الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

في اليوم العالمي لرفض ختان الإناث.. «طبيب»: موروثات ثقافية تحتاج إلى وعي

الدكتور عمرو حسن
الدكتور عمرو حسن

يحتفل العالم في يوم 6 فبراير من كل عام باليوم العالمي لرفض ختان الإناث، حيث تعد جريمة صحية يرتكبها بعض الأسر في حق بناتهن، فهذه عادة قديمة قد انتشرت كثيرا في القري والمناطق الريفية.

ومن جانبه، قال الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العيني، ومقرر المجلس القومي للسكان السابق، إننا فى حرب إعادة تشكيل وعى المواطن المصرى، فالمعتقدات والموروثات الثقافية تؤثر بشكل قوى فى استمرار ممارسة جريمة الختان، سواء من جانب الأمهات أو مقدمى الخدمة.

وأضاف "حسن" في تصريحات خاصة لـ"كشكول"، بأن هناك اعتقاد خاطئ لدى معظم الأمهات بأن هناك حالات تحتاج للختان وأخرى لا تحتاج، وأن الفيصل من وجهة نظرهن الخاطئة هو اللجوء إلى الطبيب لتحديد ذلك، وهذا ما نحذر منه، ونقوم على توعية الأمهات ونؤكد عليه، بأنه لا يوجد لختان الإناث أى فوائد صحية على الإطلاق، بل على العكس فإنه يحمل، بكل أنواعه، أضراراً كثيرة.

وأشار أستاذ مساعد النساء والتوليد، إلى أنه لا يوجد مطلقاً أى احتياج لعملية ختان الإناث، وإن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان أم لا هى دعوة خاطئة تفتقد المصداقية.

ضحايا ختان الإناث

وتابع: "أنه فى عام 2016 توفيت الطفلة «ميار» فى مستشفى بالسويس أثناء إجراء جريمة الختان لها على يد طبيبة، وفى هذه الفترة كنت عضوًا فى لجنة الصحة بالمجلس القومى للمرأة، ليسير بى القدر نحو قبة البرلمان للمشاركة فى مناقشة قانون تجريم الختان، ليتحول من جنحة إلى جناية".

واستطرد: "يوم 14 يونيو عام 2007 بنت مصرية من محافظة المنيا اسمها بدور  ماتت وهي بيتعملها ختان وبسبب الحادثة دي تم اختيار ١٤ يونيو اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث".

مصر الأولى عالمياً في ظاهرة "تطبيب ختان الإناث" 

وأوضح الدكتور عمرو حسن، أنه طبقا للدراسات فمصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً في ظاهرة " تطبيب ختان الاناث " بنسبة 82 % وهذا طبقا للمسح السكاني الاخير لمصر (DHS 2014)، وظاهرة " تطبيب الختان " كما عرفته منظمة الصحة العالمية، هو ممارسة بتر أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث على يد مقدمي الرعاية الصحية بكل فئاتهم ، سواء في العيادات العامة أو الخاصة أو في المنزل أو في أي مكان آخر، قائلا: " الختان جريمة وتطبيبه جريمة اكبر".

مخالفة لآداب وأخلاقيات وقواعد مهنة الطب
ولفت، إلى أن «ختان الإناث» إلى جانب أنها جريمة، فهى مخالفة لآداب وأخلاقيات وقواعد مهنة الطب المعروفة والمتفق عليها، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمى لأطباء النساء والتوليد الأطباء قد اعتبروا الذين يمارسون «الختان» مخالفين لآداب وأخلاقيات مهنة الطب، ولم يستطع أى باحث أن يثبت أن هناك ضرورة أو فائدة صحية لإجراء ختان الإناث، أى أنه تعذيب بلا فائدة، مشيرا إلى أنه لايوجد أى مرجع طبى معترف به جراحة تسمى ختان الإناث.

كما دعا "حسن" زملائه الأطباء إلى عدم الخضوع لرغبة الآباء أو الأمهات فى إجراء عملية الختان، والالتزام بالأخلاقيات الطبية، وعدم القيام بمثل هذه العملية لما لها من أضرار على المدى القريب والبعيد، وكونها مجرّمة طبيًا وقانونيًا، فالفتاة الصغيرة غير مدركة فى هذه السن خطورة إجراء قد يؤثر على حياتها المستقبلية كلها.

واختتم، أن هناك مسؤولية نفسية وأخلاقية وقانونية تقع على عاتق من يوافق على هذا الفعل وهو مسؤول عن طفلة قاصر، وعلى الطبيب أن يقدم المشورة الصحيحة لأهل الفتاة وأن يوضح لهم مساوئ ختان الإناث، وأنها مجرمة وضد ميثاق شرف الأطباء، وأن هناك قرارًا من وزارة الصحة يمنع ويجرم القيام به، كما أن القيام بختان الإناث يجرّمه قانون العقوبات المصرى.