الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

تعاون «التعليم» وإحدى شركات المحمول بين مؤيد ومعارض.. أولياء الأمور: عبء مادي.. و«نصر»: خطوة مهمة

وزير التعليم
وزير التعليم

سيطرت حالة من الجدل على أولياء الأمور، بعد إعلان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن توقيع بروتوكول تعاون مع أحد شركات المحمول، لتقديم خدمات الاستضافة وتوفير البنية الأساسية السحابية اللازمة لتشغيل وإدارة منصة رقمية للدروس الإلكترونية تطلقها الوزارة، لمدة ثلاث سنوات، بحيث تتيح للطلاب الوصول إلى محتويات المناهج التعليمية بكل سهولة ويسر، واستخدام "خدمة كاش" كوسيلة لسداد المقابل المادي للمنصة عبر الهواتف الذكية.

من جانبها قالت فاطمة فتحي، ولي أمر، ومؤسس جروب تعليم بلا حدود، إن تعاون وزارة التربية والتعليم مع شركة المحمول لتوفير المادة العلمية على المنصات قرار صادم، حيث يتطلب توفر خط في الهواتف الذكية وشحنها باستمرار وبمبالغ باهظة لمتابعة الفيديوهات التعليمية في الوقت الذي يعاني منه الجميع من باقات النت المنزلية إنها لا تكفي لمنتصف الشهر.

وأكدت فتحي، أنها كيف تستأمن على وجود جهاز محمول فى يد أبناءها الصغار طوال اليوم، بحجه الدخول على المنصات، بالإضافة الى خطورته على نظرهم، وتابعت أنه سيكون مكلف على الأسر، حيث أن أقل أسره لها طالبين في التعليم وبعض الأسر أربع طلاب، فكم هاتف سيصبح في البيت وكم يتطلب الصرف علي الباقات؟.

بينما قالت أميرة يونس، مؤسس جروب مصر والتعليم، أن تعاقد شركة المحمول للمنصة التعليمية، قد يفيد صفوف النقل والمرحلة الثانوية، وليس بالشكل المناسب للجميع لأن الأغلبية لا تتحمل مصاريف نت زيادة أو شراء موبيل أو حتى تابلت لكل طالب.

وتساءلت هل بالفعل المنصة ستساعد على الشرح عن بعد؟، وتابعت أن هناك الكثير من الطلبة لا تفهم غير من المدرس والشرح أمامه، وكيف تتعامل الأم الأمية  بالشكل الكافي فى مراقبة ابنها، اذا كان بيدرس منهجه أو فاتح على أي صفحة أخرى، وخصوصًا أن الجيل الصاعد له خصوصية وطباعة مختلفة  والسن الصغير.

وشددت يونس، أن سن الاطفال من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثالث الابتدائي لا يعرف المنهج غير من مدرس الفصل أثناء تطبيقه بشكل عملي، واستكملت أن هذا الأمر ليس فى لصالح أولادنا، ولابد من تعديل منهج حتى يتكافئ الجميع بشكل مبسط ومعادل للكل.

بينما قالت أماني الشريف، مؤسس جروب اتحاد المدارس التجريبية، أنها خطوة جيدة إذا تم تطبيقها بشكل صحيح حيث أن البنية التحتية لشبكات المحمول في مصر سيئة للغاية، ولكن إذا وفرت شركة المحمول خطوط للطلبة بباقات موفرة لا تكون عبء على كاهل الأسرة من خلال شرائح تباع بسعر رمزي للطالب مع تزويد سرعة الانترنت وتكون مخصصة للتعلم عن بُعد وللتصفح المنصات التعليمية فقط مع جعل المنصات بسعر رمزي متاح لجميع الطلاب بسعر المجموعات المدرسية مثلا ليناسب جميع الفئات المختلفة، على أن يتم اختيار معلمين مدربين على التواصل الالكتروني مع الطالب ولديه مقدره على توصيل المعلومة بشكل جيد عن بعد  فذلك سيكون نقلة إيجابية في مجال التعليم.

