الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"كشكول" يحقق في أزمتي ارتداء النقاب وإجبار الطلاب على الصلاة داخل المدارس

كشكول

حالة كبيرة من الجدل أثارتها مجموعة من الصور التي التقطت بالتزامن مع بدء العام الدراسي، وتُظهر خلالها 5 مدرسات منتقبات في طابور إحدى مدارس كفر الشيخ، وأخرى لمجموعة من التلاميذ يؤدون الصلاة في فناء مدرسة ببني سويف، بشكل يوحي بأنهم «مجبرون».

ومما ضاعف القلق في نفوس أولياء الأمور، أن المدرسة التي أجبر العاملون بها التلاميذ على الصلاة، ضمن مدارس جماعة الإخوان المتحفظ عليها، بجانب دفاع المدرسات المنتقبات عن انفسهن بأنهن لا ينشرن الفكر المتطرف، والاعتماد عليهن  بسبب العجز في أعداد المدرسين.  

«كشكول» يرصد آراء أطراف الأزمتين في السطور التالية.

1- «التعليم»: المنتقبات ممنوعات من التدريس بقرار وزاري.. وكتيب يحدد «الزي المناسب» قريبا

كشفت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، إن واقعة ظهور 5 مدرسات منتقبات في طابور الصباح، حدثت في مدرسة «المدينة المنورة».

وقالت مسئولة «التعليم»، لـ«كشكول»: «عندما جئت إلى كفر الشيخ فوجئت بوجود عدد من المعلمات والمديرات المنقبات، ما أثار لدي العديد من علامات الاستفهام بشأن عودتهن للتدريس مرة أخرى، رغم القرار الوزاري بتحويلهن للأعمال الإدارية».

من جهته قال الدكتور محمد عمرو، نائب وزير التربية والعليم لشئون المعلمين، إن هناك قرارا وزاريا أصدره الدكتور حسين كامل بهاء الدين، الوزير الأسبق، عام 1995، بمنع المعلمات المنتقبات من التدريس، ومنع الطالبات أيضا من ارتداء النقاب، موجها بإحالة أي معلمة منتقبة إلى الأعمال الإدارية، بعد التحقيق معها.

وأضاف «عمرو»: «هذا القرار لم يتغير حتى الآن، إلا أن العجز فى أعداد المعلمين، جعل الإدارات تستعين بالمدرسات المنتقبات»، مختتماً: «الوزارة تستعد لإصدار كتيب جديد يحدد الزي المناسب للمدرسين والطلاب، سيعلن قريباً».

وتجدر الإشارة إلى أن اللواء عبد المجيد صقر، محافظ السويس، منع ارتداء النقاب بمدارس المحافظة، وقال خلال جولته على المدارس فى بداية العام الدراسى الجديد: «ممنوع دخول أى معلم أو معلمة غير ملتزمين بارتداء الزي المناسب لأداء وظيفتهم.. يمشوا من برا برا اللى مش مهندم ميدخلش، وممنوع منعاً باتًا النقاب أو اللحية أو بث أفكار سامة بين الطلاب، واللي هيعمل كده أقسم  بالله ما هسيبه».

منتقبات: لاننشر الفكر المتطرف.. والمدارس الخاصة: لا نقبلهن

في المقابل، قالت «دعاء. ج»، مدرسة منتقبة بإحدى المدارس التجريبية في العباسية، إن وزارة التعليم أصدرت قرارا قديما بمنع ارتداء النقاب في المدارس، لكن المسئولين الآن لا يجرؤون على تنفيذ ذلك القرار، بسبب العجز فى المعلمين، موضحة: «إحالتنا للأعمال الإدارية ستزيد أعداد العمالة، في الوقت التي تسعى فيه الدولة لتقليلها».

وأضافت المنتقبة، لـ«كشكول»: «المعلمات المنتقبات لا ينشرن أفكارا متطرفة في المدارس، ويعملن بشكل طبيعي، والنقاب مش مقياس ممكن جدًا واحدة لابسة عادى وتنشر أفكار هدامة».

وأشارت إلى إلى أنها تخلع النقاب أمام طلاب رياض الأطفال وطلاب المرحلة الابتدائية حتى لا يصيبهم الخوف، لكنها ترتديه أمام طلاب المرحلة الإعدادية.

وتابعت: «حتى هذه اللحظة لم يصدر قرار رسمي من وزارة التربية والتعليم بخلع النقاب داخل المدارس الحكومية، وحال إصدار قرار مثل هذا فسنجلس في بيوتنا».

