الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

رئيس جامعة النهضة لـ"كشكول": "طارق شوقي زي رفاعة الطهطاوي" .. و"عبد الغفار" رجل المرحلة بالتعليم العالي

كشكول

الملاحي: كليات الزراعة المصرية الأعلى مستوى في العالم.. ونستعين  بخبراتها لإنشاء "الزراعة والتصنيع الدوائي"

: ننتظر موافقة بدء تشغيل كلية الطب من التعليم العالي.. وانتهاء أعمال تطوير مستشفى المعلمين بـ 850 مليون جنيه يناير المقبل

لـ"طارق شوقي": "أنت زي ما رفاعة الطهطاوي له الفضل الأول لتنوير عقول شباب مصر.. فأنت مع سيادة الرئيس الفضل في نقل التعليم في مصر نقلة حضارية"

:السوق الإفريقي واعد للغاية في ملف الوافدين.. بدأنا بنيجيريا ونحلم بنسبة 10% لمصر

"قرابة عام دراسي أحدث طفرة هائلة داخل أول جامعة خاصة في صعيد مصر، فجاء بفكر الوافدين داخل الحرم الجامعي حتى استطاع أن يجذب الطلاب الأفارقة خاصة دولة نيجيريا داخل بني سويف تحديدًا، كما أنه يعمل تكامليًا مع سوق العمل بشكل فعال وسريع، وعن خدمة المجتمع استطاع مع قيادات المحافظة أن يدمج المجتمع الأكاديمي فيما يخدم البيئة المحيطة"؛ إنه الدكتور حسام الملاحي، رئيس جامعة النهضة ببني سويف.

يسرد الملاحي في حوار صحفي خاص لـ "كشكول"، خارطة عمله المقبلة في الجامعة ومستوى الخريج وما يحدث بالمحافظة وخاصة القطاع الطبي.. وإلى نص الحوار؛؛

اتبع عدد من رؤساء الجامعات المصرية وتحديدًا الحكومية طريقة التواصل مع الطلاب عن طريق السوشيال ميديا سواء حساب شخصي أو صفحة رسمية، كيف تجد ذلك؟، وهل تتبعون هذه الطريقة؟

الحياة مع الطلاب من أهم الأشياء في المجتمع الأكاديمي منذ طويل، يمكن أن السوشيال ميديا ساهمت في ذلك، ولكن العلاقة المباشرة بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب أراها مهمة، لأن واقعها أشد؛ لأن رسالة الجامعة وجميع الجامعات ليست التعليم فقط، ولكن التعليم والتوجيه وإرساء الأخلاق والمبادئ والقيم الحميدة، هذه الحياة لن تأتي من خلال السوشيال ميديا فقط، ولكن بالعلاقة المباشرة و"عينا على الطالب طول ما هو في الحرم الجامعي".

معنى هذا أنكم لا تعتمدون على السوشيال ميديا؟

بالطبع لا، فنحن نعتمد على السوشيال ميديا أيضًا، ولدينا كتيبة كاملة وظيفتها الأساسية أنها تكون متاحة عبر الإنترنت طوال الوقت من أجل الطالب.

من وجهة نظركم أن التابلت من الممكن أن يحل مكان الأستاذ؟

صعب جدًا أن يحل التابلت محل الأستاذ؛ لأن الأستاذ هو من يضع جميع المعلومات الخاصة به العلمية في التابلت، لكن تلك المعلومات سواء مكتوبة أو بالتقنيات الحدثية مثل 3D والأنيميشن وغيرها لن تكون معلومات بحتة  دون الرجوع للأستاذ، فالطالب يحتاج إلى التواصل مع الأستاذ لفهم ما يقصده وتبسيط المعلومة للطالب، التعليم الجامعي لا يعتمد على المحاضرة فقط ولكنه يعتمد على المحاضرة والمشاهدة، والمشاهدة تتم في السكاشن بصورة رئيسية، والآن التابلت بجانبها، والذي سيسهامان في جودة تعليمية أعلى، ولكن لن يتم الاستغناء عن الأستاذ الجامعي.

بم يختلف طالب جامعة النهضة عن نظرائه ويميزه؟

ليس موضوع تميز، ولكن نوع من التكامل، والعلاقات بين الجامعات ونقل الثقافات، ونحن هنا في منطقة صعيد مصر نحن مزج طلابنا مع جامعات أخرى للتعلم من بعض، والتعارف وتواصل الأجيال في محافظات مصر المختلفة، ونحن في الحقيقة حريصين للغاية على التبادل الطلابي سواء داخل أو خارج مصر، سواء قدوم طلاب من الخارج إلينا أو سفر طلابنا إلى الخارج، وهذا يتم في فترة الأجازات، وهذه رسالة للطلاب بأننا مجتمع واحد مترابط ومتكامل وهذه هي الحياة.

