الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

بعد قرار الوزير.. هل تقضي "365 صحة" على "مرمطة المرضي" أم تكون شو إعلامي؟

كشكول


بعدما أعلنت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، إن المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية أعلن إطلاق منصة إلكترونية خلال الأسبوع القادم  بعنوان 365 صحة، لربط المريض بالمستشفيات الجامعية بشكل مباشر التواصل مع المستشفيات، لتوفير الوقت والجهد للمواطن، وتحسين مستوى جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة من خلال المستشفيات الجامعية للمواطن، استطلع "كشكول" أراء بعض المستشفيات الجامعية والمتخصصين لمعرفة ما ستقدمه المنصة الجديدة للمريض وهل ستنجح في توفير الجهد والوقت؟.

يوفر الخدمات الطارئة ويطبق على عدة مراحل

قال الدكتور أيمن صالح مدير المستشفيات الجامعية بجامعة عين شمس، إن الهدف من إطلاق المنصة هو الوصول إلى ربط المستشفيات الموجود في الجمهورية ببعضها، لتوفير الخدمات الطارئة للمريض، ولكن هذا سيتم على عدة مراحل، المرحلة الأولى ستكون عن طريق ربط المستشفيات الجامعية بالقاهرة الكبرى، بإطلاق التطبيق التي أعلنت عنه الوزارة قبل يومين، من خلاله سيتمكن المريض من إدخال البيانات الشخصية عن طريق التقرير الطبي للحالة الصحية للبحث عن سرير في العناية المركزة أو الحضانات، ينتقل بعدها الطلب إلى الغرفة المركزية في الوزارة، لتحديد أقرب مستشفى جامعي جغرافياً متاح بها مكان وإبلاغ المريض بها ليتحرك إليها بشكل فوري.
وأكد أن المرحل الثانية ستشمل كافة المستشفيات الجامعية على مستوى الجمهورية لتحديد الحضانات والرعاية المركزة للصغار والكبار والخدمات الطارئة المتاحة بالمستشفيات، يضاف إليها بنوك الدم في مرحلة متقدمة، وبعد نجاح التجربة سيتم إدخال خدمات أخرى، ولكن حتى لا نبني أمال أكثر من المتوقع، فهذه المنصة لن تحل مشكلة الحضانات أو الرعاية المركزة، ولكن الهدف منها توفير الوقت والجهد على المريض.
وتابع أن تكلفة المنصة حالياً ستكون توفير جهاز تابلت أو هاتف ذكي في كل مستشفى لتحديث البيانات، وتلقي الشكاوى والتنسيق مع الغرفة المركزية في الوزارة بشكل أسرع يخدم مصلحة المريض، بالإضافة أن التطبيق سيتيح للمريض تقديم الشكوى من مكانه بدلاً من التوجه إلى المستشفى وتقديمها يدوياً، وسيكون الرد عليه خلال ساعات.

جامعة القاهرة مجهزة للربط

 وأكد الدكتور محمود علم الدين المستشار الإعلامي لجامعة القاهرة، أن المستشفيات الجامعية التابعة لجامعة القاهرة مهيأة للربط مع المنصة الجديدة، لتوفير الخدمات الطارئة في الحضانات والرعاية المركزة للصغار والكبار، كمرحلة أولى من التطبيق التي خططت لها الوزارة، وذلك بما تمتلكه من إمكانيات تكنولوجية وبنية تحتية كبيرة، لتوفير الوقت والجهد وتقديم خدمة أفضل للمريض.

وأضاف علم الدين لـ"كشكول"، أن الجامعة تنتظر الإعلان عن تفاصيل المنصة، والتنسيق بين الوزارة والجامعات للتحرك والتطبيق على أرض الواقع، موضحاً أن عملية تطوير المستشفيات الجامعة تسير كما هو مخطط لها، كجزء من رؤية الجامعة نحو التحول إلى جامعات الجيل الثالث، مشيرًا إلى أن الجامعة قد خطت خطوات واسعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى اهتمامها المتزايد بالدور المجتمعي والمساهمة في إطار استغلال كل إمكانات الجامعة لتحقيق أعلى استفادة.

