الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"عقدة الخواجة".. عمليات النصب عرض مستمر بجامعات أوكرانيا.. الطلاب يستغثون.. و"التعليم العالي": ليست الأولى

كشكول

لطاما كان "بيع الوهم العلمى" مصيدة افترست أحلام الشباب الذين لهثوا وراء أحلام براقة للحصول على الشهادات الدولية، وبالرغم من أن الوزارة حذرت مرارا وتكرارا من هذا، لكن أحلام الشباب سرعان ما تحولت إلى كوابيس مفزعة لم يجنوا منها إلا ضياع الجهد والمال.. هكذا كان حال العشرات من الطلاب المصريين بعد النصب عليهم من جامعة دونتسك الوطنية الطبية، بمدينة كيرڤوجراد الأوكرانية، عن طريق وسطاء التعليم المسيطرين عليها.

مجاميع وهمية:

يتسارع الآلآف من الطلاب، للالتحاق سنويا بالجامعات الأوكرانية دون التحقق من هويتها، لإنخفاض الحد الأدني للالتحاق بها والذي يصل الي 60% بكليات الطب والهندسة.. ثم تأتي الطامة الكبرى بأنها جامعات غير معتمدة والمجلس الأعلى للجامعات يرفض شهاداتها.

وزارة التعليم العالي، التفتت باهتمام كبير لمثل هذه الكيانات، بعد تلقيها أكثر من شكوى وتعرض الطلاب للنصب، وبدأت في تنظيم زيارات متعاقبة من قطاع الشئون الثقافية بالوزارة لأوكرانيا، وعقد جلسات مع الطلاب وزيارة العديد من الجامعات بأوكرانيا، للتعرف على النظم التعليمية بها، بعد أقر المجلس الأعلى للجامعات واعتمد 7 جامعات من دولة أوكرانيا، ليس من بينهم جامعة دونتسك.

تحذيرات الوزارة:

تحذيرات كبيرة وبيانات إعلامية، أعلنت عنها الوزارة، منذ أكثر من عامين عن الجامعات الأوكرانية وضرورة التحقق قبل الالتحاق بها حتى لا يقع الطلاب فريسة لعمليات النصب من سماسرة التعليم، والادعاء بأنها مؤسسات تعليمية معتمدة من الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات.

 

شكوى الطلاب:

اشتكى العشرات من الطلاب المصريين، من تعرضهم للنصب والاستغلال من الجامعة الأوكرانية وعدد من وسطاء التعليم المسيطرين عليها، وطالبوا بتدخل السفارة المصرية هناك، بعد التعرض للنصب، والتأكيد أن الجامعة معترف بها في مصر، وبعد ذلك تبين أنها لا يتوافر بها طاقم تدريس أو معامل أو أي مقومات للدراسة الجادة

طالب 450 طالبا مصريا في الجامعة الأوكرانية، بملفاتهم للتحويل إلى جامعات أخرى، وقبول طلب الطلاب بالرفض من قبل الإدارة، والاختيار بين البقاء في الجامعة، أو التحويل لجامعات أخرى تخضع لتحكم سماسرة، أو رفدهم والعودة إلى مصر، للحصول على فيزا جديدة لأوكرانيا عن طريق أحد السماسرة مقابل ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ دولار، والرجوع كشرط للتحويل للجامعة التي يريدونها.

بلجوء الطلاب، إلى علي فاروق رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، أكد في بيان أصدره بشأن أزمة الطلاب، أن الطلاب المصريين يتعرضون للنصب والتهديد من قبل إدارة الجامعة والتهديد بالفصل والابتزاز الجشع من قبل سماسرة الطلبة والهجرة غير الشرعية، وهو ما يترتب عليه ضياع مستقبل الآلاف من الطلاب المصريين سنويًا برغم أن أعدادا كبيرة منهم يقعون تحت نظام الإشراف العلمي لوزارة التعليم العالي المصرية ولكن دون أي ضمان لإمكانية الاعتراف بشهاداتهم

ولفت رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، إلى سرعة تحرك السفير المصري في كييف، لمخاطبة الجهات المعنية الأوكرانية وإجراء الاتصالات اللازمة لحماية الطلبة المصريين.

وأكد أنه بالإضافة للإجراءات التي تتخذها السفارة على المستوى الرسمي، فإن الجالية تقوم من جانبها بتعزيز هذا الدفع من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه إدارة دونتسك الوطنية وشركائها المستغلين للطلبة المصريين، لحماية حقوق الطلبة.

 

أوكرانيا ليست وحدها:

بينما قالت وزارة الهجرة، إنها تتابع الأزمة عن كثب، مشيرة إلى أن هذه الأزمة جزء من مشكلة عامة أكبر بكثير وتمتد لطلبة مصريين في جامعات أخرى كثيرة يقوم السماسرة بخداع الطلبة للدراسة بها دون معايير حقيقية تضمن نوعية التعليم الذي يتم توفيره للطالب ثم يتعرض الطالب للابتزاز من قبل السمسار لاستخراج أوراق الإقامة أو تجديدها أو النجاح من عام لآخر، أو التحويل من جامعة إلى أخرى داخل أوكرانيا، كما يتم منعه من الحصول على ملفه إن أراد التحويل من الجامعة، وتهديده بالفصل والترحيل إن أصر على ذلك.

 

وطالبت وزارة الهجرة، بتوخي الحذر الكامل لتجنب تعرض للنصب من قبل سماسرة التعليم بأوكرانيا، لتسجيلهم بمقابل مادي كبير بجامعات منعدمة المصداقية يسيطر عليها سماسرة الطلبة، بما يتيح لهم ابتزاز وتهديد الطالب بصفة منتظمة أو توريطه في مشكلات تعرض مستقبله للخطر، مع ضلوع وسطاء التعليم في ممارسات غير قانونية عديدة تشمل استغلال الدراسة بالخارج كغطاء للهجرة غير الشرعية، أو التهرب من التجنيد، أو تزوير الأوراق الرسمية للتحايل على القوانين، وغيرها من الممارسات الشائنة.

رد "التعليم العالي":

تواصل "كشكول"، مع وزارة التعليم العالي، حيث أكد مصدر مسئول بالوزارة، أن الأزمة التي ظهرت اليوم بشأن النصب على طلاب مصريين من قبل جامعة دونتسك الوطنية الطبية، بمدينة كيرڤوجراد الأوكرانية، والنصب طريق عدد من وسطاء التعليم المسيطرين عليها، بعد ثبوت أنها غير معترف بها من قبل الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات، حذرت منها الوزارة مرارا وتكرار، مشيرا إلى أن الوزارة أصدرت أكثر من بيان رسمي بشأن هذه الجامعات، والإعلان عنها عبر موقع المجلس الأعلى للجامعات.

وأضاف المصدر، أن المجلس الأعلى للجامعات، شكل لجانا متخصصة، بشأن هذه الجامعات من قبل للنظر فيها، بعد أن تلقت الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات، أكثر من شكوى بشأن عمليات النصب على الطلاب والادعاء بالاعتماد من قبل الوزارة والمجلس، موضحا أن الجامعات الأوكرانية المعترفة بها أعنلت عنها الوزارة من قبل.

وأعلن المجلس الأعلى للجامعات، عن 7 أسماء لجامعات أوكرانية، معتمدة رسميا من قبل وزارة التعليم العالي وكذلك المجلس الأعلى للجامعات.

 

وأشار المصدر، إلى أن المجلس الأعلى للجامعات، في جلسته الأخيرة، أعلن عن الجامعات المعتمدة رسميا من قبل الوزارة والمجلس في جورجيا وأوكرانيا، مشددا على أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على توعية الطلاب حتى لايقعوا فريسة للنصب من قبل هذه الجامعات وسماسرة التعليم في الخارج.

 

ولفت المصدر، إلى أن الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات، ناشدا الطلاب وأولياء الأمور كثيرا بضرورة التحقق جيدا قبل الالتحاق بأي كيان جامعي سواء داخل مصر أو خارجها، مشيرا إلى أنه أثناء عمليات التنسيق للقبول بالجامعات، تحذر الوزارة يوميا من عمليات النصب على الطلاب، وتعلن عن الجامعات الحكومية والخاصة المعتمدة من قبل الوزارة، وكذلك المعاهد الخاصة والحكومية المعتمدة حتى لا يتعرض الطلاب للنصب من هذه الكيانات الوهمية.