حيث لجأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لوجود بدائل عن نزول الطالب بشكل يومي للمدرسة، لتقليل احتكاكه بعد تداعيات انتشار فيروس كورونا بمصر.

ومن جانبها، قررت الوزارة، توفير وسائل تعليمية الكترونية، يوجد بها المناهج التعليمية للطلاب وستكون بديلة عن الفصل والمدرسة.

وقامت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، بتدريب المعلمين للتعلم عن بعد "أون لاين" على أن يكون دورهم مهم وفعال لن يقل أهمية عن دوره داخل المدرسة والفصل، موضحة أن المعلم هو المحور الأساسى فى منظومة التعليم والوزارة تعتمد على أعضاء هيئة التدريس، وتثق فيهم بشكل كبير وسيتم تدريبهم بشكل متواصل طوال العام الدراسى لرفع كفاءتهم.

وتعتمد منظومة التعليم الأون لاين على حضور الطالب "إلكترونيًا" والمشاركة في الفصل الإلكتروني أثناء تواجده في منزله، سواء من خلال متابعة القنوات التعليمية، أو التسجيل على المنصات الإلكترونية التي أطلقتها الوزارة، وهي:

أتاحت الوزارة، منصة للتواصل المباشر بين الطلاب والمعلمين ذوي الخبرة

وفرت الوزارة منصة إلكترونية للطلاب، أتاحت من خلالها مناهج المواد الدراسية، والتي يمكن أن تساعد الطلاب في تحصيل المناهج إلكترونيا

أتاحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، منصة إدمودو للطلاب للتسهيل عليهم التواصل مع المعلمين وإرسال الرسائل فيما بينهم، لتوفير الوقت

أنشأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، قناة وزارة التربية والتعليم على يوتيوب، لتوفير مقاطع الفيديو الخاصة بشرح المناهج الدراسية.

يساعد بنك المعرفة المصري في توفير المعلومات التي يحتاج إليها الطالب المصري 

حيث وفرت الوزارة عددا من القنوات التعليمية التلفزيونية 

كما أعلنت وزارة التربية والتعليم طرق تسجيل الحضور والغياب من خلال حضور الطلاب للفصول الالكترونية، والتي تم تقسيمها إلى تسجيل الغياب في الحصص التي يشارك فيها الطلاب بشكل مباشر مع معلميهم، إذ يراجع المعلم مع الطلاب الموجودين معه، بالنداء عليهم وتسجيل الحاضر والغائب.

وأكدت الوزارة أنّ معلم الفصل يقيس مدى التزام الطالب بمشاهدة حصص القنوات التعليمية، من خلال مناقشته فيها خلال الأيام التي يحضر فيها داخل المدرسة، وتقييم مدى التزامه في أعمال السنة، ويسهل على الوزارة معرفة عدد مرات تسجيل الطالب على المنصات الإلكترونية ورصد مدى تفاعله مع المواد التعليمية الموجودة عليها.

من جانبها قالت حنان يحيى عبد العليم، مدرسة اولى لغة فرنسية وولية أمر طالبة بالصف الثانى الثانوى: «لقد اضطرتنا ظروف فيروس كورونا فى العام الماضى والعام الحالى إلى اللجوء لطريقة التدريس اون لاين لكى يستمر الطلبة فى تلقى العلم وحتى لا يتوقف العام الدراسى». 

وأضافت، أن التدريس أون لاين له مميزات وعيوب، ومن مميزات الأونلاين هو إتاحة الفرصة للطلبة لحضور الحصص اليومية من المنزل تعويضا عن الذهاب للمدرسة، وبذلك لايفوت الطالب الحصص ويقوم المعلم بشرح المادة العلمية وطرح الأسئلة وفتح باب المناقشة مع الطلبة مثل الحصة المدرسية. 

وشددت أنه يتحكم المعلم في طرد أي طالب من الحصة إذا بدر منه تصرف يعوق سير الحصة، وبذلك يستفيد الطالب من الشرح كأنه فى المدرسة، ويعطي المعلم الطلبة واجبات ويتم تصحيحها أون لاين. 

أما عن عيوب الـ أونلاين، قالت: "أولا عدم وجود نت قوى بمعظم المدارس بمصر، ما يعوق من استكمال الحصص ونلجأ فى بعض الأحيان إلى إرسال فيديو به المحتوى العلمي". 

ثانيا: التدريس أونلاين لا يتناسب مع كل الفئات العمرية، فهو لا يناسب الاطفال من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائي، لذلك يجب حضور الأب أو الام مع الطفل ليستطيع التواصل مع المعلمة.

ثالثا: بعض المواد العلمية تحتاج أي شرح وجها لوجه مع المعلم لكى تصل المعلومة إليه بالشكل السليم، وذلك فى مواد مثل الرياضيات والمواد العلمية. 

واختتمت حديثها: «أنا شخصيا لا أشعر بتفاعل الطلبة عن طريق الاونلاين مثل تفاعلهم الحقيقى داخل الفصول»، ولكن نضطر إليها بمميزاتها وعيوبها فى ظل الظروف الراهنة.