في الستينيات والسبعينيات.. كان هناك باسبور للطالب المصري للسفر خلال أجازته الصيفية لإحدى الدول وخاصة العربية، هل لازال ساري هذا الأمر أم لا؟، ولماذا؟

موجود بالفعل، اعتقد كانت هناك فترة أن صلاحية الباسبور لمدة عام، ولكن الباسبور لمدة 7 سنوات، وهو باسبور عادي وليس باسبور طلاب، ولكنه لا يمنح تصريح سفر إلى الخارج بسبب أداء الخدمة العسكرية "للطلبة" إلا لفترة زمنية معينة وبعض التعليمات الخاصة بهم حتى انتهائهم من الخدمة العسكرية، أما بالنسبة للطالبات فلا يوجد أي مشكلة لديهم للسفر في أي وقت.

سوق العمل يتغير باستمرار ومع تغير المسميات الوظيفية تغيرت معه المناهج، كيف تساير الجامعة هذا؟

علاقة الجامعة بسوق العمل هامة للغاية، من أهم معايير ارتفاع تصنيف الجامعات عالميًا، هي علاقة الجامعة بسوق العمل، وهذا ما نجهز أنفسنا له حاليًا، لأن التنافس بين الجامعات محمود ومطلوب، التنافس يعتمد على إعطاء المادة العلمية بشكل مبسط وفي الوقت ذاته قوية، وتأسيس شخصية الطالب ثم مشاركة الخريج في إيجاد فرصة عمل له، ومتابعته في عمله، لمعرفة احتياجته داخل وظيفته، لذا يجب أن يكون للجامعة دور فاعل، ونحن نجهز مركز تطوير سوق العمل للخريج في المرحلة المقبلة.

تفاصيل مشاركة الجامعة بمبادرات الرئيس "صنايعية مصر، حياة كريمة، 100 مليون صحة"؟

الجامعة في الحقيقة عملت حاجات كتير، خاصة أنه من الدور الرئيسي والأصيل للجامعة تنمية المجتمع المحيط بها، فعلى سبيل المثال محافظة بني سويف بها 6 مراكز وبها 6 وحدات صحية، وتلك الواحدت الصحية كانت تحتاج مبالغ ضخمة لتطويرها من أجهزة ومعدات، ونحن قمنا بتوقيع اتفاقية بين الجامعة ومحافظة بني سويف، لتطوير الـ 6 وحدات الصحية بالكامل كما ينبغي أن تكون، لتنفيذ مبادرات الرئيس واستمراريتها، لأن وفق نص الاتفاقية أننا سنطور الوحدات على أعلى مستوى أي مكان المبالغ المطلوبة، وصيانة تلك الأجهزة واستمرارية الخدمة المقدمة للمجتمع.

أما عن الدور المجتمع، نحن نحاول تقليد الرئيس عبد الفتاح السيسي في سعيه لتطوير هذا المجتمع، وفق منطقتنا في بني سويف، حيث تم رسم لتطوير كورنيش بني سويف، ورسم لتطوير ميدانيين ببني سويف، وساعدنا في هذا الأمر محافظ بني سويف، ونريد أن نوضح أمرًا أنه من حسن محافظة بني سويف وجود رجل مثل المستشار هاني عبد الجابر، لأنه يعلم جيدًا ما هي مهام المحافظ، ولا يألوا جهدًا نحو محافظته، وهذا ما يساعدنا في الحقيقة لتقديم خدمتنا للمحافظة بكل سهولة ويسر، والحقيقة ما فعلنا كان له مردود جيد جدًا، حيث استنفر المجتمع البني سويفي للعمل من أجل محافظته، حيث بدأ يتبارا كل من المصانع والشركات ورجال الأعمال وأعضاء مجلس الشعب بالمحافظة من أجل تطوير المحافظة سواء في الميدايين أو الخدمات المقدمة.

