السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الحكومة تلجأ للتعديل الجزئي لتفادي «ألغام» قانون الجامعات.. الاستمرار بعد الستين الأبرز

كشكول

رغم عدم الاتفاق على الشكل النهائي لمشروع قانون تنظيم الجامعات، إلا أن الحكومة دأبت خلال 3 أشهر الماضية على تعديلات جزئية لبعض مواد القانون الحالي، وتمريرها بمجلس النواب، دون التعرض لمشروع كامل للقانون، متجنبة المواد المُلغمّة التي يطالب أستاذة الجامعات بتعديلها، ونستعرض التفاصيل في التقرير التالي:

توفيق الأوضاع لشاغلي وظيفة أستاذ متفرغ

تتضمن التعديلات توفيق الأوضاع لشاغلي وظيفة أستاذ متفرغ قبل العمل بهذا القانون وفقا لحكم الفقرة الثانية من المادة 121 من قانون تنظيم الجامعات، وأن يعين بصفة شخصية في ذات الكلية أو المعهد جميع من يبلغون سن انتهاء الخدمة ويصبحون أساتذة، أو أساتذة مساعدين، أو مدرسين متفرغين، بحسب الوظيفة التي كانوا يشغلونها قبل بلوغ تلك السن، وذلك ما لم يطلبوا عدم الاستمرار في العمل، ولا تُحسب هذه المدة في المعاش، ويتقاضى شاغلو الوظائف المشار إليها في الفقرة الأولى من هذه المادة مكافأة مالية إجمالية توازي كامل الأجر، على أن تزيد تلك المكافأة بمقدار أي زيادة قد تطرأ عليه مع الجمع بين المكافأة والمعاش ويكون لهم ذات الحقوق المقررة لأعضاء هيئة التدريس، وعليهم واجباتهم، فيما عدا تقلد المناصب الإدارية داخل الجامعات الخاضعة لأحكام هذا القانون، كما  يجوز ندبهم، أو إعارتهم وفقًا للضوابط التي يضعها المجلس الأعلى للجامعات.
الاستمرار في الخدمة بعد بلوغه سن الستين
وجاء من ضمن التعديلات، الموافقة من قبل مجلس النواب، على مشروع قانون مقدم من الحكومة، يهدف إلى إجازة المشرع لعضو هيئة التدريس الاستمرار في الخدمة بعد بلوغه سن الستين كأستاذ متفرغ بموجب نص المادة (123) من قانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، وعين له مكافأة مالية في مقابل هذا العمل تساوى الفرق بين المرتب مضافاً إليه الرواتب والبدلات الأخرى وبين المعاش مع الجمع بين المكافأة والمعاش، وأكدت اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات على المساواة بين الأستاذ المتفرغ وعضو هيئة التدريس في الخدمة وباقى الأعضاء في الحقوق والواجبات، فيما عدا المناصب الإدارية التي لا يجوز للأستاذ المتفرغ تقلدها.

وأوجب القانون القائم حالياً ألا يقل مجموع ما يتقاضاه عضو هيئة التدريس من معاش ومكافأة بعد سن الستين عما يتقاضاه زميله الذى لم يصل إلى تلك السن، لكون كلاهما يؤدى ذات العمل والأعباء العلمية والتعليمية في حين يستحق الأستاذ المتفرغ معاشه عن مدة خدمته الأصلية التي أدى عنها اشتراكاته التأمينية طوال مدة خدمته وفقاً للقواعد التي تقرر المعاش بموجبها وتحدد مقداره على ضوئها وذلك خلافاً للمكافأة التي يتقاضاها من الجامعة إذ تعتبر مقابلاً مشروعاً لعمله فيها وباعثاً دفعه للموافقة على الاستمرار في العمل ليكون عمله كأستاذ متفرغ سبباً لاستحقاقها، إلا أن تلك المكافأة تزيد كلما زاد المرتب والبدلات المقررة للوظيفة، بينما تقل كلما زاد المعاش على الرغم من اختلاف سبب استحقاق كلا منهما فتلك المكافأة تُصرف استناداً لكون الأستاذ المتفرغ يؤدي عمله العلمي بالجامعة كاملاً لكونه في الحقيقة أستاذاً تعدلت صلته بجهة عمله ببلوغ السن القانونية المقررة لتلك الخدمة، واستمر في العمل أستاذاً متفرغاً بالجامعة للأستفادة من خبرته وعلمه رغبة من المشرع في عدم حرمان الجامعات المصرية من خبرات أعضاء هيئة التدريس الذين عملوا في محرابها، فكان من الأوفق ألا تقل المكافأة التي يتقاضها عضو هيئة التدريس بعد سن الستين وتعينه أستاذاً متفرغاً عما يتقضاه زميله الذي لم يصل إلى تلك السن، فيأتي هذا التعديل لمنح عضو هيئة التدريس المتفرغ مكافأة تعادل الأجر الكامل أسوة بنظيره عضو هيئة التدريس العامل.

مع الإشارة إلى أن المساواة بين الأساتذة العاملين والأساتذة المتفرغين تقتضي أن تكون أيضاً في كافة شئونهم الوظيفية كجواز الندب والإعارة عدا تولي المناصب الإدارية داخل الجامعات الخاضعة لأحكام قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972، للاستفادة من خبراتهم وعلمهم، ووفقاً للضوابط التي يضعها المجلس الأعلى للجامعات بما يراعى حسن العمل بالجامعات.

