السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

عميد اعلام الأزهر: أهمية وسائل الإعلام تزداد في أوقات الأزمات لرفع الوعي

كشكول

 

 

أكد الدكتور رضا أمين، عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر، أن العالم الآن يمر بعدد من الأزمات الكبرى، أزمات صحية واقتصادية ودولية وغيرها، ومن شأنها أن تلقي بظلالها على كل البلدان والمجتمعات، لأن العالم الآن – وأكثر من أي وقت مضى – أشبه بالقرية الصغيرة على حد وصف عالم الاتصال الكندي مارشال ماكلوهان في القرن الماضي - وهو ما يتطلب أن تتضافر الجهود، وأن تقوم المؤسسات العلمية والأكاديمية بإخضاع هذه الأزمات للدراسة والتحليل، ومحاولة تقديم الحلول العلمية التي تجعلها تمر بسلام أو على الأقل تخفف من وطأتها على الأفراد والشعوب.

وأضاف خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية الإعلام بعنوان: «الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات»، أن وسائل الإعلام تقوم بدورها المهم في تناول ومعالجة هذه الأزمات وتناقل الأخبار والتقارير والتحليلات الإعلامية المرتبطة بها، خاصة وسائل الإعلام الرقمية التي أضحت اللاعب الأكبر والأكثر تأثيرا الآن في مجال الإعلام بحكم عدد مستخدميها، الذي تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن خمسة مليارات نسمة حول العالم يستخدمون الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من إجمالي 8 مليار نسمة هم عدد سكان العالم الذين يتقاسمون الحياة على ظهر كوكب الأرض، أي أن ما يزيد عن 64% من سكان المعمورة يستخدمون وسائل ومنصات الإعلام الرقمي الذي مكن الجميع من صناعة وإنتاج المحتوى وبثه إلى العالم بتكلفة زهيدة أو بدون تكلفة.

وأشار عميد كلية الإعلام إلى أن أهمية وسائل الإعلام تزداد وبخاصة الإعلام الرقمي في أوقات الأزمات، إذ بإمكانها أن تقدم المعلومات والحقائق الدقيقة بما يسهم في رفع الوعي في التعامل مع الأزمة، وكذلك بإمكانها أن تعمل على تشتيت الرأي العام، وإثارة البلبلة في المجتمع إذا ما تم استغلالها في نشر الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة، والشائعات المغرضة، لذا صارت عملية إدارة الأزمات إعلاميًا تخصصًا علميًا له قواعده ونظرياته وأسسه وآلياته واستراتيجيته، تهتم به المؤسسات التعليمية الأكاديمية والبحثية والمؤسسات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية، كما حظى إعلام الأزمات باهتمام القيادة العليا في أغلب دول العالم.

وبيَّن أن الممارسات الإعلامية التي تقوم بها وتتيحها وسائل الإعلام الرقمي تجاه الأزمات صنعت بدورها أزمات جديدة تتعلق بصناعة الإعلام ذاتها، فعدم التقيد بمواثيق الشرف والالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية لهذه الممارسات أدى إلى نتائج سلبية قد تؤدي دورًا في إشعال الأزمات أكثر من دورها في إدارة عمليات اتصالات هذه الأزمات، مثل تزييف الحقائق، وإطلاق الشائعات، والترويج للأفكار الهدامة، وغيرها من الممارسات السلبية، كما أصبحت صناعة الإعلام التقليدي – لاسيما المطبوع- تعاني أكثر من ذي قبل في ظل الأزمات الأخيرة، حيث زاد معدل نزيف الإعلام المطبوع، متأثرًا بارتفاع أسعار الطباعة والأحبار والورق، وأصبح الإعلام الرقمي هو طوق النجاة الذي يعول عليه في انتشال صناعة الإعلام ككل من الغرق في طوفان الحروب والأزمات.

وأوضح أنه ومن هذا المنطلق، واستشعارًا لدورنا العلمي والأكاديمي والوطني في تناول ومناقشة القضايا التي تمس عالمنا العربي، وإسهامًا منا في محاولة وضع حلول وأطروحات لمعالجة الأزمات الحالية، بما فيها الأزمة التي تواجه صناعة الإعلام ذاتها، يسعى المؤتمر الدولي الخامس لكلية الإعلام بجامعة الأزهر الشريف بعنوان "الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات" إلى تناول ومناقشة قضايا الإعلام الرقمي ودوره في إدارة الأزمات الحالية، وخروج المؤتمر بالشكل الذي يليق بكلية الإعلام الواعدة التي استطاعت رغم حداثتها إثبات مكانتها المميزة في الأوساط العلمية والأكاديمية.