الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

على طريقة "السبلايز".. معلمون يبتزون أولياء الأمور بـ"الجمعية"

كشكول

يعاني أولياء الأمور، بعد مرور أقل من أسبوعين على بدء الدراسة للعام 2019/2020، مما وصفوه بـ" جمعية الدروس الخصوصية"، وبالرغم مما أعلنته وزارة التربية والتعليم من إجراءات لملاحقة مافيا الدروس والتهديد بإجراءات رادعة لمن يرتكب تلك الجريمة، كشف أولياء الأمور عن تحدٍ جديد يتمثل في إجبار المدرسين لأبنائهم على تحصيل دروس في جميع المواد في قائمة تضم أسماء معينة.

البداية كانت من خلال تداول التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لمقاطع فيديو للمُعلمين والمُعلمات يقومون بمطالبة أولياء الأمور على إعطاء أبنائهم دروساً خصوصياً معلنين رفضهم إعطاء المجاميع المدرسية ولو على سبيل مراعاة الظروف الاجتماعية للأسر، إلا أنه من خلال تواصل "كشكول" مع بعض أولياء الأمور اشتكى البعض منهم من "جمعيات الدروس".

نظام المقايضه

وقالت إيمان عبد الحميد، ولي أمر لتلميذ الصف الرابع الابتدائي بأحد مدارس البساتين الحكومية، إنها منذ انطلاق العام الدراسي الحالي، تبحث عن مُعلم رياضيات وعلوم لإعطاء درس خصوصي لابنها على سبيل تحسين مستواه العلمي، إلا أنها واجهت تحدٍ أكبر حيث يرفض مُدرس الرياضيات إعطاء نجلها درساً  حتى يتم أخذ دروساً في جميع المواد عند قائمة طويلة من المُعلمين يتعامل معها.

وتابعت: "حاولت معه بجميع الطرق، أخبرته أن الظروف الاقتصادية لا تسمح، وأنني أريد تقويته في هاتين المادتين فقط، إلا أنه أكد قيام أحد زملاءه باستقصاد ابني والضغط علي من خلال أعمال السنة"، مؤكدة أنها قامت بالبحث عن مدرس آخر إلا أن الأمر يتشابه مع الجميع.

جشع جديد

في حين، أكد أحمد إبراهيم، أحد أولياء الأمور لتلميذ الصف الثاني الابتدائي، أن المدرسين في حالة جشع لا يمكن وصفها، وأن مُدرسة العربي تصر على أن يأخذ ابني درساً خاصاً، بل يجب أن يأخذ مع زملائها أيضاً، مشيراً إلى أن التهديد بتقديم شكوى للوزارة لم يفلح معها.

وتابع، قمت أكثر من مرة بإخبار المُعلمة أنني لا أملك مالاً كافياً ليلتحق ابني بالدرس الخاص معها، فأجابت أنها وزملائها الرضى بأي مقابل من المال، بل ويمكن التقسيط أيضاً، مطالباً الوزارة باتخاذ إجراءات رادعة ضد المُدرسين والانحياز لصالح أولياء الأمور.  

تستوجب أقصى عقوبة

من جانبها، قالت عبير أحمد مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن أي مُعلم يجبر الطلاب علي الدروس الخصوصية هو أمر غير أخلاقي وغير قانوني ويستوجب توقيع أقصي عقوبة علي من يقوم بذلك .

وأوضحت أحمد، يجب على المعلم أن يقوم بشرح المنهج داخل الفصل بضمير حتى لا يلجأ الطالب للحصول على الدروس الخصوصية التي تمثل عبء مادي كبير على ولي الأمر، مطالبة الوزارة والإدارات التعليمية بتشديد الرقابة والإشراف علي المعلمين داخل الفصول للتأكد من قيامهم بدورهم علي أكمل وجه مع توقيع أقصي عقوبة علي غير الملتزمين.

ابتزاز ممنهج

في حين، قال خالد صفوت أدمن جروب "ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية"، إن الدروس الخصوصية صداع مزمن في رأس الجميع، حيث لا تتوقف أساليب الضغط الممنهجة ضد الطالب والأسرة على حد سواء، ومحاولة إجباره على الدروس الخصوصية، بل فاقت جميع الحدود وكل الأعراف، فلم يكتفِ بعض المُعلمين عن أساليب الضغط بأعمال السنة، والضغط بعدم الشرح داخل الفصول بالشكل الأمثل، كى يحتاج دائماً الطالب للدرس الخصوصي، بل خرج علينا في الآونه الأخيرة بعض الأساليب منها "جمعية المدرسين المتضامنين"، حيث يقوم مجموعة من المُعلمين كل مُعلم يدرس مادة مختلفة بالاتفاق مع زملاءه بتبادل الطلاب فيما بينهم، وليكن اجتماع مُعلم اللغة العربية، ومُعلم الرياضيات، مع مُعلم العلوم، مع مُعلم الدراسات، وعدم إعطاء أحد منهم درساً لأي طالب إلا إذا كان يأخذ درساً مع باقي المُعلمين في فن جديد ومسلسل هابط من أجل استنزاف الأسر، مشدداً نحن أمام وضع مأساوى وصل إليه حال التعليم وسط صمت رهيب من قبل وزارة التربية و التعليم، فلم تحرر الطلاب من قبضة المعلمين بسبب أعمال السنة الوهمية، ولم يتم القضاء على مرض الدروس الخصوصية وسط حالة من المشاهدة وكأن المشهد يعجبها.