كما لدينا خطة شراكة مجتمعية بين الأساتذة والطلاب والمجتمع في فترة الأجازة الصيفية؛ لتقديم أنشطة كثيرة، حيث أن الجامعة ستشارك في تطوير البنيان والإنسان، لدينا أساتذة متخصصين في التنمية البشرية لتنمية الشخصية لدى الطلاب، وفي فترة الصيف سيكون هناك دورات في دواوين المحافظة في هذا الشأن، ونضيف لذلك أننا سنعمل على مناقشة ما يحتاجه المجتمع وما نستطيع فعله سنفعله فورًا.

ماذا عن إنشاء كلية الزراعة؟

بالفعل أخذنا 25 فدانًا بجوار الجامعة، سيتم تطوير تلك الأراضي لبناء كليات جديدة، وعلى رأسها كلية الزراعة للتصنيع الغذائي، وهي عبارة عن برامج دراسية، ومن المقرر أن يكون هناك اتفاق مع جامعة أجنبية عالمية في هذا المجال، مع الأخذ في الاعتبار أن كليات الزراعة في مصر من أقوى الكليات على المستوى العالمي، لدينا أساتذة لديهم قدر عالي من العلم خاصة في هذا المجال، ولكن لا يتم استغلالهم  بالقدر الكافي، ومن ثم سيتم الاستعانة بهم في خطتنا.

هل الـ 25 فدانًا خاصة بكلية الزراعة فقط؟

لا سيكون هناك كليات أخرى، مثل كلية الفنون الجميلة، وكلية الألسن ولكنها ستكون عبارة عن برامج دراسية على أن تكون الكلية تخصصية وبطريقة مختلفة عن المعهود عنها، وفق ما يحتاجه سوق العمل، فعلى سبيل المثال إذا احتاج سوق العمل مرشد سياحي متحدثًا اللغة الأسبانية، أو مهندس متحدث اللغة الألمانية.

يعني هذا أن كلية الآلسن ستكون بينية؟

بالفعل، أن التخصصات تحتاج إلى لغة، وهذا ما يحتاجه سوق العمل، ومن ثم سيكون هدفنا.

إلى أين وصلتم في إنشاء كلية الطب بعد توقيع الاتفاقية مع فيينا والمستشفى الجامعي؟

منتظرين الإذن من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ببدء التشغيل، حيث أن الكلية كاملة على أكمل ما يكون، وعلى أعلى ما يكون، ولدينا مستشفى جامعي بالفعل داخل الحرم الجامعي وتحديدًا في نهاية الجامعة، سنبدأ بها، حيث تتكون من 15 سريرًا، وغرفتين عمليات "صغيرة، وكبيرة"، وغرفتين عناية مركزية، و4 عيادات خارجية، سنبدأ بهذه المستشفى، ولكن في شهر يناير المقبل سنكون انتهينا  من تطوير مستشفى المعلمين برقم يتجاوز قرابة 850 مليون جنيه، بها 150 سريرًا، و6 غرف عمليات، و16 غرفة عناية مركزة، بخلاف كل التخصصات في العيادات الخارجية، ومن المقرر أن تكون تلك المستشفى نقلة نوعية في صعيد مصر والصعيد الطبي.

ماذا عن جزء التشريح في كلية الطب والجثامين التي سيتم الدراسية عليها؟

نحن نعمل على شقين، أولهما على محور الجثث التي تأتي ستيم استيرادها من فيينا، وفق الاتفاقية الموقعة معهم، نحن لا نملك السلطة المطلقة في إدارة الكلية حيث هناك شراكة ثنائية بيننا وبين كلية طب فيينا، وهي حافلة في تاريخها العلمي، وسيتم إدارة كلية طب النهضة كما لو كانت في فيينا تمامًا، وتلك الجثث ذات صلاحية عامًا واحدًا، أما الشق الثاني وهو المعامل الحيوية، وهي معامل بها الجثث بطريقة الـ  3D مما يسمح للطلاب لدراسة الجثث على الطاولات الإلكترونية وكأنها حقيقة.

مع تواجد العديد من الجامعات الخاصة والحكومية والأجنبية والأهلية، كيف تجد تلك المنافسة؟

هذا أمر صحي أن يكون في دولة مثل مصر جميع أطعمة العلوم المختلفة، التنافس حميد للغاية ويؤدي إلى تطوير التعليم في مصر، نحن منذ قرابة 15 عامًا كنا نطالب بوجود هيئة ضمان الجودة من أجل إجبار الكلية بأن تكون جيدة، وعند انتهاء أعمال الفحص وإعطاء الاعتماد يبدأ المستوى في تدني مرة أخرى، فإذا لم يكن هناك إحساس المؤسسة في حالة تنافس وصراع مستمر مع نفسها ومع نظرائها سيتدنى مستواها في النهاية، فوجود  الأشكال المختلفة للتعليم في مصر سواء حكومية أو خاصة أو أهلية أو أجنبية سيجعل الجميع يعمل من أجل تطوير أنفسهم، وفي النهاية سيصب ذلك في مصلحة الطالب والمجتمع.

