الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

أستاذ قانون دولي: شخصية المحامي بالمسلسلات الرمضانية إهانة للمحامين

كشكول


قال الدكتور عادل عامر أستاذ القانون الدولي، إن صناع السينما قدموا شخصية المحامي بصور عديدة تختلف حسب حبكة الفيلم، وايضا حسب الفترة الزمنية اللي تم فيها الإنتاج، ففي الزمن الماضي لم يكن مقبولا ان يظهر المحامي كرجل فاسد، لأنه اولا وأخيرا رجل قانون! مهنة المحاماة كان لها نصيب الأسد من المسلسلات الرمضانية، العام الجاري،

 وأضاف عامر، أن لهذا السبب ظهرت شخصية المحامي في اغلب الأفلام القديمة بصورة طيبة، فهو رجل المبادئ الذي يدافع عن المظلوم وينصر الحق ويحقق العدالة، ذو شخصيه متزنة عاقلة، ينظر للأمور نظرة راجحة وغالبا ما يكون ذكي قادر على استنتاج الحلول لأغلب المشاكل، لكن مع مرور الزمن تغيرت الثوابت وصرنا نشاهد المحامي في السينما متمثلا في شخص فاسد، انتهازي،

وتابع عامر، قائلاً :"يستغل ثغرات القانون في تسيير امور غير مشروعة وغالبا ما يساند الفاسدين وهي طبعا صورة بعيدة تماما عن الصورة القديمة المعتادة، أن السينما كان لها رؤيتها الخاصة في تقديم شخصية المحامي والتي تبعد في كتير من الأحيان عن الواقع. وعندما تسأله عن تفاصيل أكتر لا تجد اجابة شافية مقنعة إلا ان أغلبهم رافض للصورة السيئة الفاسدة التي ظهر بها المحامي في بعض الأعمال، وفي نفس الوقت رافضاً لشخصية المحامي المتمسك بمبادئه على اعتبار انه لا مكان للمبادئ في الزمن الحالي. وبالنسبة لصناع السينما فالأعمال الفنية عامة لا ترمي الى انصاف مهنة معينة ولكنها تستخدم الجوانب الغنية في شخصية اي فرد لصناعة فيلم ذو محتوى جيد. بغض النظر عن المهنة. أو الشخص نفسه".


وقال أستاذ القانون الدولي، إن إبراز النماذج السيئة للمحامين هي انعكاس للواقع، رغم وجود نماذج جيدة وإيجابية لا يتم تسليط الضوء عليها، أن الصراحة في إظهار السلبيات هي أفضل طريقة لمواجهتها وتصحيحها، وإن المسلسلات الرمضانية التي تتناول شخصية المحامي بشكل سيء، تمثل إهانة للمحامين، خاصةً أن المشاهد التي يظهر فيها المحامي بشكل غير جيد ليست مهمة في السياق الدرامي.

وأشار عامر، إلي أن هناك عدد لا يحصى من المهن في هذا العالم، وهناك عدد قليل من المهن التي تتطلب التحدي والروح القوية، ومن هذه المهن مهنة المحامي. فكرة قضاء بقية حياتك في محاولة لتنظيف فوضى الأخرين تبدو غريبة بعض الشيء. هذا يجعل من مهنة المحامي مهنة مربحة للغاية، ولكن إذا لم يكن لديك الموهبة، فقد لا تلائمك.

وأوضح عامر، أن مسلسلات المحامين، أصبحت مؤخراً في مركز الحدث وبعض منها أصبح من المسلسلات الأكثر إثارة للاهتمام على التلفاز، فالمسلسلات التلفزيونية تسمح لنا برؤية الجانب الشخصي للمحامين وصراعهم مع الحياة، إليك قائمة أهم الدراما القانونية في قاعات المحكمة، معظم المسلسلات في هذه القائمة هي مسلسلات خطيرة تتناول بعض الموضوعات الثقيلة، أما هذا المسلسل فهو حالة خاصة تسيطر مهنة المحاماة على أحداث غالبية الأعمال الدرامية، حيث يجسد أبطال مجموعة من الأعمال دور المحامي هر بكثرة في سباق دراما رمضان هذا العام، شخصية المحامي أو المستشار القانوني، حيث صاغ معظم مؤلفي الدراما الرمضانية هذه الشخصيات في إطار يسيطر عليه الشر المطلق، والفساد المقنن لا يخفى على أحد أهمية مهنة المحاماة في المجتمع بالنسبة للأفراد والشركات والقطاعات الحكومية والسلطات في الدول، مما جعل من تلك المهنة أن تكون في طليعة المهن التي تتميز بتأثيرها الواضح في الواقع الاجتماعي.


