الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

زيادة أعداد الطلاب بكليات الطب تثير القلق.. وإنذار "التعليم الطبي" يتصدى للتطبيق

كشكول


"الأعلى للجامعات": زيادة الأعداد بشروط والقرار في يد المجلس

خالد سمير: فكرة الزيادة مواصلة لسياسات التخبط وتجاهل المشاكل

هلالي: الزيادة ضد النظام الجديد للتعليم الطبي

مثلت الآراء المطروحة بشأن زيادة أعداد الطلاب بكليات الطب بالعام الجامعي الجديد 2019 – 2020، حالة من الجدل داخل أروقة المجتمع الأكاديمي، ورفض فكرة زيادة الأعداد في ظل العمل على تطوير التعليم الطبي حتى يتماشى مع النظم العالمية..

المجلس الأعلى للجامعات، بدأ خطوة تطوير التعليم الطبي بالجامعات بتعديل مدة الدراسة بكليات الطب، بعد إنذار المجلس العالمي للتعليم الطبي بأن عام 2023 الفرصة الأخيرة لتخريج طلاب من كليات الطب ولابد من اتباع نظام الدراسة الجديد للمجلس، تفادياً لعدم الاعتراف الدولي بخريجي كليات الطب المصرية وكأطباء.

تعديل سنوات الدراسة:

وافق مجلس الوزراء، بعد الاطلاع على قانون تنظيم الجامعات، على تعديل مدة الدراسة لنيل درجة البكالوريوس فى الطب والجراحة ليُصبح 5 سنوات بنظام الساعات أو النقاط المعتمدة وعامين امتياز، بدلا من 6 سنوات وعام امتياز بنظام المناهج، على أن يسرى ذلك على الطلاب الملتحقين الجدد اعتبارًا من العام الدراسى 2018 - 2019، ويعتمد نظام التعليم الطبي الجديد، على تقليل الأعداد وألا تزيد المجموعة عن 15 طالبا.

مشاكل الأطباء:

جاءت رفض فكرة زيادة أعداد طلاب كليات الطب بالجامعات، بأنها لن تكون الحل في العبور بأزمة عجز الأطباء، في ظل المعاناة من مشكلات أساسية، تتمثل في الوضع المادى ونقص التدريب المهنى وفرص العمل والسفر للخارج، وذلك حسبما أكده عدد من الأساتذة بكليات الطب بالجامعات.

30 كلية طب:
تضم الجامعات بجميع المحافظات، 30 كلية طب بشرى منها 20 كلية حكومية و6 كليات تابعة لجامعة الأزهر، بخلاف 3 كليات طب بالجامعات الخاصة، وكلية أخرى بالقوات المسلحة.

الزيادة بشروط:

ويقول الدكتور حسين خالد، رئيس لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، إن زيادة أعداد الطلاب مرتبط بالبنية التحتية للكليات ومدى استيعابها للطلاب، موضحا أن قرار زيادة الأعداد يختص به المجلس وأن القرار لم يحسم حتى الآن.

وكشف رئيس لجنة القطاع الطبي بـ"الأعلى للجامعات"، عن  أن المجلس يدرس العمل بشهادة "البورد المصرى" في للدراسات العليا، حتى يستطيع الخريج استكمال دراسته فى الداخل دون الحاجة إلى السفر للخارج وتوفير ما يلزم لذلك.

ضد النظام الطبي الجديد:

رفض الدكتور حسن هلالي، الأستاذ بجامعة الأزهر، زيادة أعداد المقبولين في كليات الطب، مؤكدا أنها ضد ما ينادي به نظام التعليم الطبي الجديد.

وأشار إلى أنه في جميع دول العالم الدفعة حوالي 100 طالب تقسم إلي مجموعات كل مجموعة 15 طالبا، ويتم توفير القاعات وكل الوسائل التعليمية العصرية لهذه المجموعات الصغيرة حتى يتعلم الطالب من أستاذه "الطب" علي أصوله في هذه المجموعات الصغيرة التي يستطيع الأستاذ حفظ أسماء طلاب المجموعة ويتعلم الطالب من أستاذه تعليم مباشر وجها لوجه.

ويشير الأستاذ بجامعة الأزهر، إلى أن النظام الجديد لكليات الطب قلل مدة الدراسة النظرية إلي 5 سنوات فقط تعقبهما فترة امتياز مدتها عامين علي أمل أن ينال الطبيب فيهما تدريب أكثر علي المرضي، موضحا أنه إذا تم الاكتفاء بالشكل دون المضمون وزادت الأعداد كما يطالبون لتصبح مجموعات كبيرة كما كانت في النظام التعليمي السابق والاكتفاء بأن يكون طبيب الامتياز كما هو blood carrier سيتم فقد عام من الدراسة الطبية للطبيب والتي حتما ستؤثر علي مستواه.

 
حالة التخبط:
وفي نفس السياق، أكد الدكتور خالد سمير، أستاذ الطب بجامعة عين شمس، أن ما يتم تداوله الآن بشأن زيادة أعداد الطلاب بكليات الطب، يمثل حالة من التخبط، في السياسات، مؤكدا أنه لا يوجد طريقة علمية لتلبية احتياجات مصر من الأطباء وهناك زيادة في أعداد الطلاب سنويا تصل إلى 11 ألف طالب خريج سنويا.

كما أكد سمير، أن الكثافة العديدة في الطلاب تؤثر بالسلب، مشيرا إلى أن نظم التعليم الطبي في العالم تصل لـ200 طالب وفى مصر يصل لـ10 آلاف طالب، ولا يوجد تعليم حقيقي ونظري ليس به مهارات إكلينكية خاصة في ظل الأعداد الرهيبة بخلاف مشاكل أخرى، والخادع في كلمة التعليم المجاني والتكلفة التعليمية، ودول العالم توم بصرف 20 ألف دولار على الطالب سنويا وتقديم تعليم حقيقي يساعد في تطوير سوق وسد عجز سوق العمل.
ويشير سمير، إلى أن التفكير في زيادة الأعداد يزيد من الضعط على الكليات المكدسة من الأطباء، مع قلة الموارد وتفريغ الاساتدة بخلاف المشاكل الإدارية فى الربط بين الكلية وبين المستشفيات.