تواجد جامعات بالصعيد حاليًا هل سيؤثر على الإقبال بالجامعة؟، وكيف ستنافسون؟

بالطبع سيحدث تنافس، أما عن الإقبال فليست هي الهدف، لأنه بالنسبة أعداد الطلاب في مصر، فمصر تحتاج إلى ضعف أعداد الجامعات التي لديها بالكامل لاستيعاب الأعداد التي تأتي من التعليم ما قبل الجامعي التي لا تجد مقاعد كافية لهم في الجامعات.

هل من الممكن أن نجد فرعًا للجامعة في إحدى المحافظات؟

الحقيقة أنه حتى الآن قانون الجامعات الخاصة لا يسمح بفروع، اعتقد أنهم سيبدأون في الموافقة على ذلك.

هل تجد أن أفرع الجامعات أمر صحي؟

بالطبع، ففي جميع العالم نجد فروع للجامعات مثل باريس 1،2، 3وغيرها.

كيف تجد دخولنا لعصر الذكاء الاصطناعي وهناك جامعات تقر المقررات النظرية؟

أنه لابد أن نخرج من بوطقة النظري وحشو المعلومات والحفظ، لأن  تلك الطريقة ستجعلنا متخلفين عن باقي الدول، في الحقيقة أنا أثمن تجربة الدكتور طارق شوقي في التعليم، وادعوا الله أن يوفقه في هذه التجربة، وهي ليست حلم صعب المنال، فهي تحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع، وتغيير فكر المجتمع عن التعليم، وأوجه كلمة إلى الدكتور طارق: "ربنا يكتبلك التوفيق في هذه التجربة، أنت زي ما رفاعة الطهطاوي له الفضل الأول لتنوير عقول شباب مصر، فأنت مع سيادة الرئيس الفضل في نقل التعليم في مصر نقلة حضارية تتماشى مع يحدث عالميًا".

وإذا تجربة التعليم ما قبل الجامعي كتب لها النجاح، نستطيع أن نقارن رفاعة الطهطاوي عندما جاء إلى مصر وطور في عقول شباب مصر وينيرهم، وأصبح هناك عصر التنوير، النهاردة الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور طارق شوقي بينقلوا مصر إلى نقلة نوعية التي كانت مصر تأخرت فيها، والمفترض أننا نكون مع مقدمة العالم؛ لما نحمله من تاريخ في العلوم أمام العالم، فلا يصح أن نكون عاملين  بطريقة أبجد هوز.

وماذا عن المقررات الجديدة لدى الجامعات مثل التفكير النقدي والمنطقي وحقوق الإنسان وغيرها؟

ليس عيبًا، ويجب أن نفرق بين التعليم والثقافة، فهناك متعلم غير مثقف، وهناك مثقف غير متعلم، وهناك متعلم مثقف، والأخير هو الأفضل، ثم يليه المثقف؛ لأنه أفضل من المتعلم الجاهل، لأنه جاهل بتاريخه ودينه بالجغرافيا والثقافة العامة، وهو من السهل أن يلعب في عقله، لذا نجد التطرف لأنه عدم الثقافة، لأنه متعلم ولكنه جاهل في ذات الوقت فهناك من يحركه وفق معطيات معنية مثل تفجير أشخاص من أجل الحصول على الجنة، لذا المتعلم المثقف لديه حصانة فهو الحصان الذي نراهن عليه، فهو يعلم ماذا يفعل أمام المجتمع.

لذا الإجابة على سؤالك أن العلاقة بين تلك المقررات والجامعة مطلوبة، ولكن كيفية إعطائها للطلاب، فإذا ستعطي للطلاب بطريقة نظرية بحتة وحفظها للامتحان ليس مطلوب، ولكن نفكر بطرق أخرى، فلا يوجد في العالم ما يسمى بالنظري، ولكن نراها على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال كلية الإعلام ليس إعطاء المقرر الدراسي فقط من أجل أن يكون مذيع أو مخرج، فأصبح لدينا طرق لتدريس تلك المواد، مثل إعطاء المحاضرة في الحديقة أو الأستوديو أو الراديو؛ لتطبيق المعلومات فعليًا، وكذلك استقطاب من يعمل ف الحقل الميداني.

