الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

تفاصيل أزمة أول فتاة تترأس اتحاد طلاب "دار علوم"

كشكول

شهدت الساعات القليلة الماضية، حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عقب إعلان فوز الطالبة أميرة ناصر محمد رمز الدين برئاسة اتحاد الطلاب بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، الخميس الماضي، ما بين مرحب بتولي فتاة رئاسة اتحاد الطلاب بالكلية ومعارض يرفض أن تكون طالبة غير محجبة على رأس الاتحاد، إلا أن الحالة الأكثر غضباً كان وراءها تصريح عميد الكلية الدكتور عبد الراضي عبد المحسن والذي جعل إعلان فوز "عز الدين" بمثابة تحرير للكلية بعد أن كانت مختطفة.

العالم يمنع التمييز

وقالت "رمز الدين"، إن من يهاجمونها أصحاب أفكار فردية، ولا يوجد علاقه له بفكر الكلية ولا يعلمون ما هو اتحاد الطلاب، مؤكدة أن زملائها بالكلية والاتحاد يدافعون عنها في هذا الموقف.

وأضافت عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قائلة:"منذ لحظة إعلان تولي شخصي منصب الاتحاد وفيه بعض الهجوم علي بخصوص أني غير محجبة، وصلنا 2019 والعالم كله بيمنع التميز مابين (لون ودين ...)، كل فرد ليه وجهة نظر لابد كلنا أن نحترمها ولكن دون تجريح أو مساس بأى شخص واتعلمت واتربيت على احترام كل وجهات النظر، وفي الآخر كلنا واحد".

سنة استثنائية

وشددت الطالبة: "أنا في هذا المنصب لخدمة كليتى ورفعة رأس جامعتي فوق، وستكون سنة استثنائية لكلية دار العلوم وعلى قد مقدر أقدم شىء إيجابى، وأخيرًا اهلًا بالجميع مؤيد أو معارض في خدمة طلاب كلية دار العلوم".

من طالبة واحدة في الدفعة 

بينما استنكر محمد رزق أحد خريجي الكلية تولي طالبة غير محجبة رئاسة الاتحاد قائلاً:" على أيامي كانت في واحدة بس في الدفعة كلها ماشية بشعرها، ما شاء الله بقت اللي ماشية بشعرها رئيسة اتحاد". 

عودة لأحضان الدولة

في حين أكد عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة، أنه لا يتعجب من الانتقادات التي وجهت للطالبة أميرة رمز الدين، عقب ترأسها لاتحاد طلاب الكلية كونها غير محجبة، موضحاً أن الكلية الآن تعيش في معركة تغيير وبناء وتطوير لمنظومة الكلية، لكي تعود مرة أخرى إلى حضن الدولة المصرية.

70 عاماً من الاختطاف

وأضاف عبد المحسن، أن كلية دار العلوم ظلت أكثر من 70 عامًا مختطفة من قبل تيارات متشددة التي سيطرت على الكلية، ولكن بحمد الله هناك محاولات قوية لعودة الكلية إلى حضن الدولة، بعد أن ظلت في ثقافة وفكر خارج إطار الثقافة العامة للدولة فترة طويلة.

وأشار عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، إلى أن هناك تطور في الكلية على المستوى الأكاديمي، وحققت الكلية شهادة الجودة، وترسخ حالياً ثقافة التسامح والتعايش على المستوى الفكري، وتجديد الخطاب الديني، والعمل على تنمية مهارات وقدرات الطلاب ومواهبهم، ببرامج وطنية تعمل على تنمية الذات والوعي لدى الطالب.

نموذج يحتذى به

وتابع عبدالمحسن، قائلاً : "الانتخابات أجريت في الكلية بشكل منتظم، وتم اختيار 56 عضوًا في اتحاد الطلاب، وضعوا هؤلاء ممثل في كل لجنة، يُسمى أمين اللجنة ونائب له، وهؤلاء رؤساء اللجان، والنواب اختاروا رئيس الاتحاد، وهي أميرة رمز الدين، والنائب لها كرم ولي الدين، وهو اختيار ديمقراطي بنسبة 100%".

