الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

عرض صور ضحايا الحوادث الإرهابية بين التأييد والرفض

كشكول

صور الدماء والأشلاء تُحجر قلوب المشاهدين     

مُشاهد: الناس قلبهم بيموت من كثرة صور الضحايا

متخصص: هذا العرض يتنافى مع الطبيعة البشرية

تنمية بشرية: العنف يُخلق طفل عدواني وجبان وانطوائي

 

كثيرا ما يعانى المشاهدون والمتابعون لمختلف وسائل الإعلام من الآثار النفسية السلبية، بسبب ما تتناوله من صور الدماء والأشلاء لضحايا الحوادث الإرهابية، التي تشهدها مصر في الآونة الأخيرة، حيث يُصاب بعضهم بالذعر والخوف الشديد عند تعرضهم لمثل هذه الصور والمشاهد، إذ نجد الجمهور بعد تعرضه لهذه المشاهد مراراً وتكراراً يعتاد على هذه النوعية من الصور؛ لذا قرر "كشكول" أن يرصد أهم الآثار النفسية السلبية، وكذلك أخلاقيات عرض هذه الصور من خلال الحديث مع طلاب جامعيين ومتخصصين.

المشاهدين 

قالت الطالبة شيماء عاطف، إنها تشعر بالذعر عندما ترى صور لقتلى وضحايا الهجمات الإرهابية، مؤكدة أنها تُصاب بأزمة نفسية نتيجة تعرضها لمثل هذه المشاهد، مؤكدة "أنا عندي فوبيا من الدم والأشلاء"، وأشارت إلى أنه ليس من الضرورة نشر مثل هذه الصور مع الأخبار لكى تدل على مصداقية الخبر، مؤكدة أنها تتعرض بكثرة للتليفزيون المصرى لأنها تعلم أنه ينشر الحقائق، وأنه يتعرض للعقاب إذا نشر خبر غير صحيح لأنه يمثل الدولة.

وفى نفس السياق أضافت آية غريب، الطالبة بالفرقة الثالثة كلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه من الممكن الحصول على صور الضحايا من ذويهم بدلاً من نشر صورهم وهم أشلاء غارقون في الدماء.

"ليه وجع القلب ده" هذا ما قالته هاجر جميل، الطلبة بالفرقة الثالثة كلية الإعلام، معبرة عن رأيها بأن هذه الصور تضفي على الخبر صفة الواقعية لكن من المفترض مراعاة الجمهور والرحمة بالنفوس الضعيفة.

متخصصين

قال  محمد المرسي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن القواعد المهنية المتعارف عليها في مصر وعلى مستوى العالم في المعالجات الإعلامية للحوادث أو الحروب أو الكوارث التي تؤدي إلى تدمير البشر، هي عدم نشر أو عرض للدماء وأشلاء الجثث والضحايا من أي طرف، مضيفًا أن هذا العرض يتنافى مع الطبيعة البشرية ويؤذي المشاعر بشكل كبير.

وأكد "مرسي" أن أهداف وسائل الإعلام تختلف من حيث عرضها لفيديوهات وصور عمليات القتل والتعذيب وأشلاء الضحايا، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك قد يكون إثارة الذعر وعدم الاستقرار والتأثير على الروح المعنوية، وربما يكون ذلك بهدف الرد على الشائعات التى تُكذب البيانات الرسمية فى عملياتها ضد الإرهاب.

وعبر عن وجهة نظره قائلًا: "إنه لايجب إطلاقا نشر أو عرض هذه الصور أو الفيديوهات البشعة، فلا مجال أو أهمية لها مع نشر الحقائق والمعلومات من مصادر موثوق بها".

التنمية البشرية

ومن جانبه قالت رئيس لجنة بناء القدرات والتنمية البشرية لمنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان بدمياط، الدكتورة إيفا مصطفى، إن المُشاهد يتأثر بكل ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام من مشاهد وصور عنف، موضحة أن البشر ثلاثة أنواع الأول بصري وهو الأكثر تركيزًا مع كل شىء يعرض أمامه، والثاني سمعي وهو الأقل حدة، والثالث سمعي بصري وهو الأكثر خطورة، لأنه لديه حالة توازن بين السمع والبصر.

وأضافت أن المشاهد عبارة عن وعاء يضع الإعلام بداخله ما يريد، ويأخذ المتلقي ما شاهده وتحدث له معالجة، ويخرجها بصورة تتناسب مع تركيبة شخصيته، مؤكدة أن العنف له ثلاثة أنواع، عنف حركي وفكري ولفظي وهو يظهر في الحوارات.

وأكدت أن العنف المستخدم في الصور الثابتة يزعجه، على عكس الصور المتحركة على الإنترنت واليوتيوب مثل مشاهد الاغتصاب والتحرش يقبلها، لأنه اكتسب قيم غير مرغوبة بشكل مُحبب لديه.

وانتقل "كشكول" معها إلى جزئية تأثير هذه المشاهد والصور على الطفل، لتؤكد "مصطفى" أنه من أكثر المتأثرين، وخصوصًا أنه لا توجد لديه أي مشاكل أو ضغوطات من الحياة مثل الأب والأم، فيركز على الصورة والحركة بدرجة شديدة ليقلدها.

وذكرت أن هذه الصور والمشاهد تخلق طفل عدواني وانطوائى وجبان، وطالبت الإعلام أن يأخذ الجمهور في اعتباره، وليس السبق والمال فقط قائلة" الإعلام يجب أن يفيد ويستفيد".

وعند سؤالها عن علاج الطفل العدواني أكدت أن العلاج يبدأ من الأب والأم من خلال تعديل وتقويم سلوكهم من كثرة التعرض لمشاهد عنف؛ لأن الطفل يقلدهما.