الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

رئيس الجامعة البريطانية: لا نقبل طلابًا من الدول الراعية للإرهاب.. ولا يوجد إخوان بالجامعة

كشكول

د. أحمد حمد قال إن المملكة المتحدة تشعر بالندم الآن بسبب دعمها التاريخى للجماعة

لا نقبل طلابًا من قطر وإيران وتركيا وإسرائيل

ولا نشارك بأى مؤتمرات فى هذه الدول بسبب دعمها الإرهاب

لا يوجد إخوان بالجامعة وإن وجدوا فهم «خلايا نائمة»

لا يمارس أى نشاط سياسي ومنعنا النقاب واللحية واللبس غير المحتشم

شدد الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية فى القاهرة، على رفضه العمل السياسى داخل الجامعة، مشيرًا إلى أن من يثبت انتماؤه لتنظيم الإخوان يتم فصله فورًا.

 

وقال «حمد» فى حواره مع «كشكول» إن بريطانيا كانت تدعم جماعة الإخوان منذ نشأتها، غير أنه توقع أن يتوقف هذا الدعم، لأن إرهاب الجماعة وصل إلى قلب أوروبا، التى بدأت تكتوي بنيرانه.

وذكر أنه يدعم، بكل قوة، ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنه حمى الدولة من مخططات الانقسام، و«لولا دوره البطولي فى ٣٠ يونيو لتحولت مصر إلى عدة دويلات وحل عليها الدمار».

■ الجامعة البريطانية بدأت فى مصر عام ٢٠٠٥.. ماذا حققت خلال ١١ سنة؟

- الجامعة بدأت بـ٣ كليات فقط، والآن وصلنا لـ٩ فى تخصصات مختلفة، وحققت مجموعة من النجاحات غير المسبوقة، ويتم تصنيفها سنويًا فى المركز الأول لأفضل الجامعات، ونفخر بوجود كوكبة من العلماء المصريين ضمن مجلس الأمناء وأبرزهم الجراح العالمى مجدى يعقوب، وعالم الفضاء فاروق الباز، والمفكر السياسى مصطفى الفقى، إلى جانب نخبة من الأساتذة والمتخصصين.

وحرصت الجامعة منذ إنشائها على توطين ثقافة التعليم العالى البريطانى بها، فنحن جامعة على أرض مصرية تعمل بنظام التعليم البريطانى، وتعمل على المزج الناجح بين معايير الجودة العالمية البريطانية والمصرية، ويتم هذا بالشراكة العلمية مع ٣ جامعات بريطانية هى «جامعة لفبرا وجامعة لندن ساوث بانك وجامعة كوين مارجريت بأسكتلندا»، ويحصل الطالب خريج الجامعة البريطانية فى مصر على شهادتين معتمدتين، إحداهما من المجلس الأعلى للجامعات المصرية، والأخرى من الجامعة البريطانية ذات الشراكة العلمية طبقًا لمعايير الجودة البريطانية.

كما تم الاتفاق بين الجامعة البريطانية واليابان على تدشين واحة العلوم، وهى ما سيمكن الطلاب من إجراء البحوث العلمية وتطبيقها والتدريب عليها بشكل عملى فى عدة مجالات علمية، منها علوم الفضاء والفلك والهندسة وتكنولوجيا المعلومات.

■ يوجه نقد للجامعة البريطانية بأنها تفضل الطلاب العرب على المصريين.. ما حقيقة ذلك.. وما معايير القبول بالجامعة؟

- الجامعة لديها معياران فى قبول الطلاب، الأول هو الحد الأدنى لمجموع الطالب وإجادته للغات خاصة اللغة الإنجليزية، وبعض الشروط التى تتعلق بمستوى الطالب العلمى فى مجال الكلية التى يتقدم إليها. والمعيار الثانى هو إمكانيات الكلية ومدى استيعابها لعدد معين من الطلاب، والجامعة تهدف إلى إعلاء معايير الجودة، ومن حقها أن تفاضل وتختار أفضل الطلاب الذين ينتمون إليها، ونحن فخورون بوجود طلاب من كل الجنسيات العربية والأجنبية يتلقون العلم فى الجامعة البريطانية.

■ ما تفسيرك لتزايد أعداد الجامعات الخاصة؟.. وهل هذا يثرى العملية التعليمية أم العكس؟

- مصر بها ٢٣ جامعة حكومية و٢٤ جامعة خاصة، بالإضافة لعدد من الجامعات الخاصة يتم التخطيط لإنشائها، والحقيقة أن عددًا كبيرًا من الجامعات الخاصة لا يمكن إغفال دورها فى تنشيط العملية التعليمية وتطويرها بشكل كبير، ولا ننكر أيضًا أن هناك بعض الجامعات التى تهدف إلى الربح فقط، ولكنها معروفة لدى الناس لأن «سمعتها وحشة»، وبشكل عام فالجامعات الأجنبية تسعى لتطبيق نظم تعليمية جديدة وتهتم بجودة التعليم، والجامعة البريطانية تتعاون فى ذلك مع عدد من الجامعات ومراكز البحوث المصرية، وأوضح أننا منذ نشأة الجامعة لم يتم توزيع أى أرباح على مجلس الإدارة كما هو متبع فى الجامعات الخاصة، ولكن يتم استغلال كل الأرباح لتطوير الجامعة والتوسع فى إنشاء كليات جديدة.

