إضراب مفتوح بسبب "اختيار مريم".. تفاصيل أزمة بين المخرج وسينما زاوية
دخل المخرج الشاب محمود يحيى يومه العاشر من الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجًا على ما وصفه بـ"التعنت" من قبل إدارة سينما زاوية في عرض فيلمه الروائي الطويل الأول "اختيار مريم".
وأكد يحيى أن السينما التي تعد المنفذ شبه الوحيد لعرض الأفلام المستقلة في مصر، تجاهلت فيلمه رغم عرضه جميع الأعمال التي نافسته في المهرجانات خلال العامين الماضيين.
كتب يحيى في منشور أول: "بكمل أسبوع كامل من صيامي/إضرابي المفتوح عن الطعام للمطالبة بالعرض التجاري لفيلمي #اختيار_مريم في سينما زاوية... لكنهم متحيزين ضد فيلمي بدون إبداء أي أسباب على الإطلاق".
ثم جدد إعلانه لاحقًا، مشيرًا إلى أن الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 يمثل اليوم العاشر من إضرابه
رحلة إنتاج شاقة بجهود فردية
وفي منشور له، كشف المخرج أنه تحمّل وحده أغلب الأدوار الأساسية خلف الكاميرا: من كتابة السيناريو، والإنتاج، وتصحيح الألوان، والترجمة، وتصميم الملصق، وحتى إدارة الكاستنج والديكور والملابس، بجانب عمله كمخرج.
وأوضح أنه اضطر للعمل في وظيفتين بدوام كامل لتمويل مشروعه.
ويختصر يحيى رحلته بمرارة قائلًا: "بعد ده كله مستكترين عليا عرض محدود في سينما واحدة... أنا لو مانجحتش بعد كل ده مش هنجح، ويبقى مفيش عدل في البلد دي".
احتجاج يتطور إلى أزمة
الأزمة بلغت ذروتها حين حاول المخرج تنظيم وقفة احتجاجية أمام دار العرض، وهو ما أدى إلى تعرضه ـ بحسب ما أشيع ـ لاعتداء من أحد الأفراد المرتبطين بإدارة السينما. الحادثة فجّرت الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، ودعت إدارة زاوية إلى إصدار بيان عاجل لتوضيح موقفها.

بيان "زاوية": اعتذار وتبرؤ من العنف
في بيان رسمي، أكدت زاوية رفضها التام لما جرى، ووصفت الحادث بأنه "سلوك فردي لا يمثل قيم ومبادئ السينما". وقدّمت إدارة القاعة اعتذارًا مباشرًا ويوميًا للمخرج، وأكدت احترامها لحقه في التعبير عن رأيه ومطالبه.
وجاء في البيان:
أصدرت إدارة سينما زاوية بيانا رسميا تعقيبا على واقعة الاعتداء التى تعرض لها المخرج الشاب محمود يحيى أمام السينما أثناء وقوفه حاملًا بوستر فيلمه "اختبار مريم"، احتجاجا على رفض عرضه، حيث أوضحت السينما تفاصيل الواقعة وقدمت اعتذار للمخرج محمود يحيى.
وجاء في البيان:"نودّ أن نوضح لجمهورنا أن ما جرى هو سلوك مرفوض تماما ولا يمثل قيم ومبادئ زاوية، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسى. تتعامل إدارة زاوية مع هذه المسألة بجدية كاملة، وقد قمنا بالفعل بتقديم اعتذار مباشر وواضح إلى المخرج على الصعيد الشخصي وعلنًا ونكرر اعتذارنا مؤكدين احترامنا الكامل لحقّه في التعبير عن رأيه ومطالبة".
وتابعت: "كما نعتذر أيضًا لجمهورنا عن هذا التصرف، ونؤكد أنه تصرف فردى لا يعكس بأى حال من الأحوال توجهنا أو ما نؤمن به من مبادئ تحرص على احترام حرية التعبير، وخلق مساحة آمنة للجميع. نعمل حاليا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم حدوث مثل هذه الواقعة والتأكد من التزام كافة أفراد الفريق بها، كما نتخذ خطوات عملية لضمان عدم تكرار مثل هذه المواقف مستقبلًا نقدر ثقة جمهورنا بنا، ونلتزم بالتحسن المستمر من أجل بيئة أكثر احتراما وآمانا".
انقسام في المشهد الثقافي
القضية أثارت جدلًا واسعًا بين السينمائيين والمهتمين بالثقافة. البعض تعاطف مع المخرج ورأى أن استبعاده من العرض غير مبرر، خاصة مع ما بذله من جهد ذاتي لإنتاج فيلمه. في المقابل، رأى آخرون أن من حق دار العرض اختيار الأفلام وفق معاييرها الفنية والتجارية دون أن يُعتبر ذلك "تحيزًا".