الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

التشرد يلاحق أسر أعضاء التدريس بسبب ضعف المعاشات.. والخياط: 1500 جنيه حد أقصى

كشكول

ضعف معاشات أعضاء هيئة التدريس جعلت بعض الأسر تواجه التشرد، فبعد عناء سنين من خدمته في التدريس بالجامعات لا يحصل أولاد الأستاذ الأكاديمي على حق المعيشة اللائقة، حيث لا يصل المعاش الشهري لعضو هيئة التدريس إلى 1200 جنيه، ليتساءل البعض منهم كيف تعيش أسرته من بعده؟!

حفظ كرامة العلماء

ومن خلال جروب لأعضاء هيئة التدريس علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نشر البعض أنه ليس من المقبول لا أكاديميًا ولا اجتماعيًا أن يكون معاش عضو هيئة التدريس ما بين 1800 إلي 2000، مضيفين أن تكون نهاية المطاف بعد رحلة علمية طويلة من العطاء أن تقابل بتلك الإهانة، كما أن هناك أساتذة فوق الستين تحول ظروفهم الصحية دون العمل فضلًا عن أمراض الشيخوخة ، فهل بهذا نحفظ كرامة العلماء.. وهل بهذا تتحقق العدالة في نهاية العمر؟

معاش به معدم

بينما أكد الدكتور "م.ح" عضو هيئة تدريس، على أن الرواتب لم تزد منذ عام 2015، وحتي الآن، متسائلاً: كيف تزيد المعاشات لأسر الأساتذة؟!

وأضاف: "نعاني من أزمة حقيقية نتيجة عدم زيادة الرواتب، وشبه انعدام للمعاشات بعد وفاتنا"، مشيراً إلى أن هناك أسر لأعضاء هيئة تدريس تشردوا من بعد وفاة والدهم، وهذا لا يليق مع الخدمة التي أفني عمره من أجلها وفي سبيل تعليم أبناء مصر.

وتابع، هناك أعضاء هيئة تدريس يتوفون في سنٍ مبكرٍ قبل زيادة رواتبهم أو حصولهم على درجة علمية أعلى، فبذلك يكون معاشهم شبه معدوم، الأمر الذي يستدعي أن يكون هنالك إجراءات عاجلة من أجل تحقيق الحياة الكريمة لأعضاء التدريس وأسرهم من بعدهم.

راتب 1972 لم يعد صالحاً

قال الدكتور محمد كمال أستاذ القيم والأخلاق بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، إن أعضاء هيئة التدريس وأسرهم يعانون من تردي شديد في النواحي المادية، موضحاً أن مرتب عضو هيئة التدريس الذي تم وضعه عام ١٩٧٢ لم يعد صالحاً للانفاق في عام ٢٠١٩ بعد مرور ما يقارب الخمسين عاماً.

وأضاف كمال، في تصريح خاص لـ"كشكول"، أن هناك انفاق جزء كبير من هذا المرتب على متطلبات العمل مثل الإنفاق علي الأبحاث ومصروفات السفر إلي جهة العمل، قائلاً "تزيد الصعوبة وتصل لدرجة الكارثة عند وصول عضو هيئة التدريس إلى المعاش حيث ينخفض المعاش ليصل إلى أقل من الحد الآدمي للأجور ويصبح راتب الأستاذ الذي أفني حياته في خدمة الجامعة يتراوح بين 1000 جنيه و1500 جنيه".

وأوضح الأستاذ بآداب كفر الشيخ، أن عضو هيئة التدريس يضطر إلى الاستمرار في التدريس حتى يحصل علي المعاش المكمل من الجامعة رغم وصوله لأواخر العمر، حيث يفترض أن تكون فترة الاستراحة من عناء العمل لعدة عقود.

وأشار كمال، إلي أن الكارثة تزيد عندما يتوفي عضو هيئة التدريس أثناء الخدمة حيث يقل  معاش المعيد والمدرس المساعد وحتي الأستاذ المساعد عن 1000 جنيه والتي لا تكفي أسرته للعيش علي الحد الأدمي لتصبح تحت خط الفقر، تعاني ما لا يعانيه أحد بسبب تفوق عائلها المتوفي وعمله كأستاذ جامعي.

رواتب لم تعدل منذ 6 سنوات

من جانبه، قال الدكتور عزت الخياط، رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة بنها، في تصريح سابق، إن المعاش الشهري لعضو هيئة التدريس بعد وفاته 1500 جنيه كحدٍ أقصى، حيث ينحدر الدخل أثناء حياته الذي كان يصل إلى 10 آلاف جنيه، مشيرًا إلى أن هذا الانحدار في الدخل يمكن أن يتسبب فى كوارث مجتمعية للأسر التي كان متوسط دخل العضو فيها 2000 جنيه على الأقل، مما يؤثر نفسيًا ومعنويًا على أسر أساتذة الجامعة المتوفين والذي يؤدي إلى تسرب الكثير من أبنائهم من التعليم لعدم كفاية ما يسد احتياجاتهم الدنيا.

وأوضح رئيس النادى أنه تم مطالبة الوزير لمقابلته ولم يقابل الطلب سلبًا أو إيجابًا حتى الآن ، منوهاً إلى أن الوزير قد كلف لجنة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية المختلفة لوضع جدول مالى لدفع مرتبات أعضاء هيئة التدريس التى لم تتحرك منذ 6 سنوات رغم انتهاء اللجنة من أعمالها وتقديم الجدول المالى المقترح ولكنه لم يرى الأمر بصيصًا من النور وكان مصيره الأدراج المغلقة.