الخاصة والأهلية في إندونيسيا، وعدد من الأساتذة.
 

وقال الأمين العام خلال كلمته، إننا نعيش في عالم تتنوع فيه الاتجاهات وتتعدد فيه الرؤى والأطروحات التي أفرزت مجموعة من الاتجاهات الفكرية والرؤى الثقافية والجماعات ذات الاتجاهات المتعددة والمتنوعة وجهة ومقصدًا وفكرًا وثقافة، مما يلقي بمزيد من المسؤولية على المؤسسات البحثية والدينية والدعوية والتربوية، مضيفًا أن العالم في الآونة الأخيرة يعيش مجموعة من المشكلات البيئية والاجتماعية والأخلاقية والقضايا الإنسانية المتعددة التي يمكن أن تقضي على الإنسانية بفعل الإنسان تجاه أخيه الإنسان، كما لا يخفي أن العالم يعيش مجموعة من الأزمات والتي من أولاها وأولاها هذه الأزمة الأخلاقية التي يسعى المروجون لها إلى القضاء على النظم الإنسانية والقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والشرائع السماوية.
 

وأضاف عياد أن الواقع الأليم الذي يحياه العالم في الآونة الأخيرة والذي يتمثل في التجرؤ على المقدسات الدينية والمبادئ الربانية والتعاليم الإلهية التي يراد منها هداية الإنسان واحترامه واحترام حريته وآدميته وهي أمور جنيعها تحتاج إلى وقفات صادقة تحقق السلم العالمي والمجتمعي.
أشار إلى أن هذا اللقاء يدور حول موضوع من الأهمية بمكان وهو دور خريجي المؤسسة الأزهرية في نشر رسالتها، وهو دور من أوجب الواجبات سيما وأن المشكلات التي نتوقف من أمامها هي مشكلات تتعلق بالإنسان وعلاقته بربه وعلاقته بالآخرين والعلاقة بالكون بأسره؛ حيث استطاع الأزهر الشريف من خلال جملة من الأمور التي ارتكز عليها في دعوته أن يعمل على حلها وأن يقول القول الفصل في كيفية مواجهتها، مما ضمن لهذه المؤسسة عبر هذا التاريخ الطويل البقاء والصمود والاستمرار.
 

وأوضح الأمين العام أن مما تميزت به المؤسسة الأزهرية أنها ظلت مستمرة ومحافظة على هدفها وعلى وجهتها، حيث تؤكد بهذه المحافظة على مقولة أن الأزهر مشيئة إلهية وإرادة ربانية؛ حيث استطاعت أن تنقل الإسلام بمبادئه وتعاليمه نقلة حضارية أسهمت في بسطه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، معتمدة في ذلك على عدة حقائق أهمها: الموضوعية في الحكم؛ حيث استندت إلى هذه الموضوعية التي تتعامل بها مع الجميع، المسلم وغير المسلم دون مراعاة لفوارق ثقافية أو عرقية أو جنسية أو لغوية أو عرقية مصداقًا لقوله تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ}، مضيفًا أن الأمر الثاني الأمانة في النقل، فهذه المؤسسة عبر تاريخها الطويل حافظت على تلك الأمانة في التعريف بالآخر والنقل عنه لأنها تعتمد على حجة استنادًا لقوله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، والأمر الثالث العالمية في الهدف؛ حيث تنطلق من عالمية الدعوة التي قامت على أمرها، فالإسلام الدين الخاتم دعوة عالمية، والأزهر مؤسسة علمية عالمية حافظت على هذه العالمية من خلال قوة الهدف وتنوع المذاهب ووحدة الفكر وأمانة الدعوة.
 

ولفت عياد إلى أن رسالة الأزهر الشريف ليست بالرسالة الثانوية، ويكفي أنها تقوم على الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكًا، حيث استمدت السمو في رسالتها من سمو الرسالة التي قامت عليها، والتنوع في البناء فالأزهر الشريف حين يقوم بإعداد جيل من العلماء والمفكرين لحمل الأمانة والقيام بواجب الدعوة يسعى إلى بناء شخصية متكاملة يراعى فيها أبعاد متعددة تتمثل في: البناء العَقَدِي، والبناء الفكري، والبناء الروحي، والبناء البَدَني، والبناء العلمي والمعرفي، والبناء الأخلاقي، إيمانًا من تلك المؤسسة بأنها تخرج ممثلين لها لتعريف الناس بدين الله وسفراء لدفع ما قد يرد على هذا الدين من أقاويل جائر واتهامات باطلة.
 

وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن المؤسسة الأزهرية تسعى نحو الأفضل دائمًا، حيث لم تقف عند حد معين في مواجهة المشكلات المختلفة بل تتجاوب مع الواقع من خلال  إيجاد تخصصات متعددة في فنون مختلفة تجمع بين علوم الدين والدنيا، وتسعى إلى الأفضل دائمًا، وهي في سعيها تنطلق من مبدأ التكامل بين بني الإنسان لأنها تنطلق من حقيقة إلهية هي الوحدة في الأصل الإنساني قال تعالى:  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}، وتسعى لغاية إسعاد البشرية لأنها تقوم على أمر الدين، والدين في الحقيقة جاء لتحقيق السعادة لبني الإنسان، فهو وضع إلهي وضعه الله تبارك وتعالى على لسان أنبيائه ورسله بغية تحقيق الصلاح في الحال والفلاح في المآل، إضافة إلى النظرة الإيجابية التي تتعامل بها المؤسسة مع القضايا والمشكلات، حيث تتعامل بشيء من الواقعية مما أكسبه رؤيتها تلك النظرة الإيجابية للتعامل مع القضايا المختلفة.