الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«محمود وعلي».. كليات الإعلام ترفض ذوي الهمم رغم تفوقهم في الثانوية

كشكول

"حرموا ابني وزملاءه من تحقيق حلمهم بعد اجتهاد وتفوق، لأنه مصاب بشلل دماغي".. بهذه الكلمات بدأت هبة والدة الطالب محمود عرفة شكواها، بسبب رفض التحاقه بكلية الإعلام رغم حصوله على مجموع 97.4% بالثانوية العامة هذا العام.

تقول والدة محمود: "حالة ابني تصنف شلل دماغي تعيقه عن الحركة فقط، لكن قدراته العقلية طبيعية مثل أي طالب بعمره، ورغم تلقيه نفس المناهج التعليمية للطلاب العاديين، مع حذف 10% منها للتسهيل على الطلاب، فوجئت بعد حصوله على مجموع كبير أنه محروم من حلمه في الالتحاق بكلية الإعلام، ومتاح له كلتي الآداب والتجارة فقط".

12 عام مراحل التعليم الأساسي والثانوي اجتازها محمود على الكرسي المتحرك، بمرافقة والدته، بين المدرسة من جهة، ومراكز الدروس الخصوصية والمدرسين بالمنزل من جهة أخرى، حاولت الأم بذل قصارى جهدها لجعل ابنها مواطن قادر على مواجهة الهمم والصعاب.

وتضيف: "محمود التحق بمدارس دمج تدرس نفس المنهج التعليمي الحكومي، وكنت بحضر معه في الفصل والدروس الخصوصية بالمراكز التعليمية لأن بعض المدرسين يرفضون الدروس الخصوصية بالمنزل، واجهت صعوبات عديدة في التحرك به خاصة أن الشوارع والأماكن غير مؤهلة لذوي الاحتياجات الخاصة".

وتتابع الأم: "بعد معاناة هذا العام بسبب فيروس كورونا وتأثيره على الطلاب، وابني بالأخص بسبب حالته، فرحت بحصوله على  مجموع 97.4% خاصة أن حلمه كان كلية الإعلام، للعمل في المجالات الخاصة بالكومبيوتر كالمونتاج، لتتناسب مع ظروفه".

فوجئت الأم بالتنسيق لأصحاب الدمج، بأنه يحرم ابنها من الالتحاق بكلية الإعلام، وتوفير كليتي التجارة والآداب فقط ، وأنه راسب في اختبار قدرات كلية الإعلام، قائلة: "عندما ذهبت لجامعة عين شمس قابلتني مسئولة الدمج وقالت لي كيف تساوين ابنك الذي لم يذاكر 15% من المنهج،  بابنتي التي من نفس صفه وتريدي أن يكونوا بنفس الكلية".

تستنكر الأم: "في كل مكان نتعرض للإهانة والتنمر بدلا من الدعم لحالات أولادنا، وبدلا من عمل اختبار قدرات يراعي حالتهم وضعوا امتحانات الطلاب العاديين سقطوا فيه".

قدمت الأم بإحدى المنح التابعة للأكاديمية البحرية ضمن منحة ساويرس لالتحاق نجلها بكلية الإعلام، وفوجئت باتصال بهم يريدون موافقة من الجهة المانحة رغم ترحيبهم بالأمر منذ شهر.

واختتمت الأم: "ابني نفسيته تعبانة جدا، وأصيب بحالة اكتئاب، وشعر أن مجهوده غير مقدر في بلده، رغم أنه يدرس مثله مثل الطلبة العادين، وأطالب بحل أمر المنحة ليستطيع بدء العام الدراسي الجديد".

حالة محمود لم تكون الحالة الفردية، فالطالب علي محمد علي، مصاب بالتوحد رغم حصوله على 101% في الثانوية العامة وتميزه في السباحة كبطل الجمهورية ولعبه لكرة السلة واليد، لم يشفعه له ذلك الالتحاق بكلية الإعلام مثل زميله.

وتقول ناهد والدة علي": "ابني كان مشترك سنتين في حفلة قادرون باختلاف التي حضرها السيسي ومتكرم فيها، ومثقف وعنده معلومات عامة، وشاطر جدا في الكومبيوتر ورغم ذلك التنسيق رشح له آداب أو تجارة".

تتساءل الأم: "كيف لابني دراسة التجارة ولديه صعوبة في الكتابة، وكان يريد دراسة الكومبيوتر لأنه يتعامل معه جيدا، وكان يحلم بالإعلام، خاصة بعدما شاهدنا رحمة خالد مذيعة في على الشاشات رغم إصابتها".

تتابع الأم: "عمرنا كله مع أولادنا بين التعليم والرياضة عشان يكونوا كويسين ومتميزين، وبعد اجتهادهم وتعبهم في المذاكرة، ليه يتم اجبارهم على كليات غير مناسبة لهم، نريد فرصة تظهر موهبتهم وينفعوا نفسهم وبلدهم".