وتسائلت الشريف، كيف سيتم الاعتماد على المنصات التعليميه في الشرح والدراسة وعلى الجانب الآخر أكد وزير التعليم أن في ظل التطوير والنظام التعليمي الجديد لا حاجة للدروس الخصوصية أو الكتب الخارجية، أو حتى الكتاب المدرسي وأننا انتقلنا من مرحلة الحفظ للفهم، ألم يكن هذا نفس نظام التلقين الغير مباشر والاعتماد على المعلم؟.

وأضافت مؤسس جروب التجريبيات، أن اتجاه التعليم للاعتماد على المنصات التعليمية هو خطوة لتقليل كثافة الفصول وتكدسها والحضور المباشر، الذي يظهر عيب المدارس ومشاكلها والعجز في ميزانية الإدارات والمدارس.

بينما أكدت هبة علام مؤسس جروب تتقدم مصر بالتعليم، أن تعاقد الوزارة مع شركة المحمول فى توفير منصة إلكترونية شئ جيد فى حالة أن العائد المادى المدفوع من قبل ولى الأمر للطالب لإستخدام المنصة يكون مناسب لكل فئات الشعب المصرى وليس لفئة واحده فقط.

وأوضحت أن المشكلة فى هذا التعاقد هو إجبار ولى الأمر على شراء تليفون أو تابلت حديث لأولاده مهما كان عددهم حتى يستطيعوا إستخدام المنصة الإلكترونية وهذا يسبب عبء زيادة على الأسر المصرية، وذلك بالإضافة الى تكاليف الإنترنت نفسها التى يجب دفعها أيضا ولابد ان تكون بسعة كبيرة وبسرعة عالية.

فتساءلت من أين يأتى ولى الأمر بهذه المبالغ؟، وخاصة الذي يملك أكثر من طالب فى المراحل التعليمية، بالإضافة إلى الآثار السلبية لكثرة استخدام الموبايل والتابلت على عيون الطلاب، وكذلك هل هناك تابلت أو جهاز موبايل يستطيع  تحمل هذا الإستخدام الشاق لمشاهدة الفيديوهات بشكل يومى، وطالبت بمراعاة كافة فئات الشعب المصرى ومراعاة سوء خدمة الإنترنت فى مصر وضعفها فى العديد من الأماكن على مستوى الجمهورية.

من جانبها قالت فاتن أحمد، ولية أمر، أن أولياء الأمور فى حالة من الذهول فور إعلان تعاقد الوزارة مع أحد شركات المحمول، بسبب توفير المنصات التعليمية بمقابل مادي، متسائلة ماذا تعني يعني الكترونية ويتم السداد عن طريق خدمة كاش؟، وتابعت انه من مش المفروض أنه تم الغاء ومحاربة الدروس الخصوصية لتخفيف الآعباء على الأسر، فكيف يتم إلغاءها وفتح مجال آخر لتعليم إلكتروني بأجر مادي؟.

مطالبة، أنه في هذه الحالة يجب توفير الانترنت عن طريق شريحة تظل تعمل طول الوقت، وغير محدودة بالنسبة للطلاب.

من جانبها قالت ماجدة نصر، عضو لجنة تعليم البرلمان، إن هذا القرار حتمية لابد أن نمر بها، حتى يتمكن الطلاب على حصول كل المعلومات الموجودة دراسية سواء كتب أو أي منصات الكتروني، وتابعت أن دخول الطلاب على المنصات الإلكترونية ليس فقط من أجهزة المحمول.

وأكدت نصر، أن هذه خطوة هامة جدًا فى السنوات القادمة حتى أن يكون الاعتماد الكلي المصادر الإلكترونية، ليتناسب مع فلسفة نظام التعليم الجديد، وتابعت أن هذا القرار يعتبر نوعًا من التدريب.