كيف تجد تدريس الموسيقى في الجامعات؟

الموسيقى أو الفن بشكل عام هي مهارات داخل كل إنسان، فأنا مؤمن بأن لدى كل فرد منا موهبة، فمنهم من استطاع أن يكتشفها والبعض لم تسعفهم الظروف لاكتشافها، ونحن في جامعة النهضة تحت قيادة الدكتورة دلال أبو العلا، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، عملت على تصنيف الطلاب وفق مهاراتها، مثل الموسيقى والشعر والرسم وغيرها من أنواع الفنون، لأن الفنون هي غذاء الروح، لأن الإنسان لا يستطيع أن يحيا بدونها، فهي هامة جدًا لاستمرارية الحياة، لأن بدونها تكون الحياة جافة وصحراوية للغاية.

هل سنجد كلية للتربية الموسيقية بالجامعة؟

فالمرحلة الحالية سنكتفي بأكاديمية سليم سحاب والأنشطة الفنية ومسرحية بالجامعة، لأنها تفرز العديد من الموهبين بالجامعة، حيث أننا  في الفترة الأخيرة اتفقنا مع الدكتور أشرف ذكي، نقيب الممثلين، على زيارة الجامعة وتحديدًا الفريق المسرحي بعد أعمال تطويره، وإعطاء النصائح واكتشاف المواهب لدينا، ونحن لا نريد أن يكون في بوطقة كلية ولكن ينفتح على المجالات الفنية والثقافية.

لماذا بدأتم بالوافدين عند توليكم المنصب رئيسًا للجامعة.. ولماذا توجهتم إلى إفريقيا مباشرة؟

سوق الوافدين كبير للغاية، وهناك دول عظمى تتنافس عليه، أحيانًا بتتدخل في سياسيات عن طريق منظمات دولية حول ما يخصها في ملف الوافدين، الموضوع أكبر من طالب يأتي ويذهب، فعلى سبيل المثال دولة مثل بريطانيا لديها عائد 33 مليار جنيه استرليني من الوافدين، فلابد أن تحارب من أجلهم، فهذا الملف هو الدخل الثاني للمملكة المتحدة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يدخل لها عائد أكثر من 400 مليار دولار من الوافدين، فلابد من تدخلها، فالوافدين لا يقلوا أهمية عن مجالات الصناعية والزراعية وغيرها.

الوافدين لدى بلادهم تعليم منظم وجيد للغاية أيضًا، نحاول أن نوجده في مصر، ولكن الرسالة التي كنت أسعى أن أوصلها أمام العالم أجمع أن تجربة التعليم في مصر تجربة جميلة جدًا وقوية جدًا، نعم تحتاج لبعض من الإيضاح مع الحفاظ على مبادئنا وعاداتنا، ولابد أن يكون لدي مرونة في الأسواق المختلفة، العالم كله كان يعمل على السوق العربية، ومن بينهم مصر، ولكن في السنوات السابقة وتحديدًا في الـ 30 عامًا السابقة، تدنى مستوى التعليم بشدة، ولم يتم الاهتمام به، وكان من ضمن الإهمال ملف الوافدين.

كان سعر الطالب الوافد في مصر خلال تلك الفترة وتحديدًا من عام 1981 لم يتحرك أو يفكر أحد في تحريكه، حيث كانت المصروفات الخاصة بهم لا تتعدى الألفين دولار فقط في السنة، في حين الأردن والمغرب كانت المصروفات السنوية للطالب الوافد الواحد تتراوح من 8 آلاف إلى 15 آلاف دولار، وكان التعليم في الدولتين لا يقلوا عن التعليم في مصر، لذا كان لابد من أخذ موقف حاسم وسريع.

فقبل أن آتي رئيسًا للجامعة وخلال عملي في الوزارة رفعت سعر الطالب الوافد من 2000 دولار إلى 6 آلاف دولار حتى وصل ما بين 12 ألف إلى 15 ألف دولار، وكانت القادة السياسية مستجيبة بسرعة شديدة لنا، وتحملنا المسئولية وجودنا الخدمة، وزاد أعداد الوافدين من الدول العربية في السنوات الأربع الماضية، فالسوق العربية سوق مستهدف لجامعات مصر.