■ هل تقبل الجامعة طلابًا من قطر أو إيران؟

- بالتأكيد لا.. فالجامعة البريطانية لا يوجد بها طلاب أو أعضاء هيئة التدريس من قطر أو إيران أو تركيا أو إسرائيل، ونحن لا نقبل التعامل مع أى طرف يسىء لمصر والعرب ويتعمد دعم الإرهاب وتنفيذ مخططات تهدف إلى تقسيم المنطقة العربية وضرب وحدتها واستقرارها.

وعلى الرغم من أن الجامعة تقبل الطلاب الأجانب وأعضاء هيئة التدريس من مختلف الجنسيات إلا أننى لا أقبل بوجود أى شخص من هذه الدول الأربع، وحتى المؤتمرات العلمية التى تقام فى هذه البلاد ترفض الجامعة المشاركة فيها نهائيًا، ولا نوجه لهم دعوات للمشاركة فى أى فعاليات علمية، وبالمناسبة فإن الجامعة البريطانية قبلت على الفور أوراق جميع الطلاب الذين قامت قطر بطردهم بسبب دعمهم النظام المصرى.

■ ماذا عن الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية؟

- لا يوجد طلاب منتمون للإخوان فى الجامعة البريطانية بالقاهرة، وإن وجدوا فهم خلايا نائمة لا يمارسون أى نشاط سياسى، حتى النشاطات التى كان يقوم بها الطلاب منذ سنوات والتى تتعلق بجمع التبرعات وإرسالها للأسر، تم إيقافها تمامًا لوجود شبهة فى أنها تذهب للإخوان أو جهات خارجية، ونحن لا نمنع أحدًا من فعل الخير حين تكون الأمور واضحة، ولكن الجامعة مكان لتلقى العلم. والجامعات الأجنبية تضم أناسًا من مختلف الديانات والجنسيات حول العالم وليست مكانًا للنشاط السياسى أو جمع التبرعات.

وأود أن أوضح أن الإخوان لها خلايا موجودة فى كل قطاعات الدولة ولا يمكن التعامل معها إلا إذا ثبت انتماؤها للتنظيم أو قامت بنشاط واضح يمكن أن يستدل به على هويتها.

■ كيف يتم التعامل مع الطلاب الذين يثبت انتماؤهم للإخوان؟

- نحن نؤمن بأن الجامعة مكان لتلقى العلم وليس للمشاركة السياسية وإحداث الفوضى والبلبلة، ومنذ ٥ سنوات، خلال الفوضى، تسببت تجاوزات الطلاب المنتمين لتنظيم الإخوان والاشتراكيين الثوريين فى إغلاق الجامعة لمدة شهر، وفصلنا وقتها ما يزيد على ٤٠ طالبًا بسبب أعمال الشغب، ولكن فى الوقت الحالى لا مجال لحدوث ذلك، وإدارة الجامعة تتعامل بمنتهى الحزم مع أى محاولات لإثارة الفوضى، وممنوع ممارسة العمل السياسى، فالطالب يمكنه التعبير عن رأيه لكن بوسيلة لا تثير الشغب، والطلاب الذين تثبت الجامعة انتماءهم لتنظيم الإخوان أو مشاركتهم فى أعمال شغب يتم تحويلهم للتحقيق فورًا وفصلهم من الجامعة.

■ بماذا تفسر وجود الإخوان فى لندن ووجود مقر دائم لها هناك؟.. وهل تتوقع إجراءات ضدهم خلال الفترة المقبلة؟

- الحقيقة أن أوروبا بدأت تكتوى بنيران جماعة الإخوان الإرهابى، لأنها ظلت فترة طويلة بعيدة عن ممارساتها وتظن أنها جماعية دينية سلمية لا تنتهج العنف وفقًا للصورة التى كانت يروج التنظيم الدولى للإخوان، ولكن مؤخرًا ظهرت الجماعة على حقيقتها، وبدأ وجهها القبيح يظهر للمجتمع الغربى، وبريطانيا تشعر بالندم الشديد بسبب دعمها تلك الجماعة فى وقت ما، ولأن عددًا كبيرًا من قيادات التنظيم الإرهابى موجودون فى لندن، لكن هذا الوجود لن يستمر وهو مسألة وقت.