وطالبت عضو لجنة التعليم، الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أن يكون هذا النظام مجاناً على الأقل هذا العام، حتى يتم تدريب الطلاب عليه جيداً، بالأضافة الى مراعاة ظروف البلاد وماتمر به من حالة اقتصادية فى ظل وجود فيروس كورونا، وتابعت سنأخذ وقتاً فى رجوع البلاد للحياة الطبيعة.

كما طالبت الوزير، اذا لم تكن تقديم هذه الخدمة للطلاب مجاناً هذا العام، فيتم تخفيض الاشتراك ليكون رمزياً، أو إتاحتها مجانية لفترة، وليكن 6شهور، وتابعت أن هذا القرار حتمي، وكان لا بد من حدوثه ولكنه حدث بدري، كما طالبت بمراعاة المجانية للمدارس الحكومية، وأن تكون الاشتراكات بمبالغ مخفضة، حتى لا يكون عبء على أولياء الأمور لانها ستكون بديل للكتب، وفى حالة عدم استطاعت ولى الأمر فى الاشتراك، لم يتم استخدامه او استفادة الطلاب وستأتي بنتيجة عكسية وسلبية.

وشددت نصر قائلة "اتمني أن يخفضها الوزير هذا العام، أو تكون مجانية، ولكن فى مضمونها هي خطوة جيدة جدا"، واستكملت اعتقد أن هذا القرار لطلاب ثانوي فقط، لأن لديهم جميعاً أجهزة تابلت ولا يوجد كتب مدرسية، فالبدائل لديهم المنصات الأكترونية، ولكن باقي المراحل مازالت لهم كتب مدرسية ومتاح لهم بنك المعرفة والقنوات التعليمية الالكترونية.

وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قد وقعت، أمس الثلاثاء، بروتوكول تعاون مع إحدى شركات المحمول، لتقديم خدمات الاستضافة وتوفير البنية الأساسية السحابية اللازمة لتشغيل وإدارة منصة رقمية للدروس الإلكترونية تطلقها الوزارة، لمدة ثلاث سنوات، بحيث تتيح للطلاب الوصول إلى محتويات المناهج التعليمية بكل سهولة ويسر.

ويتضمن الاتفاق أن تتولى وزارة التربية والتعليم تطوير منصة تعليمية لعرض محتوى تعليمي للطلاب، تنتجه الوزارة، وتحديد الاحتياجات الفنية اللازمة المتعلقة بالاستضافة والبنية الأساسية اللازمة لإطلاق المنصة، وتوفير المحتوى الرقمي المزمع إتاحته على المنصة، وذلك بما يتفق مع رؤية الوزارة واستراتيجيتها في هذا الشأن.

على أن تتولى "شركة الاتصالات" بالتنسيق مع الوزارة تزويد المنصة بكافة التقنيات الحديثة اللازمة لاستضافة المحتوى من خلال مراكز استضافة البيانات التابعة لها، وتوفير البنية الأساسية السحابية اللازمة لتشغيل وإدارة المنصة، كما سيتم استخدام "خدمة كاش" كوسيلة لسداد المقابل المادي للمنصة عبر الهواتف الذكية.

وقال وزير التعليم، إن هذه الخطوة تأتي في إطار اهتمام الوزارة بتوفير بدائل لأبنائنا الطلاب للتعليم عن بعد، والتي بدأتها الوزارة منذ بداية أزمة كورونا والتي شهدت إطلاق أكثر من مكتبة رقمية (https:study.ekb.eg) ومنصة لبث الدروس التعليمية لأبنائنا الطلاب (https:stream.moe.gov.eg)، كما أطلقت الوزارة منصة لبث المراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة لمختلف المواد https:www.thanaweya.net.

وشدد أن جميع هذه الإجراءات تأتي في إطار تنفيذ استراتيجية متكاملة لتطوير المنظومة التعليمية، فضلًا عن اتباع الوزارة لسياسات جديدة تعتمد بشكل كبير على الوسائل التكنولوجية والتعليمية الحديثة تنفيذًا لخطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد.