الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

لماذا غابت هيبة المدرس في نفوس الطلاب؟.. المُعلمون يجيبون

كشكول

تعد مهنة التدريس من أسمى وأصعب المهن على الإطلاق، حيث تستقبل المدارس الطلاب من عمر ست سنوات وتعمل على تنشئته وتوعيته ومساعدته في رسم طريقة المستقبلي، فلا يقتصر دور المعلم على شرح المنهج المقرر دراسياً فقط، بل يتعدى ذلك لعدة أمور.

فمدرسو الجغرافيا على سبيل المثال، يعلمون الطلاب أن الكون الذي نعيش فيه منسق ومنظم بقدرة الله، ومدرسو العلوم أيضاً يذكرون له الحقائق العلمية التي تبين قدرة الله سبحانه وتعالى، وبذلك يعمق المُعلم الجانب الديني عند الطلاب من خلال هذه الحقائق العلمية والكونية.

ونظراً لهذا الدور الكبير نجد الدراما المصرية والعالمية قد تناولت هذه الوظيفة في الكثير من الأعمال، ومنها: مسلسل "حضرة المتهم أبي" والذي جسده الفنان الراحل نور الشريف، حيث لم يتوقف دوره عند أسوار مدرسته، بل سعى إلى تعليم الأبناء القيم والأخلاق الحميدة التي فقدها جزء كبير منهم.

ويستعرض"كشكول" في التقرير التالي آراء المُعلمين الجدد حول ملامح العلاقة بين الطالب والمعلم قديماً وحالياً.

صنعوا لأجلي معجزة

قالت أميرة شبيكة، أحد المدرسين الجدد وخريج كلية الآداب جامعة حلوان، إن في بداية ذهابها للعمل في مدرسة مسجد موسى الابتدائيه بمركز أطفيح، رأت تناقضاً كبيراً بين ملامح العلاقة بين الطالب والمعلم قديماً وحالياً، معلقة" المدرس كان كالأب حيث لم يقتصر دوره عند الشرح والتدريس بل امتد لخارج سور المدرسة، كان المدرس يجلس مع الطلبة ويسمع مشاكلهم ويحاول حلها بشتى الطرق والدليل على ذلك أن في السنوات الماضية كان التعليم في الأرياف محدودا جداً وبخاصة للفتيات كان "شبه ممنوع".

وتابعت بمجرد أخذ الفتاه الشهادة الابتدائية كان يتم اجبارها على عدم الذهاب للمدرسة مرة أخرى إلى أن يأتي نصيبها وتتزوج، وبالفعل حدث معي مثلما حدث مع فتيات قريتي وبعد حصولي على الشهادة الإبتدائية قرر والدي أن امكث في المنزل ولكن ذهب اثنين من أساتذتي لوالدي لكي يقنعونه بأن أكمل دراستي، وبالفعل حدثت المعجزة، "نعم" هي بالفعل معجزة، وذهبت إلى المدرسة ثم التحقت بكلية الآداب جامعة حلوان".

الدرس الخصوصي أكبر اهتمامتهم حالياً

وأكملت "شبيكة": المشهد تغير كثيراً الآن فلم تعد هناك تلك العلاقة الطيبة بين المدرس والطالب، حيث أصبح الطالب كل تفكيره واهتمامه منصب على الألعاب الإلكترونية والمجال التكنولوجي، كما أن كثيرًا من المعلمين انصب تفكيرهم أيضاً على تجميع وكسب أكبر عدد ممكن من الطلاب من أجل الدروس الخصوصية، هذه الاهتمامات الحديثة كفيلة بأن تغير ملامح العلاقة بين الطالب والمعلم.

الاستئذان عند الطالب له زمن

بينما ذكرت سهير مرعي، خريجة كلية الآداب جامعة القاهرة، أن في بداية تخرجها كانت مفعمة بالطاقة الإيجابية ذاهبة إلى عملها في يومها الأول والبسمة تملأ وجهها غير مصدقة أنه حان الوقت لانطلاق حياتها العملية بالمهنة التي كانت ترغبها منذ أن كانت صغيرة، حينما كانت تجمع أطفال قريتها لتقوم هي بدور المعلم وباقي الأطفال يقومون بدور الطلاب، وبمجرد ذهابها إلى المدرسة في يومها الأول قررت أن يكون هذا اليوم هو الأول والأخير لها.

وقالت:"بقول لطالب ماتخرجش من غير استئذان بصلي وقالي الكلام ده كان زمان"، مضيفة: "قف للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أصبحت جملة تراثية غير موجودة في الواقع، وبخاصة داخل مدارس ثانوي بنين".

غياب القيم

أما عن نجاة رفعت، مدرسة المستشار نعمان حسين هيكل الابتدائية بكفر غنام بمحافظة الدقهلية قالت، إن المشكلة لم تقتصر على المدرس والطالب فقط بل بل أصبح عدم وجود احترام في التعامل مع الكبير مشكلة اجتماعية أصابت المجتمع المصري عامة، فنجد الأبناء يعصون آباءهم فلم نعد نسمع كلمة حاضر أو نعم.

وتابعت: "تربية الأهل للطفل منذ صغره وغرس القيم والمبادئ التي تحث على احترام الكبير بداخله، والسماع لهم وتوعيتهم بأهمية التعليم"، مضيفة: "المعلم العامل الأساسي وراء ما نعاني منه الآن، فلو علم الطالب أن المدرس له مكانة كالأب الذي لا يستطيع أن يعلو صوته عليه ويجب عليه احترامه والاستفادة من علمه بقدر المستطاع لكان تغير حالنا كثيراً عن الآن".

الاستماع لهم وإيجاد الحلول

وأشارت"نجاة" إلى أنها تعمل على كسب ود الطلاب والسماع لهم باستمرار، وذلك بسبب تخصصها كأخصائية اجتماعية، ولذلك يتجمع عدد كبير من الطلاب والطالبات حولها لكي يقصون لها ما يعانون منه، وتحاول بقدر المستطاع حل هذه المشاكل لهم حتى لا تؤثر على مستواهم الدراسي، مضيفة أنها لا يأتي لها في عيد الأم هدايا أبناءها فقط بل يأتي لها الطلاب بالهدايا في هذا اليوم إشادة منهم على المجهود الذي تبذله معهم طوال العام الدراسي، لذلك ترى أن تربية الأهل لها دور كبير وكذلك دور المعلم في احتواء الطلاب وتوجيههم منذ بداية المرحلة التعليمية.

تبجيل المُعلم أصبح جزء تراثي فقط

واختتمت: "قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا"، جملة تداولها الطلاب عبر العصور، لكن واقعياً اختلف تطبيقها كثيرا الآن فلم نعد نجد المعلم بهيبته وخوف الطلاب واحترامهم له في كثير من المدراس مثلما كانت قديماً".