الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"كشكول" يحاور طلاب الثانوية عن كليات الذكاء الاصطناعي: " منعرفش عنها حاجة واخترنا الهندسة"

كشكول


شهد تنسيق العام الجامعي الجديد 2019 – 2020، وجود كليات جديدة تظهر لأول مرة هذا العام، خاصة لطلاب شعبة العلمي رياضة بجوار كليات الهندسة والحسابات والمعلومات، وهي كليات الذكاء الاصطناعي.

حيث تواجد في طوابع رغبات الطلاب بتنسيق المرحلة الأولى، أكثر من كلية للذكاء الاصطناعي خلاف الكليات المنتظرة الموافقة عليها من قبل المجلس الأعلى في جلساته المقبلة، وهي: "كلية الذكاء الاصطناعى بالنوبارية -  كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى بجامعة سوهاج - كلية الذكاء الاصطناعى بجامعة كفر الشيخ".

 جاء التوجه نحو الذكاء الاصطناعي، بالمنظومة الجامعية، بعد توصيات من قبل الحكومة، واللحاق بالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، والعمل على توفير فرص تعليم رقمي ذكي بجودة عالية في العلوم والمجالات الجديدة اللازمة لصنع المستقبل.

يمثل التوجه نحو عمليات الذكاء الاصطناعي، الموجة الجديدة التي يشهدها العالم، والتي تعتمد على بناء الخدمات والمؤسسات والبنية التحتية المستقبلية للدولة بصورة أفضل وبأدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعى، بما يعمل على الارتقاء بالأداء الحكومى في كل المستويات.

 عبر جولة لـ"كشكول"، داخل معامل التنسيق لطلاب المرحلة الأولى والنجاحين من مرحلة الثانوية العامة، بمجموع تخطي الـ95%، تم التحاور مع الطلاب عن رغباتهم الكليات، حيث تقول الطالبة نادين رزق، والحاصلة على مجموعة 96%، شعبة علمي رياضة، إنها بدأت بتسجيل رغباتها بكليات الهندسة لعشقها للعمل بهذا المجال بعد التخرج ثم رغبة كليات الفنون الجميلة والتطبيقية، ومعها الحاسبات والمعلومات، وعن سؤالها عن كليات الذكاء الاصطناعي، قالت نادين: لا أعرف عنها شيئا ولم أصل لمعلومات عن تواجدها بالجامعات إلا في طابع الرغبات، مؤكدة أنه كان من المفترض على وزارة التعليم العالي أن تعرض كل ما يخص هذه الكليات قبل انطلاق ماراثون تنسيق القبول بالجامعات، لمعرفة الطلاب بها خاصة بعد الحصول على البكالوريوس.

 بينما قالت الطالبة سارة محمد، الحاصلة على مجموع 95.7%، في مرحلة الثانوية العامة، شعبة علمي رياضية، إن كانت في البداية ترغب دخول كلية الإعلام، لكن فضلت الاتجاه لدراسة الهندسة، والعمل بهذا المجال بعد التخرج، وعمل العديد من الدراسات فيه، مشيرة إلى أنها رأت في طابع تسجيل رغباتها، كليات الذكاء الاصطناعي، وأنها قامت بتسجيل هذه الكليات فقط لملأ الرغبات، لافتة إلى أنه لا تعلم شيئا عنها وقامت بتسجيل جميع كليات الهندسة في طابع الرغبات.

في الإطار ذاته.. عبر الطالب محمد أحمد السنهوري، الحاصل على مجموع 97% في مرحلة الثانوية العامة، أنه سجل رغباته كاملا، عن الهندسة والفنون والحاسبات والمعلومات، ولم يسجل أي رغبة عن كليات الذكاء الاصطناعي لعدم معرفته الكاملة عنها، مشيرا إلى أن القلق انتابه أثناء تسجيل الرغبات وظهور هذه الكليات، واكتفي بتسجيل كليات الهندسة والحاسابات والفنون.

 وعقب الدكتور هاني أبو العلا الأستاذ بجامعة الفيوم، إن عزوف أوائل طلاب الثانوية العامة عن اختيار الكليات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي و علوم الفضاء مع تعليل البعض منهم أن سبب ذلك هو جهلهم التام بمستقبل خريج تلك الكليات يُعد مؤشرا خطيرا لقياس الاتجاهات الفكرية والثقافات لفئة نوابغ الشباب ( بحكم المجاميع القمية)، التي يُعَول عليها في البناء والتطوير.

وأشار الاستاذ بجامعة الفيوم، إلى أن مسئولية ذلك تعود كاملةً للمجتمع، وهو ذاته المتحمل تبعاتها مستقبلاً، مرجعا أسباب هذا العزوف إلى تقزيم دور المدرسة تماماً على مرأى و مسمع من المسئولين، و المجتمع على حد سواء.

وقال: بعد ما كان دور المدرسة هو التثقيف من خلال حصص المكتبة وطابور الصباح و الندوات التثقيفية ومسابقات الوعي القومي وغيرها من مصادر توعية الطالب وبناء شخصيته، جنباً إلى جنب مع تعليم الطالب من شتى فروع العلم، إلا إن دورها قد تقزم للأسف، وأصبح لا يعدو دوراً مكتبيا إدارياً غي المقام الأول، و أصبح الطالب لا يشعر لحضور المدرسة بأي قيمة، حيث يتلقى العلم في سناتر الدروس الخصوصية او إن شئت فقل مراكز التلقين و التحفيظ.

كما أكد أبو العلا، أن الآلة الإعلامية والمجلس الأعلى للجامعات كلاهما مسئول أيضا، حيث كان بالإمكان تسليط الضوء على تلك الكليات قبل موعد التنسيق بوقت كافٍ، مما يضمن خلق وعي مجتمعي يكون دافعاً لإقناع الشباب بأهمية تلك التخصصات العملاقة.