وأضاف عميد دار علوم، قائلاً: "بصرف النظر عن كونها فتاة، إلا أنها نموذج يحتذ به فهي مثلت الكلية في منتدى شباب العالم، الذي أقيم في شرم الشيخ، ومثلت الكلية في 4 لقاءات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الشباب، ومثلت الكلية عند وزارة الشباب والرياضة بالمساهمة في أنشطتها".

تغليب المصلحة والكفاءة

وأوضح عبد المحسن، أن الذى يبتعد عن هذه المعايير فهو يحكم بالهوى الشخصى والتمييز العنصرى ، الذى لا ينظر إلى جانب تحقيق المصلحة العامة ولا الكفاءة، ولا ينظر إلى جانب تكريم المرأة وأعطاءها حقوقها التى كفلها لها الدستور، قائلاً "لست انا الذى يدعمها والقانون الذى يدعمها كونها طالبة منتخبة، ولها كل الدعم والتأييد والسلطات والاختصاصات التى يمنحها لها القانون والذين يهاجمونه اقلية وتتم مهاجمتها خارج الإطار القانونى وكل من كتب هذه الاشياء ابتعد تماما عن الحقائق، أما فى أطار القانون فقد انتخبها أصحاب الأصوات الصحيحة والفاعلون الذين يحق لهم التصويت والاختيار".

حالة من التغيير وتنمية الوعي

وأكد عبد المحسن، أن كلية دار العلوم تعيش اليوم حالة من التغيير وتنمية الوعى لدى أبناءها الطلاب، وهذه الحالة التى لن تأتى اعتباطا وإنما جاءت نتيجة الخطة الاستراتيجية التى تسير عليها الكلية باتجاه التطوير والتحديث، وهذه الخطة التى تسير فى اتجاهات ثلاثة الاتجاه الأول يتمثل فى مكافحة الفساد العلمى

وتابع عبد المحسن، أن الجانب الثانى من هذه الخطة يتمثل فى مكافحة الفكر المتطرف وتنمية الوعى والفكر الوسطى الصحيح من خلال برنامج متكامل لتجديد الخطاب الدينى، والمحور الثالث يدور حول إعداد الشباب من طلاب الكلية لسوق العمل من خلال مشروعين تنمويين الأول إعداد المائة قائد، وذلك لتخريج طالب متكامل متعدد المواهب قادر على شغل أى وظيفة فى إطار التخصص، والبرنامج الثاني إعداد مائة إعلامى وهم طلاب متمكنون فى اللغة العربية بحكم التخصص ويتم اعدادهم تقنيا ومهنيا من خلال المختصين فى مجال الإعلام بجوانبه الثلاثة المرئى والمسموع والمقروء.

وتابع عميد كلية دار العلوم، أن هذا انعكس ذلك على مشاركة الطلاب فى استحقاقات الانتخابية الوطنية على مستوى الدولة ثم انعكس بوضوح فى انتخابات الاتحادات الطلابية بالكلية فى مشهد مشرف ربما لم تشهد مثله أى كلية من ذوات الاعداد الكبرى فى جمهورية مصر العربية.

نظرة عنصرية

بينما قالت الطالبة دارين خليل رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، إن الهجوم علي الطالبة أميرة عز الدين رئيس اتحاد طلاب كلية دار العلوم بالجامعة، هو نظرة عنصرية من قبل الطلاب والخريجين، مشيرة إلى أن من يهاجم لم ير أحد عملها وماذا يمكنها أن تقدم.

وأضافت خليل، في تصريح خاص لـ"كشكول":" مش معنى أنها بشعرها أو تكون منتقبة أنها مش هتقدر تقدم شغل للكلية ولا خدمات للطلاب، ولا نفرق بين طالب وطالبة أو محجبة وغير محجبة"، موضحة أن ترأسها لكلية تعتبر دينية وهي غير محجبة ليس معناه أنها لن تستطيع تقديم الخدمات للطلاب، وتوليها لهذا المنصب جاء عن طريق التزكية فهناك نقطة تقصير من الطلاب لعدم مشاركتهم بالانتخابات الطلابية بالكلية.

وشددت: "لو انتم شايفين أنها لم تستحق هذا المنصب، لماذا لم ينافسها أحد الطلاب بالكلية، وقال أنا استحق هذا المنصب وحدثت منافسة وانتخابات بينهم، ومن يتسحق هذا المنصب كان هيفوز به".