"كورونا" ليس الأول.. أوبئة قتلت البشرية خلال 20 عاما
يواصل فيروس كورونا حصد الأرواح، في الوقت الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه "من المبكر جدا" القول إن الفيروس قد بلغ ذروته أو وصل نهايته.
و"كورونا" ليس الوباء الأول الذي يقتل الإنسان، إذ أنه على مدار التاريخ شهد العالم أوبئة كثيرة كانت سببا في مصرع مئات الملايين، فهناك الجدري والسل، وكذلك "الطاعون"، واحد من أكثر الأوبئة المدمرة التي أودت بحياة 100 مليون شخص في القرن الرابع عشر. وتشمل أحداث الأوبئة فيروس نقص المناعة البشرية، وH5N1.
يستعرض "كشكول" في هذا التقرير أبرز الأوبئة التى عرفتها البشرية آخر 20 عاما:
الجمرة الخبيثة.. والحرب البيولوجية
هى عدوى الجهاز التنفسي تتشابه أعراضها مع الأنفلونزا، تليها انهيار شديد وغالبا ما يكون مميتا في الجهاز التنفسي، وتمثل معدل الوفيات من المرض نسبة 92 ٪، ولكن إذا عندم وجد العلاج بلغت الوفيات 45 ٪، وفي حالة تطور المرض إلى مرحلة المداهمة تكون نسبة الوفيات بنسبة 97 ٪.
عُرفت البكتيريا التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة في عام 1875من خلال طبيب وعالم ألمانى روبرت كوخ، إلا أنه فى عام 2001 تم استخدام جراثيم الجمرة الخبيثة المركزة في أعمال الإرهاب البيولوجي، وذلك عقب هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، وتم إرسال الجراثيم عن طريق إرسال رسائل بريدية تحتوي على الجراثيم، وأرسلت هذه الرسائل إلى عدة مكاتب إعلامية واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين وهما: توم داشل من داكوتا الجنوبية وباتريك ليهي من فيرمونت، وتسببت فى إصابة 27 شخصاً، كما استخدمت الجمرة الخبيثة في هجمات أغسطس 2008 وزارة العدل الأميركية.
السارس.. ظهر فى الصين وتسبب فى وفاة 774 شخصا
ظهر لأول مرة في الصين وأخذ ينتشر في بلدان العالم وخصوصاً دول جنوب شرقي آسيا ليصيب ضحاياه بصعوبة التنفس والتهاب رئوي غامض عُرف لاحقاً بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد المسبب للوفاة، ولا يوجد له حتى الآن لقاح فعّال للوقاية منه.
سجلت أول إصابة بالسارس في شمال الصين في عام 2002، وظهر كتهديد عالمي في عام 2003، حيث إتخذت السلطات الصحية العالمية إجراءات عاجلة لمواجهة انتشار المرض وأصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا عالميا منذ ظهور هذا النوع غير المعتاد من الالتهاب الرئوي الذي لم تعرف أسبابه بعد في الصين وهونغ كونغ.
وتسبب المرض خلال عامي 2002 و2003، في وفاة 774 شخصا وأصاب 8100 آخرين في 26 دولة خلال 8 أشهر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وكان 45 بالمئة من إجمالي المصابين بسارس في الصين وحدها.
أنفلونزا الطيور
ظهر فيروس الأنفلونزا من سلالة H5N1 شديدة العدوى لأول مرة فى عام 1997 فى هونج كونج حيث تسببت فى إصابة 18 حالة بشرية توفي منها 6 حالات وفاة، وفي عام 2006 كان أول انتقال للفيروس من إنسان إلى إنسان بعد إصابة 7 أفراد من أسرة في سومطرة حيث كان يعمل أحد أفراد الأسرة فى مزرعة دواجن مصابة.
ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية أنه تم إصابة الملايين من بالفيروس منذ اكتشافه, ونسبب فى وفاة 359 شخصا من H5N1 في 12 دولة حتى أغسطس 2012.
وفى عام 2013 ظهرت أنفلونزا جديدة من سلالة H7N9 هو فيروس أنفلونزا الطيور غير المألوف، وسجلت الصين أول حالة من المصابين، والتى أدت لأمراض حادة في الجهاز التنفسي، وفي الشهر التالي بعد اكتشاف الحالة الأولى انتقلت العدوى إلى أكثر من 100 شخص، وهو معدل مرتفع بشكل غير طبيعي بالنسبة لمرض جديد، توفى منهم خُمس المصابين.
