الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

وكيل الأزهر: الشريعة حثت على التوازن بين طبقات المجتمع

كشكول

افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، مؤتمر كلية الشريعة والقانون بأسيوط، والذي دار حول «الدور المجتمعي ‏للمؤسسات المالية ورجال الأعمال في مواجهة الأوبئة والكوارث من منظور إسلامي»، بحضور الدكتور عباس شومان، ‏وكيل الأزهر الأسبق، والدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة لفرع أسيوط، والدكتور محمود عبد الرحمن صديق، ‏عميد كلية الشريعة والقانون بأسيوط.‏

وفي بداية المؤتمر دعا وكيل الأزهر الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام ‏للقوات المسلحة وزير الدفاع الأسبق، داعيًا له بالرحمة والمغفرة، مؤكدًا أن مصر فقدت بطلًا من أبطالها الذين قدموا الغالي ‏والنفيس من أجل رفعة الوطن.‏

‏ وأوضح وكيل الأزهر، أن هذا المؤتمر هو دعوة صريحة من أجل إعلاء قيم الإنسانية ومواجهة الأوبئة والكوارث انطلاقًا ‏من منظور شرعي وقانوي، مبينًا أن علامة الفهم الصحيح عن الله –سبحانه وتعالى- أن نلزم أمره وشرعه في الشدة ‏والرخاء على السواء، موضحًا أن الشدائد من شأنها أن تفرض نوعًا مختلفًا من رعاية الآخرين والاهتمام بهم، وبخاصة إذا ‏كانت النازلة شديدة أو عامة، لافتًا أن الشريعة الإسلامية حثت على كل ما من شأنه أن يحقق توازنًا اجتماعيًا بين ‏كل طبقات المجتمع، حتى تختفي الظواهر السلبية، مضيفًا أن جائحة كورونا اقترنت بها خسائر مروعة في الأرواح ‏والأموال وأساليب الحياة، وتحولت أعمال الناس إلى ما يشبه «الإغلاق الكبير»، وتأثرت حركة الإنتاج والتجارة، ‏وتبدلت عادات الناس بسبب هذا الوباء، فتارة يرعبهم الخوف من تداعياته، وتارة يؤلمهم فقد العمل بسببه، فضلًا عما ‏فقده العالم من الأرواح والأنفس.‏

وتوجه وكيل الأزهر إلى الله -تعالى- بالشكر والعرفان لحفظه بلادنا، في ظل رؤية حكيمة كانت على وعي كاف، ‏فأصدرت تكليفات للوزارات المعنية بالحكومة للعمل على تقليص الأعباء، التي فرضها الفيروس على الاقتصاد العالمي، ‏ومنح المزيد من التيسيرات المحفزة للإسراع في تحريك قوي للاقتصاد القومي، مشيرًا إلى أن العالم يحتاج إلى تعاون وتكامل ‏مع حاجة ماسة إلى العمل المشترك، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولإعادة البناء بشكل أكثر فاعلية للتصدي ‏للتداعيات والتحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وهنا يقع العبء على الجميع: حكومات وشعوبًا، ومؤسسات ‏وأفرادًا، لا سيما المؤسسات المالية ورجال الأعمال والقطاع الخاص، مطالبًا الجميع بتعاون حقيقي يتجاوز الفكرة التقليدية ‏التي تقف عند حد إخراج الزكاة والصدقات بالنسبة لأصحاب الأموال، وألا يقف عند المصطلح البروتوكولي الذي يحمل ‏اسم «المشاركة المجتمعية» تتزين به المؤسسات المالية، وإنما يكون التعاون بمسؤولية جادة صادقة.‏

من جانبه أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، أن الجميع على يقين تام بأن الغمة الأخيرة -جائحة ‏كورونا- ضربت العالم كله وليس لها من دون الله كاشفة، تعطل فيها الحج لبيت الله، وأغلقت في ذروتها دور العبادة، ‏وتحولت المطارات لمخازن للطائرات ووقع الكثير تحت وطأة وأنات المرض، ومن هنا كان رأي الشرع للتعامل في مثل هذه ‏الظروف ملهمًا للتخفيف من حدة الفقر والمرض، موضحًا أن المؤسسات المالية ورجال الأعمال يسارعون بالمواقف ‏الإيجابية خلال الأزمات، ولكن ليس إنفاقًا يشبه إنفاق المسلمين في صدر الإسلام.‏

وأضاف الدكتور"شومان" أنه  يأمل أن نستلهم العبرة من عطاء صحابة رسول اللهﷺ، وأن نجد من رجال الأعمال ‏والمؤسسات المالية الدعم الحقيقي الذي يواكب احتياج الناس في الكوارث والجوائح، مع ضرورة التنسيق بين جميع الجهات ‏التى تنفق فى وجوه الخير، داعيًا إلى إنشاء قاعدة بيانات عن حالات الفقر والأكثر احتياجًا وتحديثها أولًا بأول وذلك ‏لتغير حالات الغنى والفقر بين الناس، وتكون هذه القاعدة متاحة لرجال الأعمال وكل الجهات والمؤسسات المالية التي ‏تسهم في الإنفاق الدقيق والمدروس في أوجه الخير لجميع الحالات، وحتى تجد المليارات المنفقة طريقها الصحيح لمن ‏يستحق.‏

وفي ذات السياق أكد الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة لفرع أسيوط، أنه يجب الخروج عن "التقليدية" في ‏العطاء مع ربط الدين بالواقع وهذا هو مفهوم تجديد الخطاب الدينى الصحيح، مضيفًا أن الأزهر الشريف مؤسسة ‏قدمت المثال الطيب والقدوة في الإنفاق وقت الأزمات والوصول للأماكن والأفراد الأكثر احتياجًا سواء داخل مصر أو ‏خارجها، متناغمًا مع كل المؤسسات في ظل المبادرات الرئاسية التي هدفت في المقام الأول إلى مساعدة غير القادرين ‏والوقوف بجانب المجتمع وقت المحن.‏