وأوضح عامر، قائلاً "المحامي لا يقتصر دوره في الدفاع عن موكله بل يطال ذلك توعية مجتمعه وتوضيح ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، ومع الانفتاح والتطور وتعدد المجالات وكثرت الأنظمة أصبح المحامي لا يركز فقط على حقوق الأفراد بل معظم التخصصات إن لم تكن جميعها، فالمحامي لابد أن يكون على دراية تامة بالأنظمة واللوائح التنظيمية للمرافق العامة وفي الطب والزراعة والتجارة والمواصلات (الجوية، والبحرية، والبرية) وجرائم المعلوماتية والتكنولوجيا الحصرية وحقوق حفظ الفن والإخراج، والأنظمة المالية والعمالية والتأمينات .... إلخ، حتى بالنسبة للقضاء فالمحامي عند الترافع والتدافع يسهّل على القاضي تحديد موضوع الخلاف للنظر فيه واختصار الوقت وتحديد الحكم المناسب للقضية".


وتابع أستاذ القانون الدولي، قائلاً "المحامي (مدافع ومناصر) ويبحث عن مصالح موكله ويحل محله، والمدافع يشعر بمن يدافع عنه خاصة في الجرائم أو التهم المنسوبة، فالمتهم موقفه ضعيف غالبا ومضطرب وقد لا يستطيع إثبات براءته إن كان بريئا من التهمة، لأنه لا يحسن الترافع والتدافع ويجهل الأنظمة عكس المحامي الذي يشعر بموكله المتهم ويحسن التدافع والترافع والأنظمة"، مصيفاً "فمن هذا نستنتج أهمية المحامي بالنسبة للسلطة التنظيمية وسن الأنظمة والقوانين فالمحامي يشعر بالفرد ويشعر بالمجتمع ويشعر بمدى مراعاة الأنظمة للمصلحة العامة ومدى تكييفها مع المجتمع والقطاعات ومدى رضا الأفراد والشركات والقطاعات عن تلك الأنظمة والقوانين، فمن هذا المنطلق لا بد من وجود المحاميين والمستشارين القانونية والشرعيين في السلطة التشريعية والتنظيمية لسن الأنظمة واللوائح تماشيا مع المصلحة العامة وتكيّفها لكي تراعي حقوق المجتمع وتنال رضاهم واحترامهم وتطبيقهم للأنظمة التي تصدر ووضع عقوبات حازمة وعادلة لكل من يخالف الأنظمة واللوائح، مراعيا مبدأ مساواة جميع الأفراد أمام القانون والقضاء والمرافق العامة، فوجود المحامي مهم لأنه يعرف الحقوق والواجبات ويشعر بمجتمعه ويسن ما يناسب ويرضي المجتمع".

وأكد عامر، أن أهمية المحامي بالنسبة للدول والقائمين عليها وسياسة الدول في تعاملها مع شعوبها، ذكرت سابقاً أن المحامي يشعر بمجتمعه ويعرف الحقوق والواجبات، فهو بالنسبة للسلطة وسياسة الدولة سلاح ذو حدين فإن تقصير الدول تجاه الشعب يجعلها محل نقد من المحاميين، فتسعى الدول على السيطرة عليهم وتضيق آرائهم العامة، غالباً ونرى أن معظم المعارضين المؤثرين يكونوا ممن ينتمون الى مهنة المحاماة الواعيين بالحقوق والواجبات.


وأشار عامر، إلي أن مهنة المحاماة من المهن التي ظهرت منذ القدم وبصورٍ مختلفة، وهي اليوم من المهن المحترمة التي تملك وضعًا خاصًا في جميع الدول، وينضمّ جميع من يعمل بها تحت مظلّة نقابة المحامين التي تُنظمها وتضع لها بعض الشروط والقوانين اللازمة، خصوصًا أن المحاماة من ضرورات تحقيق العدالة، ولا تكون المحاكمة عادلة إلا بوجود من يُدافع عن المتهم ويتحدث بلسانه، ولهذا فإنّ نقابة المحامين تُراقب أداء أعضائها، وترفع من مستواهم الأخلاقي والمهني، وتُشرف عليهم، وترفع من مستوى هذه المهنة على جميع الأصعدة، مما يجعلها مهنة راقية تستند إلى المبادئ والإخلاص والأمانة، كما أنزها تحتاج إلى الحنكة والذكاء، والقدرة على ربط الأمور ببعضها البعض. تُتيح هذه المهنة اطّلاع المحامي على ملفات الدعوى والأراق القضائية، كما تسمح له بقراءة جميع البيانات المتعلقة بالقضايا التي سيباشر بالدفاع عنها، لهذا لا بدّ وأن يكون المحامي على قدر المسؤولية كي يكون ناجحًا في مهنته وقادرًا على مواكبة جميع الأحداث فيها، خصوصًا أنها مهنة متجددة، ولا يمكن أن تتشابه جميع القضايا مع بعضها، لذلك يجب أن يكون المحامي شخصًا يُمارس مهنته بشغف ورغبة كي يكون ناجحًا ومتميزًا، لأن الترافع في القضايا ليس أمرًا سهلًا، ويتطلب الجرأة والحزم أيضًا تعتبر المحاماة من المهن الحرة ذات المكانة المرموقة في المجتمع وهي تنهض بدور فعال في اظهار الحق وتبيانه ودعم حقوق الانسان وتقديم المعونة لجهات القضاء في جلاء الحقيقة، مما دعا البعض إلى أن يطلق على المحاماة القضاء الواقف.