تأهيل المستشفيات الجامعية قبل التطبيق
ومن جانبه أوضح الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، أن ملف المستشفيات الجامعية هو الملف الوحيد الذي تم شغل جهد محترم، والفضل بعد الله يعود للدكتور حسام عبد الغفار نائب رئيس المجلس الأعلى للجامعات لشئون المستشفيات الجامعية، فلا أحد يستطيع أن يجحد مجهوده، ولقد تعاونت معه من قبل كعضو لجنة الصحة لتسحين أحوال أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، أما بالنسبة لفكرة إطلاق منصة لربط المستشفيات الجامعية فكرة ممتازة، ولكن العقبة الوحيدة التي تقابلنا هي الدعم المادي واللوجيستي، ولكن المستشفيات الجامعية تحتاج الى الدعم المادي وزيادة تدريجية سنوية في ميزانيتها، فلكي تنجح التجربة لابد من تأهيل المستشفيات الجامعية لاستيعاب أعداد أكثر من المرضى، والدعم بأجهزة الأشعة والتشخيص الحديثة وغرف العناية المركزة ومعدات وأجهزة الجراحات المختلفة وتطوير معامل التحاليل، فلابد من توافر دعم مادي محترم من الحكومة كما اقترح فتح حساب للتبرع لدعم المستشفيات الجامعية.

فكرة مهمة لمواكبة التطور التكنولوجي

ويرى الدكتور أحمد عبد الرءوف، عضو هيئة التدريس  بجامعة دمياط، وعضو لجنة تحسين الأحوال الصحية لأعضاء هيئة التدريس بالمجلس الأعلى للجامعات، أن الفكرة جيدة ومهمة لمواكبة التطور التكنولوجي وضرورة استخدام التكنولوجيا في كل المجالات، ولكن يجب توفير الإمكانات اللازمة لتحقيق الهدف بالشكل الأمثل، مع الوضع في الاعتبار أنه لا يمكن الحكم بشكل كامل إلا بعد التطبيق، لذا نحتاج إلى إعادة التقييم كل فترة لنرى مدى الجدوى من تطبيق هذه المنظومة، ولكن ولا بد من الاستعداد الجيد وتوفير الإمكانات اللازمة قبل السرعة في التطبيق، حتي تحقق الهدف المراد منها.

ضبط إيقاع الخدمة بمختلف أطرافها
وتابع الدكتور هاني أبو العلا، أستاذ نظم المعلومات بجامعة الفيوم، عضو لجنة تحسين الرعاية الصحية لأعضاء هيئة التدريس بالمجلس الأعلى للجامعات، أن بناء منظومة للربط الإلكتروني بين المستشفيات الحكومية لتحسين الخدمة الصحية المقدم للمرضى، التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطوة طال انتظارها، حيث أنها تطور منظومة إدارة الخدمة بشكل كبير، وتضبط إيقاع الخدمة بمختلف أطرافها، خصوصاً مع دعوة القيادة السياسية لسرعة تطبيق آليات الجيل الرابع للتكنولوجيا.

وأشار أبو العلا، أننا قادرون على تطبيق هذه المنظومة، التي لا تتطلب إلا بعض الهياكل التنظيمية البسيطة والأجهزة التكنولوجية المتداولة "تابلت، هاتف ذكي"، وأن استخدام نمط المعلومات الجغرافية وأنظمة الحوسبة الحسابية يساعد في ذلك بشكل كبير، كالمعمول به في كثير من دول العالم، وثمن الأستاذ بجامعة الفيوم من دفعية الوزارة والحرص على سرعة إطلاق المنصة الالكترونية، وأضاف إنها خطوة قيمة، على أمل أن يضاف إليها بعض المستشفيات الخاصة ذات السمعة الطيبة وكذلك مراكز التحليل والأشعة.

الحضانات والرعاية المركزة وأكياس الدم مرحلة أولية:
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، أن هدف التطبيق هو ربط جميع المستشفيات الجامعية بالغرفة المركزية للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، لتوجيه المريض لأقرب مقدم خدمة مما يوفر الوقت و الجهد، ويسهم فى إنقاذ حياة المرضى خاصة فى الحالات الطارئة، كما يوفر تطبيق 365 صحة للمريض فى المرحلة الأولى الاستعلام عن "الأماكن الشاغرة بالرعايات المركزة المختلفة، الأماكن الشاغرة بالحضانات - توافر أكياس الدم"، يقوم بإرسال إشعارات ورسائل نصية  للمريض بمعلومات التحضير للخدمات المختلفة.

أما المرحلة الثانية ستقدم خدمات توفير الحجز الإلكتروني في العيادات والعمليات والملف الإلكتروني الطبي للمريض الذي يشمل "التاريخ الطبي، الأمراض المزمنة، الأدوية التي تعرض المريض للحساسية، نتائج التحاليل، الأشعة"، كما يمكن من خلال التطبيق تحويل أو طلب التحاليل والأشعة إلى المكان المختص بذلك، ومتابعة النتائج، إرسال الوصفة الدوائية إلى الصيدلية وطلب الأدوية، وطلب أقرب سيارة إسعاف لموقع المريض، وإرسال إشعارات تنبيه ورسائل نصية بمواعيد الأدوية ورسائل التثقيف الصحي للمرضى.