مقترحات الأساتذة في مواد القانون

ومن جانبهم، دشن أساتذة الجامعات على جروب" أعضاء هيئة التدريس" بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، استطلاع رأى بشأن مقترحات المواد المعدلة من قانون تنظيم الجامعات، منها تعديل بند المرتبات 2021، وتوفير الرعاية الصحية، ومقترحات بشأن ترقيات أعضاء هيئة التدريس بالإضافة إلى زيادة حافز الجودة الجامعات.

الحوار المجتمعي

يقول الدكتور وائل كامل، عضو هيئة التدريس، بجامعة حلوان، إنه لم يعد يمر بضع أشهر إلا ويتم مفاجأة المجتمع الجامعي بتعديل إحدى مواد قانون تنظيم الجامعات بدون فتح نقاش ومعرفة رأي المجتمع الجامعي في تعديل مواد قانونهم، والتي دائما تخدم تلك التعديلات إما أحكام السيطرة الكاملة على نظم اختيار القيادات والتحكم فيها بشكل كامل والتي تعد مخالفة صريحة للدستور الذي نص على استقلال الجامعات بمنح وزير التعليم العالي السلطة في اختيار أكبر عدد من أعضاء لجنة اختيار القيادات، أو صياغة المعايير نفسها التي تتم على أساسها المفاضلة والتي أغلبها غير قابله للقياس بدقه وبشفافية وتخضع للاهواء ولا علاقة لها بكفاءة الشخص في أدائه لمهامه بناء على التوصيف الوظيفي للمنصب، أو تعديلات تهدف لهدف خاص لبعض من اقترحوا هذا التعديل وعملوا على تمريره مثل فتح الانتدابات بعد الستين وفتح المجال لاعتلاء عدد محدود لمناصب رؤساء جامعات خاصة وأهلية بعد بلوغهم سن التقاعد وتعديل مادة الأساتذة المتفرغين وإلغاء تعميم مسمى الأستاذ المتفرغ لمن بلغ سن المعاش والتي تتسبب في الإضرار بكل من بلغ الستين على درجة مدرس وأستاذ مساعد، نظرا لنظم توزيع الأعباء التدريسية ما بين الدرجات العاملة والمتفرغة أو يصب في صالح توفير نفقات والحد من التعيينات مثل تعديل أحكام وشروط المفاضلة في تعيين المعيدين وانتقال العلاقة التعاقدية من الدائمة إلى التعيينات بعقود مؤقته والتي تسببت في هروب الكفاءات بسبب ضعف الرواتب وعدم الاستقرار الوظيفي في مقابل المهام والأعباء المتزايدة، أو زيادة رسوم لصالح الدولة من مصروفات الطلاب لصالح الامتحانات المميكنة وزيادة الأعباء على الطلاب وأسرهم، أو التحول للكتاب الإلكتروني، والعديد من التعديلات الأخرى التي تضر بالعملية التعليمية والمجتمع الجامعي أكثر ما تفيد.

وأضاف كامل، في حديثه لـ«كشكول»، أنه بالرغم من كثرة مطالبات المجتمع الجامعي بتعديل رواتبهم المنصوص عليها بقانون ١٩٧٢ ولا تزال بنفس قيمه منذ 50 عاما وتحمل قيم بالقروش والملاليم، وثبات بدلاتهم وعلاواتهم على أساسي راتب عام ٢٠١٥ وحساب الخصومات كلها على عام ٢٠٢٢، إلا أنه لم يتحرك أحد ويفكر مجرد التفكير في حل تلك المشكلة التي تسببت في وضع مأسوي وجعلت قطاع عريض من المجتمع الجامعي يدخل في شريحة تقارب حد الفقر.

والجدير بالذكر أن شكل المجلس الأعلى للجامعات، لجنة جديدة لجمع آراء ومقترحات أساتذة الجامعات من أعضاء هيئة تدريس وأعضاء هيئة معاونة جدد بهدف صياغة قانون تعليم عالي جديد يتسم بالمرونة، مقارنة بالقانون المعمول به الآن في الجامعات، حيث ترأس اللجنة الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، على أن تتلقى اللجنة مقترحات الأساتذة عبر رؤساء الجامعات وعمداء الكليات.

وخاطب رئيس لجنة إعداد قانون التعليم العالي الجديد، الدكتور محمود المتيني، رؤساء الجامعات الحكومية بضرورة بدء جمع المقترحات، لإصدار القانون الذي سيتسم بالعصرية ويؤدي الي الارتقاء بمستوى التعليم العالي والبحث العلمي وجودتهما وتعديل نصوص مواد قانون تنظيم الجامعات رقم ٤٩ لسنة ١٩٧٣.

وأوضح المتيني في الخطاب الموجه لرؤساء الجامعات، أن تعديلات القانون الجديد من المفترض أن تأتي في ضوء تلبية احتياجات المجتمع الأكاديمي، وأن تكون مخرجاته مخصصة إلى جودة منظومة التعليم العالي، مشيرا إلى أن هذه المقترحات وتعديل القانون هو تطبيق للدستور ٢٠١٤ خصوصا المواد من ١٩ إلى ٢٤ والتي أولت التعليم اهتماما خاصا.

الفترات الماضية، خلال اجتماعات مجلس الوزراء، شهدت الموافقة على عدد من التعديلات، ثم موافقة مجلس النواب، عليها خلال جلساته العامة، منها إجازة المشرع لعضو هيئة التدريس الاستمرار في الخدمة بعد بلوغه سن الستين كأستاذ متفرغ، بالإضافة إلى قرارات تخص المنظومة.

اقرأ أيضاً
بالتعيين أو بالنقل.. وظائف شاغرة بكلية الألسن جامعة الأقصر