العام المنصرم حدث بعض المتغيرات في ملف الوافدين، فلم يصبح السوق العربي واعدًا في هذا الملف، لذا كان لابد أن يكون هناك توجه أخر سريع، ووجدنا أن نيجيريا يخرج منها مليون طالب وافد للعالم في مرحلة البكالوريوس، ولم نكن مهتمين بهذا الملف فلم نحصل على هؤلاء الطلاب من الإجمالي سوء ربع بالمئة، والسودان كانت تحصل على 12%، وموريتانيا 20%، وأمريكيا 20 %، وباقي الدول تحصل على باقي النسبة، لذا من أهدافي أن نصل إلى 10 % من نسبتهم، واعتقد أن إدارة الوافدين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقيادة الدكتورة رشا كمال، تجتهد في هذا الشأن.

ونحن فعلنا إجراءات في استقطاب الطلاب الوافدين من إفريقيا وخاصة نيجيريا، منها خفض الحد الأدنى لهم، لأن الأول في نيجيريا مجموعه 75%.

ويعني هذا أنكم مع تخفيض الحد الأدنى لنسب القبول للطلاب الوافدين؟

نعم بالفعل، وقد قوبلت بهجوم شديد وحرب أثناء تقدمي بهذا الاقتراح في البداية، فقصة المجموع في مصر " فهو من ضمن العوامل، فالمجموع يعطي فرصة أي كان الرقم بأنه يقدم فرصة أداء اختبارات القبول في الجامعات وبعدد معين من التجارب مثل 5 تجارب في بعض الدول،  أو المواد المؤهلة، فالجامعات الخارجية تقبل الطلاب وفق مواهبه وقدراته وليس المجموع، ولكن تغيير طريقة المجتمع في يوم وليلة صعب للغاية، لكن قدرنا أن ننجح في خفض الحد الأدنى لقبول الطلاب الوافدين لرقم غير مسبوق فقد وصلنا إلى 58% في الطب، لأن الطالب الوافد لا يعنيني مجموعه ولكن تأهيله هنا.

هل هذا يعني أن مستوى التعليم في تلك البلاد متدني؟

لا بالطبع، ولكن السؤال هنا هل من الصحيح أن يكون الطالب حاصل على 100% كما يحدث هنا في مصر؟، وكان نتيجة ذلك أن الفرقة الأولى بكليات الطب بالجامعات المصرية نتائج امتحاناتها سقوط نسبة 20% من الملتحقين بها، وهي شرائح حاصلة في الثانوية العامة بجاميع عالية، لأنهم اعتادوا على الحفظ والتلقين في المواد ويتم وضعها في الامتحان ثم ينساها، وهذا ما يحاول محاربته الدكتور طارق شوقي بتغيير منظومة الحفظ بالكامل إلى المسار السليم.

متى نرى جامعة النهضة داخل التصنيفات العالمية وكذلك باقي الجامعات الخاصة؟

أولًا الجامعات الخاصة بدأت تدخل في التصنيف العالمي مثل الألمانية والبريطانية، والتصنيفات العالمية متنوعة للغاية، وهناك تصنيفات لا يمكن الدخول بها لعدم مؤامة تقاليدنا وثقافتنا، ولكن هذا لا يعني أننا لن ندخل التصنيف، بل سندخل، فجميع الجامعات الخاصة والحكومية تسعى لدخول التصنيف، ومصر لديها قرابة 10 جامعات في التصنيفات وهذا رقم جيد للغاية، أما نحن في جامعة النهضة سنعمل في هذا المسار.

لو جامعة النهضة كانت في دولة غير مصر، أين ستكون من وجهة نظركم؟، ولماذا؟

أريد أن تكون في مصر أيضًا، ولكن من الممكن أن تكون داخل عمق صعيد مصر، ونشارك أولياء الأمور في تربية أولادهم والمحافظة عليهم، وتكون الجامعة بيتًا لهؤلاء الطلاب، والصعيد متاح ذلك.

من ترشحه خلفًا للدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي؟

أولًا مصر ولادة في الحقيقة، ولكن شخصيًا لا أرى سوى الدكتور خالد عبد الغفار، يصلح لقيادة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

لماذا لم تشارك الجامعة في مؤتمر اتحاد الجامعات العربية الـ 52؟

نحن مشاركين في الاتحاد، وندفع ما علينا، ومن أوائل من يدفعون اشتراكاتهم، ولكن كانت هناك مصادفة بأن كان هناك لدينا وفدًا من جامعة فيينا من أجل متابعة أخر تطورات كلية الطب، ونؤكد أننا داعمين للاتحاد ولتواجد الدكتور عمرو عزت سلامة على رأس الاتحاد.