وفي يونيو من نفس العام ظهرت 133 حالة أُخرى توفى منهم 43 شخص، وثبتت البحوث أن العديد من حالات الإصابة البشرية بـ H7N9 لها صلة بأسواق الطيور الحية، ومنذ يوليو 2013 لم يكن هناك دليل على انتقال العدوى من إنسان لآخر.
"أنفلونزا الخنازير" تقتل 18 ألف شخص على مستوى العالم
ظهرت إنفلونزا الخنازير H1N1 فى عام 2009، وتم اكتشافه لأول مرة لدى البشر في المكسيك في أبريل 2009، وينتشر هذا الفيروس من شخص لآخر على نطاق عالمي، وفى يونيو 2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور وباءH1N1 ، حيث صنفته منظمة الصحة العالمية بالمستوى الخامس من تصنيف الجوائح "المرحلة الخامسة: العدوى باتت منقولة من شخص إلى آخر وقد سببت لحدوث إصابات في بلدين مختلفتين موجدين في منطقة واحدة حسب توزيع المناطق المعتمد من منظمة الصحة العالمية".
وفى يونيو عام 2010 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وفاة 18138 شخص من الوباء الذي انتشر في كل قارات العالم، ولكن أقلها كانت فى إفريقيا بإجمالى 168 حالة وفاة، وتسببت فى وفاة8410 حالة وفاة في الأمريكيتين، و1019 حالة وفاة فى شرق المتوسط، و4878 حالة وفاة فى أوروبا، و1825 حالة وفاة فى شرق أسيا، و1837 حالة وفاة فى غرب المحيط الهادئ.
إيبولا ينتشر من دول غرب أفريقيا فى 2014
انتشرت فاشية وباء الإيبولا في بعض بلدان غرب أفريقيا وبدأت من غينيا فى مارس 2014، وانتشر الفيروس إلى ليبيريا وسيراليون، ونيجيريا، واعتبرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن تلك الجائحة تشكل حالة طوارئ صحية عامة تسترعي الاهتمام الدولي على مستوى العالم.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية بلغت نسبة الحالات المشتبه بها 1779 حالة منها 961 حالة وفاة والتي تم التأكد معمليا "في المختبر"، وفي 14 يناير 2016 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن غرب أفريقيا أصبحت منطقة خالية من هذا الوباء واندثار المرض.
زيكا.. ينتقل عن طريق البعوض ويؤثر في للجنين
ينتقل عن طريق حشرات البعوض، وقد كُشِف عنه لأول مرة لدى القرود بأوغندا في عام 1947، ومن ثم لدى الإنسان في عام 1952 بالبلد نفسه وبجمهورية تنزانيا المتحدة، وظهرت أول فاشية من فيروس زيكا في عام 2007 في جزيرة ياب، ثم ظهرت بعدها فاشية كبيرة أخرى من عدوى المرض في بولينيزيا الفرنسية فى عام 2013.
وفى مارس 2015 أعلنت البرازيل عن اندلاع فاشية كبيرة من مرض الطفح الجلدي الذي سرعان ما حُدِّد على أنه عدوى فيروس زيكا، وفى أكتوبر من نفس العام تم إثبات وجود علاقة ارتباط بين عدوى فيروس زيكا وصغر الرأس للمولودين حديثاً وغيرها من التشوهات الخلقية، كما يسبب الفيروس وعادةً ما تتمثل أعراض المرض فى الإصابة بالحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة وآلام العضلات والمفاصل والشعور بالتوعك والصداع، وتستمر الأعراض لمدة يومين إلى 7 أيام.
كورونا المستجد
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتمثل فيروس كورونا الجديد في سلالة جديدة من فيروس كورونا لم تُكشف إصابة البشر بها سابقاً، ولا يوجد له أى لقاح حتى الآن، لافتة إلى أن تصنيع لقاح ضد الفيروس قد يستغرق سنوات، لافتة إلى أن الفيروس ينتقل من شخص إلى آخر، بالاتصال عن قُرب مع الشخص المصاب عادةً.
وأوضحت المنظمة أن فيروس كورونا المستجد تسبب فى إصابة 60 ألف حالة حتى اليوم 13 نوفمبر وتسبب فى وفاة 1369 فى حين تم شفاء 6032 حالة.
وأكدت أنه لا يوجد علاج محدد للمرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، غير أن العديد من أعراضه يمكن معالجتها، حيث يعتمد العلاج على الحالة السريرية للمريض.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أقل خطورة من فيروس سارس ويبلغ معدل الوفاة به ٢.٢ بالمائة وهو ما يظهر مدى تأثيره.