بينما قالت أماني الشريف ولية أمر، إن نظام التعليم عن بعد يعتمد على التكنولوچيا التي أصبحت جزء أساسي في حياتنا، ويطبق هذا النظام  منذ زمن في دول عديدة على مستوى العالم، ولاقى نجاح وقبول من الجميع وأيضًا موجود بداخل مصر في بعض الجامعات والمدارس الدولية والخاصة، ولكنه لم يجد نفس النجاح والقبول عندما تم تعميمه في الفترة الماضية على جميع أنواع المدارس بمصر بما فيهم المدارس الرسمية «عربي ولغات»، من خلال القنوات والمنصات التعليمية المختلفة والمتنوعة التي أصبحت مصدر أساسي للتعليم، ولكنها كانت السبب في تشتت الطلاب لكثرتها مع تشابهها ولعدم وجود توجيه أو تواصل مع المعلم لتحديد كيفية استخدامها أو مدى إمكانية الاستفادة منها.

وأضافت، أنه بالتالي أصبحت بلا فائدة عند كثير من الطلاب، واتجهوا للدروس الخصوصية  التي زادت بنسبه ربما تصل إلى  ٢٠٠٪ عن قبل بالرغم من أنها أصبحت عبء إضافي على الأسر المصرية، ولكن لا بديل عنها للطلاب مع اختفاء وانتهاء دور المدرسة، لاحتياجهم لتواصل مباشر وتوجيه وحافز وطرح استفسارات وتشجيع وتلقي اجابات ومناقشات وتفاعل ومنافسه وتدريب مستمر وهذا ما افتقده التعلم عن بعد في منظومة التعليم الحالية، لأنها جعلت من الطالب متلقي فقط مستمع دون تفاعل حولته من طالب يسعى للعلم تحت إشراف وتوجيه معلم إلى روبوت يجلس أمام الشاشات أو المنصات للاستماع للشرح دون تواصل أو احتكاك مباشر، ما يصيبهم بالانعزال عن من حولهم وعدم التركيز تماما مثل أعراض التوحد.

وشددت "الشريف"، على أنه ما نراه حاليا لا يسمى بالتعلم عن بعد أو حتى مسايرة للتقدم التكنولوجي، ولكنه تعلم ذاتي وكل طالب حسب ظروفه وإمكانياته سواء الاستيعابية أو المادية، لأنه ترك الأمر برمته إلى الطالب وولي الأمر بدون أي رقابة أو متابعة أو تدريب للطالب أو للمعلم وبذلك لم يلاقى القبول المنشود لعدم تطبيقه بالشكل المطلوب.

وكشفت ولي الامر، أنه إذًا لماذا لم توفر وزارة التعليم منصات تفاعلية مجانية بديلة عن المدرسة؟، ولماذا جعلت هذه المنصات التفاعليه بمقابل مادي مثل حصص مصر وحصص چنيور؟.

واستطردت: "كما تطالب الوزارة ولي الأمر والطالب بالالتزام بدفع المصروفات المدرسية كامله وبالزيادة التي وصلت لنسبه ١٠٠٪ أو أكثر عن العام الماضي، فعليها أن توفر منصات تفاعلية مجانية للتواصل المباشر بين الطالب والمعلم، تعويضا عن دور المدرسة الذي انقرض في ظل الظروف الحالية من جائحة كورونا".

وأوضحت، أنه أيضا عليها أن توفر باقات مخفضة للطالب والمعلم للدخول على المنصات التفاعليه والتي يستطيع المعلم من خلالها إنشاء فصول افتراضيه للتواصل مع الطالب مع حصر الغياب والحضور على المنصه ويتم الاشراف عليه من خلال ربط المنصات بالوزاره مع وجود تحفيز للطلاب المتميزين، ومكافأة لأكثر المدارس والمعلمين استخداما للتكنولوجيا وعلى تواصل تفاعلي مع الطالب، ولكن للأسف كل هذا غير موجود وهذا ما جعلنا نرفض التعلم والتقييم online، لحين تطبيق آليات لتفعيل المنظومه ككل بشكل أفضل.

ولفتت حديثها قائلة: "نتمنى قبل تطبيق أي نظام تعليمي مختلف عما تعود عليه الطالب أن يتم دراسة الحالة والظروف المحيطة في المجتمع مع الأخذ في الاعتبار بوجود فراق فرديه بين الطلاب للاستقبال والتعلم الذاتي".

وتابعت، أن من المعوقات التي تواجه التعلم عن بعد هو ضعف نظام الشبكات والإنترنت فكيف يتم تطبيق نظام تعلم عن بعد أو امتحان الكتروني دون تحسين شبكات الإنترنت التي كانت ومازالت عائقا أساسيا في إنجاح التعلم عن بعد وامتحانات الثانويه العامة بمراحلها. 

وأتمت: «نحن نعلم أننا في زمن جائحة كورونا وظروف استثنائية وهي فترة من المفترض أن نتقبل فيها كل الحلول أو حتى الحلول الغريبة ولكن لو تُرك الأمر حسب أهواء كل طالب وقدراته وإمكانياته فلن يتعلم آبنائنا وسيصابوا بالاحباط وخيبة الأمل وهذا يجعلهم يتخاذلون في التحصيل الدراسي، ولذلك نطالب وزارة التربية والتعليم بالوقوف بجانب أبنائنا ومساعدتهم على تحصيل العلم والتقييم بالشكل العادل والمرجو لأنهم هم جيل المستقبل الذي يحمل راية العلم والتقدم ويحافظ على بلده ضد أي عدوان فكري فالعلم هو سلاحه ضد الجهل والشائعات والأفكار الغريبة المتطرفة».