ولكن يؤسفنى أن أقول إن تلك الجماعة هى صناعة بريطانية فى الأساس، وحسن البنا عندما شرع فى تأسيسها تلقى أموالًا من بريطانيا، ولكن اختلفت الأمور فى الوقت الحالى كثيرًا لأن الجماعة أصبحت تنظيمًا، ربما يدين بالولاء لبعض الدول، لكنه يقود عمليات إرهابية قذرة لن تتمكن بريطانيا أو أى دولة من الوقوف صامتة أمامها.

■ وهل يؤثر ذلك فى سياسات الجامعة البريطانية؟

- إطلاقًا، أؤكد أننا جامعة على أرض مصرية لا نقبل أى إساءة لمصر ولا نتعامل مع أى كيان يهدف النيل من استقرار الوطن، والجامعة مكان للتعليم وليس لممارسة السياسة أو التعبير عن التوجهات المختلفة، وهذا الكلام يسير على الجميع، علاقتنا ببريطانيا ليست سياسية ولكننا نعتمد على نظم التعليم البريطانى وتطبيقاتها، بالمزج بين النظم المصرية والبريطانية.

■ ما حيثيات قرار منع دخول المنتقبات الجامعة؟

- النقاب ممنوع منذ ٤ سنوات داخل الجامعة البريطانية، ونؤكد أن الجامعة مكان لتلقى العلم، وبها عدد كبير من مختلف الجنسيات، ومن الطبيعى جدًا أن يتم التعامل فيما بينهم دون حجاب، فعملية التعليم تعتمد على التفاعل وتفهم لغة الجسد ومن المستحيل أن تتم من خلال النقاب، ولدى نحو ٢٠ أستاذًا أجنبيًا غير مئات الطلاب، ونرى أن النقاب واللحية يعطيان صورة ذهنية خاطئة وقمت بفصل أستاذ من كلية الهندسة بسبب لحيته، وفى المقابل لا أسمح بدخول اللبس غير المحتشم للجامعة.

■ وما رأيك فى دعوات المقاطعة؟

- هذه دعوات مشبوهة، والقائمون عليها أشخاص معروفة اتجاهاتهم وطبيعة الأجندات التى يعملون عليها، ونحن ندعو جموع المصريين لتجاهل هذه الدعوات والمشاركة فى الانتخابات، وكل شخص يختار المرشح الذى يريده ولكن لا يترك حقه الدستورى والقانونى فى عملية المشاركة.

■ بمناسبة الحديث عن الاستقرار والأمن.. ما رأيك فى العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨» وفى جهود مصر فى مكافحة الإرهاب إجمالًا؟

- جهود مصر وتحديدًا الجيش المصرى فى مكافحة الإرهاب لا يمكن اختزالها فى عملية واحدة، ولكنها سنوات من التضحية الكبيرة التى نقدرها جميعًا، ولا ينكرها إلا المخربون وأعداء الوطن، وأرى أن الرسالة التى يمكن أن يبعثها المصريون ــ وأنا واحد منهم ــ هى رسالة شكر وتقدير وعرفان نتيجة التضحيات الكبيرة التى بذلتها قوات الأمن من الجيش والشرطة وتظهر نتائجها اليوم بشكل واضح فى انخفاض معدلات الإرهاب فى مصر بشكل كبير.

وإذا نظرنا إلى معدل العمليات الإرهابية قبل ٤ أعوام وقارناها بالوقت الحالى فسنجد أن الإرهاب تلاشى بنسبة ٩٠٪ تقريبًا، والرئيس السيسى أعلن أن حرب مصر على الإرهاب لم تكن مهمة سهلة، وإننا نحارب الإرهاب نيابة عن المنطقة والعالم أجمع، والحقيقة أشعر بفخر شديد وأنا أتابع عمليات الجيش (سيناء ٢٠١٨)، حيث تثبت قوة الجيش فى الرد على أى رسائل تهدد أمنه، سواء من الداخل أو الخارج.

■ من ستؤيد فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- الرئيس السيسى لأنه أنقذ مصر من الإخوان، ولو استمر محمد مرسى ــ الذى كان أول جاسوس مصرى منتخب ــ فى حكم مصر مع أهله وعشيرته من التنظيمات الإرهابية، لتحولت مصر إلى دمار مثل سوريا واليمن وليبيا وكل البلاد العربية المجاورة، وهو المخطط الذى كانت تسعى الجماعة إلى تنفيذه لولا تدخل السيسى بعد ثورة ٣٠ يونيو، لذلك عندما طالب الشعب بتفويضه لمحاربة الإرهاب المحتمل لم يتوانَ الشعب فى ذلك، والانتخابات الرئاسية المقبلة تعد استكمالًا لمسيرة هذا الرجل المخلص لوطنه وشعبه، ونحن ندعمه من أجل استقرار مصر.