الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

عاجل.. التفاصيل الكاملة لدمج التربية الجنسية بالمناهج الدراسية.. وخبراء: «قرار جريء»

كشكول

أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، قرارًا بشأن دمج مفاهيم (التربية الجنسية - التحرش الجنسي - العنف الجسدي) ضمن مناهج مراحل التعليم الأساسي.

جاء ذلك القرار بعد أن أطلع الدكتور محمد موسي عمارة، رئيس قطاع التعليم الفني والتجهيزات على كتاب اللواء أمين عام مجلس الوزراء، بشأن بعض التوصيات التي أوصت بها وزارة الداخلية.

وتضمن كتاب مجلس الوزراء تكليف وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والجهات التابعة لها بالقيام بمسئولياتها هذا الصدد على النحو التالي:

١. دمج مفاهيم  التربية الجنسية - التحرش الجنسي - العنف الجسدي) ضمن مناهج مراحل التعليم الأساسي

٢.تنفيذ برامج توعوية بمدارس التعليم الأساسي والمدارس الثانوية العام - فني) بمشاركة الزائرة الصحية - الأخصائي النفسي - الاخصائي الاجتماعي - معلم التربية الدينية)

٣.توفير بوسترات وكتيبات للتوعية بمخاطر الانحرافات السلوكية غير السوية ونشرها في أماكن تجمع الأطفال والمراهقين (أندية - مدارس - جامعات - صالات العاب - دور رعاية الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية.. الخ).

وقالت فاتن أحمد، ولية أمر، إن قرار دراسة التربية الجنسية بالمناهج المصرية مهم جدًا، وخاصة أن العالم أصبح متفتح واختلاط بعض الأمور على الطالب قد تضله الطريق الصحيح.

وطالبت ولية الأمر في تصريحات لـ كشكول بأن تكون الدراسة مبسطة وترتبط بالدين والأحاديث، واستعانت بآيات من القرآن “ولقد خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا”، وتابعت أنه يجب أن يكون المدرس على استعداد للإجابة على أي سؤال بطريقة علمية واحترافية وتربوية على أساس أنه مصدر المعلومة الصحيح وصاحب ثقة مع الطالب، وحذرت من خطورة الموقف وتبعيه أي مصدر معلومات خاطئ.

تفاصيل الأزمة

جاء ذلك القرار بعد أن شن أولياء أمور هجوما عنيفا على أفلام ديزني، بعد نشر شركة الكارتون العالمية مقطع فيديو مترجم بالعربية عن نهج لزيادة محتوى المثلية الجنسية في ديزني تسعى له رئيسة شركة إنتاج الرسوم المتحركة، كاري بيرك، حيث أعلنت أن الشركة تتعهد بإنتاج المزيد من الشخصيات الكرتونية، التي تدعم المثلية، حتى نهاية العام الجاري.

وقالت "ديزني بلس"، إنها انطلقت في 16 بلدا عربيا، مضيفة أنها "تقدم محتوى مخصصا للمنطقة يشمل ترجمة عربية لمعظم الأعمال لا سيما التي تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة".

وعلقت رنا هاني أخصائية الطب النفسي، أن في هذا الزمن أولادنا يمكن أن يتعرضوا لسماع تلك الكلمة أو يشاهدوا فيلم كارتون عنها، موضحة أن رد فعل الأم تجاه أي سؤال حرج الطفل يسأله مهما كان بالنسبة لها سؤال حساس أو يقلق هو الذي يحدد ثقة الطفل فيها.

وأضافت أنه قبل الإجابة عن سؤال طفل عند المثلية الجنسية لابد أن تسأل الطفل عن معلوماته بهذا الشأن وأين سمع تلك الكلمة، وتابعت موجهة نصيحة للأمهات، لابد أن تبدأي معه بقص قصة قوم سيدنا لوط،  وأنهم كانوا يمارسوا العلاقات بطريقة مختلفة عن الفطرة الطبيعية التي خلق الله سبحانه وتعالى آدم وحواء عليها،ولذلك يقال عنه الشذوذ الجنسي ومعنى الشاذ هو المختلف عن الطبيعي، لأن الفطرة هي العلاقة بين الرجل والمرأة.

وشددت على ضرورة أن توضح الأم موقف دينها من الشذوذ الجنسي، لأنه لابد أن يعلم الأطفال موقف الدين والقيم والمباديء منها ورفضه وتحريمه بكل المعتقدات، مؤكدة على ضرورة التأكيد على خصوصية ذلك الكلام والحوار مع الأطفال، لأن وظيفة الأهل في كل بيت الإجابة عن أسئلة أطفالهم دون أن يحكوا ذلك لأطفال آخرى غير مستعدة.

وأوصت أخصائية الطب النفسي الأمهات بمصداقة أطفالهم ليتحدثوا معهم في كل شيء دون أن يلجئوا لمصادر آخرى لمعرفة اجابة تساؤلاتهم، إلى جانب متابعتهم بصورة مستمرة.

دور ولي الأمر

وأكدت «هاني» على ضرورة أن تشاهد الأم أي فيلم كرتون أولًا قبل السماح لأطفالها بمشاهدته، وذلك للتأكد من القيم التي يوصلها الفيلم، والأهم أن يكون البيت المصدر الصحيح للتربية الجنسية.   

