السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"تهديدات بالفصل ونقص معدات الوقاية وعمل بطاقة كاملة" شهادات من معهد الأورام تكشف أسباب إصابات كورونا

كشكول

 

منذ إعلان وزارة الصحة عن إصابة ١٧ شخص من العاملين بالمعهد القومي للأورام، بفيروس كورونا المستجد، وبدأت العديد من التساؤلات عن سبب انتقال العدوى إلى هؤلاء، والإجراءات الاحترازية التي تتخذها المؤسسات الطبية للوقاية من الوباء الجديد، وهل كان هناك إهمال من قبل إدارة المعهد في تطبيق إجراءات السلامة وتوفير معدات الوقاية للأطباء والعاملين، خاصة بعد تحويل مدير المعهد وعدد من القيادات للتحقيق، "كشكول" تواصل مع عدد من الأطباء العاملين داخل معهد الأورام لمعرفة الأسباب الحقيقية لإصابة هذا العدد الكبير المرشح للزيادة.

مناشدات وتحركات متأخرة:

 كشف الدكتور أرميا محسن أخصائي التخدير والرعاية المركزة  بالمعهد القومي للأورام، أسباب ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد داخل المعهد، وأكد أن المكان يخدم مرضى الأورام على مستوى الجمهورية، وإذا تحول إلى بؤرة للمرض فمن السهل انتقاله إلى عدد كبير من المرضى بسهولة، ولذلك توجهنا إلى إدارة المعهد في بداية الأزمة لتطبيق تعليمات المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية لمكافحة العدوى والوقاية من المرض، ولكن لم يلتزم المدير والإدارة.

وأضاف محسن، توجهت مع  وعدد من الأطباء والعاملين بالمعهد بمناشدة مدير المعهد بصفة رسمية للالتزام بمعايير المجلس الأعلى للجامعات، على مدار أسبوعين ولكنهم رفضوا، ثم قاموا بعدها وضع خطة لا تتناسب مع حجم الأزمة، ومختلفة عن ما أعلنته جامعة القاهرة بكافة المستشفيات التابعة لها، بداية من عدم التزام بتقليل نسب العمليات التي أعلنها المجلس الأعلى للجامعات وجامعة القاهرة في كافة المستشفيات التعليمية، وأن المعهد ظل يعمل بكامل طاقته حتى يوم الخميس الماضي، وإجراء من ٧ إلى ١٠ عمليات جراحية يومياً.

وأوضح طبيب التخدير أن الحالة صفر التي كانت سبب في نقل المرض لباقى العاملين بالمعهد، هي لممرض حمل العدوى لعدد من الممرضين داخل السكن الخاص بهم، مؤكداً أن الحالات التي ظهرت عليها أعراض عندما طلبوا الحصول على أجازة قالت لهم الإدارة " مفيش أجازات اللى عايز ياخد أجازة يستقيل ويقعد في البيت، مش هنوقف ومش هنقلل الشغل".

 مشدداً على استمرار عمل المعهد بكامل طاقته حتى أول أمس، ورفض إدارة المعهد عمل مسح للعاملين الذين ظهر عليهم أعراض، وعندما اعترض العاملين نفذوا ٤٠ مسحة فقط، حتى أن إحدى الحالات المصابة أخذت إلى مستشفى العزل أثناء فحصها لمريض داخل العناية المركزة.

"اللي مش هيشتغل يقدم استقالته"

وقالت هاجر عشماوي الدكتورة الصيدلانية بالمعهد القومي للأورام، إن العاملين بالمعهد طلبوا من الإدارة منذ يوم ٢٧ مارس الماضي لاتخاذ اللازم بعد ظهور حالات إيجابية، لتدارك الأمر ولكن العميد رفض، وتم تحديد موعد معه وعقد جلسة بعدما زادت المطالب من الأطباء والعاملين بضرورة إغلاق المعهد لمدة ١٤ يوم، وعزل الجميع في منازلهم ولكنه تمسك بموقفه ورفض الاقتراح وبشدة.


وأوضحت، أن المعهد ظل يعمل بكامل قوته ولم يلتزم بإجراءات المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، لتقليل قوته وغلق العيادات الخارجية والعمليات الجراحية "مدير المعهد قالنا اللي مش عاجبوا سياسة المعهد يقدر يقدم استقالة ويقعد في البيت".

عمل رغم الإصابة:

وتابعت الدكتورة ميرى صبرى إحدى الطبيبات المصابات بفيروس كورونا المستجد، والعاملة بمعهد الأورام، إنها لا تعرف السبب في إصابتها حتى الآن، وأن سبب ظهور حالات كثيرة داخل المعهد هو عدم الأخذ بالاحتياطات التي أقرها المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية وجامعة القاهرة على كافة المستشفيات، وأن المعهد ظل يعمل بكامل طاقته حتى ظهور حالات إصابة.


وأردفت  الطبيبة المصابة، أنها من وقت سحب العينة منها يوم الأربعاء الماضي، حتى ظهور نتيجة التحليل بعدها بـ٤٨ ساعة كانت تمارس عملها في المعهد بصورة طبيعية، وأن إدارة المعهد رفضت عزل الأطباء والعاملين الذين اجروا التحاليل حتى تظهر النتائج "مفيش بديل لازم تشتغلوا لحد ما النتيجة تطلع إيجابية".



وأوضحت صبري أنها منذ إجراء التحليل حتى ظهور النتيجة، تعاملت مع حوالي ٢٠ مريض، وكذلك خلال الـ١٤ يوم فترة حضانة المرض، تعاملت مع ما يزيد على الـ٣٠٠ مريض من مختلف أنحاء الجمهورية" مما يجعل الأمر صعب جداً لإجراء مسحات لكل هذا العدد والمخالطين لهم تعاملت، "وزارة الصحة خدتني للعزل من المعهد وأنا شغالة مع مريض".

"اشترينا معدات الوقاية من أموال التبرعات": 

ومن جانبها صرحت الدكتورة مهجة عادل رئيسة قسم التخدير بالمعهد القومي للأورام، إن إيقافها عن العمل جاء نتيجة معلومة خاطئة وصلت لإدارة المستشفيات الجامعية بجامعة القاهرة عن عدم تواجدي في مكان عملي، وعندما تأكدت الإدارة من عدم صحة المعلومة تمت إعادتي لمباشرة عملي بشكل طبيعي.

وأضافت عادل، في تصريح، أن قسم التخدير بالمعهد قام بشراء مستلزمات الوقاية قبل توافرها بالمعهد من أموال التبرعات، لأنها غير متوافرة بسهولة، وأكدت أن جامعة القاهرة بدأت في تصحيح كافة الأوضاع الخاطئة داخل المعهد بداية من عمل مساحات للمخالطين للمصابين، والعاملين بالمعهد، وإيقاف العمليات والعيادات الخارجية، وإعادة عملية التعقيم.