من جانبه قال دكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن قرار وزارة التربية والتعليم بدمج مفاهيم التربية الجنسية والتحرش الجنسي والعنف الجسدي، ضمن مناهج مراحل التعليم الأساسي، يعتبر أحد القرارت الجريئة والمهمة التي أصدرتها الوزارة خلال السنوات الاخيرة والتي من شأنها حماية وصيانة المجتمع مما انتشر فيه في الفترة الأخيرة من جرائم التحرش الجنسي والعنف الجسدي، ولعل جرائم القتل التي حدثت في الجامعات هي خير دليل علي ذلك. 

وأكد الخبير التربوي، أنه قد انتشرت جرائم التحرش الجنسي والعنف الجسدي في المجتمع في ضوء بعض الأمور مثل:

1- غياب دور المدرسة عن تربية الأطفال على القيم السليمة منذ نعومة أظافرهم واقتصارها فقط على تعليم التلاميذ المواد الدراسية  فقط.

 2- ترك الأطفال بدون رقابة والدية لساعات طويلة أمام شبكات التواصل الاجتماعي وبعض التطبيقات التي تعرض محتوى جنسي غير ملائم مثل التيك توك.

 3- وجود إعلانات في بعض ألعاب الأطفال تتضمن مشاهد جنسية غير ملائمة.

4. وجود منصات أفلام أطفال مثل ديزني بلص، تتضمن مشاهد جنسية مثلية.

ووشدد شوقي، أنه في ضوء تلك التغيرات اختلطت لدى الأطفال مفاهيم الصواب والخطأ، والحلال والحرام، وتكونت لدى الأطفال صور ذهنية مرتبطة بما يرونه من مشاهد عنف أو مشاهد جنسية وأصبحوا يسعون بشكل لا شعوري إلى تقليدها دون النظر إلى عواقبها الوخيمة على مستقبلهم بل وعلى مجتمعهم، وتابع أن من هنا تأتي أهمية قرار دمج مفاهيم التربية الجنسية والتحرش الجنسي والعنف الجسدي ضمن مناهج مراحل التعليم الأساسي، والذي يحمل العديد من الدلالات المهمة منها:

1. أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة التربية والتعليم يقظة تماما لما يتعرض له أطفالنا من مؤامرات وتقف لها بالمرصاد.

2. أن مفاهيم التربية الجنسية والتحرش الجنسي والعنف الجسدي لن يتم تدريسها كمواد منفصلة مستقلة بذاتها بل سيتم دمجها في المواد الدراسية (مثل موضوعات القراءة والقصة في اللغات المختلفة)، وبالتالي سيسهل على الطفل تلقيها واستيعابها باعتبارها جزء من المادة الدراسية.

3. لما كانت التربية الدينية لا تعتبر مادة أساسية لا تضاف إلى المجموع الكلي، وبالتالي قد لا يذاكرها الطالب بحرص، أصبح البديل الوحيد هو دمج هذه المفاهيم في المقررات الأساسية التي يهتم بها الطالب.

4. أن دمج هذه المفاهيم في المواد الدراسية منذ مراحل التعليم الأساسي يعني أن الطفل منذ سنوات عمره الأولى سينشأ ولديه وعي بها وبالتالي سيبعد عما هو خطأ منها وسيتمسك بالصحيح. 

5. دمج مفاهيم التربية الجنسية والتحرش الجنسي والعنف الجسدي في المناهج الدراسية التي يدرسها الطلاب في مختلف أنحاء الجمهورية سيصنع نوع من التربية السليمة،  والتصورات الموحدة لدى الطلاب عما هو صحيح وما هو خاطئ في جميع أنحاء الجمهورية على اختلاف دياناتهم أو مناطقهم الجغرافية. 

6. من شأن تعلم تلك المفاهيم أن تعرف الفتاة ماذا تفعل لو تعرضت للتحرش الجنسي بدلا من السكوت خوفا من الفضيحة  مما سيقلل تكرار تلك الجرائم، كما سيتعلم الشباب كيفية استغلال طاقاتهم بشكل مرغوب اجتماعيا مثل ممارسة الرياضة وشغل الوقت بما يفيد.

تأهيل المعلمين بشكل تربوي سليم

وكشف الخبير التربوي، انه لا بد من مراعاة تأهيل المعلمين بشكل تربوي سليم لكيفية تعليم هذه المفاهيم التي تحظي بحساسية بالغة في مجتمعنا، من خلال عقد دورات للمعلمين من قبل متخصصين من أساتذة التربية توضح لهم طرق تدريس هذه المفاهيم بشكل لائق، وتابع أنه بصفة عامة ستتحقق التربية الجنسية بشكل متكامل من خلال الاهتمام بالتربية الدينية جنبا إلى جنب مع دمجها مع المواد الدراسية المختلفة، حيث أن الدين سيغرس لدى الطفل القيم التي توضح لهلماذا هذا السلوك يعتبر خطأ، وذاك صواب، ويتقبل ذلك عن اقتناع داخلي بينما سيكون دور المواد الدراسية توضيح أنماط وأشكال الانحرافات الجنسية والعنف الجسدي.

وكان أثار فيلم الرسوم المتحركة «Lightyear» الجدل، بعد منع عرضه في عدد من الدول العربية، لاحتوائه على مشاهد مثلية، رغم تناوله شخصية كرتونية شهيرة ارتبط بها الجمهور العربي والمصري في سلسلة الرسوم المتحركة «TOY STORY»، إذ يتناول الفيلم قصة حارس الفضاء «باز يطير»، الذي ظهر في سلسلة أفلام «ديزني» الشهيرة، وبسبب مشاهد لقبلة بين شخصين من مثلييي الجنس ضمن أحداث الفيلم، تم رفض الفيلم في عدة دول رقابيا، منها الكويت والبحرين والسعودية والإمارات.