من جانبه، قالت دعاء فوزي، إحدى المعلمات المنتقبات، إن معظم المدارس الخاصة ترفض تشغيلهن، لأن إدارات تلك المدارس تهتم بالشكل، معتبرة أن نقابها لا علاقة له بأفكارها.

في السياق ذاته، قال بدوي علام، نائب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، إن إدارات المدارس الخاصة لا تقبل أي مدرسة منتقبة، مؤكدا: «تخلعه ع الباب قبل ما تدخل المدرسة».

وأضاف «علام»، لـ«كشكول»: «الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التعليم الأسبق، منع النقاب أيضا، بذات القرار الوزاري الصادر عام 1995 بحظر ارتدائه على الطالبات أو المعلمات»، لافتا إلى أنه لا يعرف مدى تطبيق القرار في المدارس الحكومية، لكن الخاصة ملتزمة به.

3- الوزارة: نسمح بـ«الصلاة» بشرط «عدم الإجبار»

عن صورة «صلاة الجماعة»، قال فاضل محمد فاضل، مدير التعليم الخاص بمديرية التربية والتعليم ببنى سويف، إن مدرسة «الأوائل» الخاصة التي التقطت فيها الصور تتبع مدارس «30 يونيو»، المتحفظ عليها ضمن ممتلكات الإخوان، وتديرها لجنة تابعة لمديرية التربية والتعليم، وتخضع للإشراف المالي والإداري للدولة.

وأضاف «فاضل»، في تصريحات صحفية، إن العاملون بالمدرسة اعتادوا منذ سنوات على جعل التلاميذ يؤدون الصلاة في «الفسحة».

وفى مثل هذا الوقت من العام الدراسي الماضي، أثيرت ذات القضية عندما تم تداول شائعة بأن الوزارة تمنع الصلاة داخل المدارس، وحينها أعلن أحمد خيري، المتحدث باسم الوزارة أن هناك تعليمات صارمة من دكتور طارق شوقي لجميع المديريات التعليمية بعدم منع أي طالب من الصلاة داخل المدرسة، مؤكدا أهمية غرس القيم الدينية للدين الإسلامي والمسيحي في أبنائنا الطلاب، ومساعدتهم على الالتزام والتمسك بدينهم، ولكن دون إجبار.

من جهتها، قالت إلهام أحمد، رئيس الإدارة المركزية للمتابعة بوزارة التربية والتعليم، إن الصلاة حرية شخصية، وأالمدارس توجه الطلاب للصلاة لكن بعدم إجبار.

وأضافت لـ«كشكول»: «لن نسمح بأى خروج عن المألوف، وسنجري جولات فى مختلف المحافظات خلال الأيام المقبلة، وذلك بناء على تعليمات الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم».

وشددت على أنها ستضع فى خطة المتابعات للمدارس على مستوى الجمهورية بند عدم إجبار الطلاب على الصلاة، في ظل  أن الأمر يأتى بـ«التوجيه والمحبة وليس الضغط».

4- انقسام بين أولياء الأمور.. والطب النفسي: «يخيف الأطفال»

تباينت آراء أولياء الأمور، بداية من شيماء على ماهر، مسئولة جروب «نبني بلدنا» على موقع «فيس بوك»، والتي قالت إن إجبار الطلاب على الصلاة داخل المدارس شيء إيجابي، خاصة فى سن المراهقة، مضيفة: «ها ابقى مبسوطة ابنى تعلم الصلاة وواظب عليها. أما عن النقاب فهو حرية شخصية، طالما لم تبث المعلمة أفكار مغلوطة للطلاب أو أفكار هدامة أو سياسية».

بينما قالت نادية مبروك، إحدى أولياء الأمور، إنها ضد إجبار الطلاب على الصلاة داخل المدارس، مضيفة أنها فوجئت بأن إدارة مدرسة ابنتها تفرض الصلاة على الأطفال.

وأضافت: «تخصيص البريك للصلاة إجبار معنوي، لأن أى طلاب لن يذهب إلى الصلاة فى وقت البريك سيكون منبوذا بين زملائه»، مشيرة إلى أنها عندما اعترضت على ذلك اتهمومها بـ«الكفر».

وعن النقاب، قالت: «على المدرسة أن تخلع النقاب قبل أن تقف أمام التلاميذ. الطالب مش هيثق فى حد إلا أذا كان شايف وجهه وتعبيراته».

واتفقت زهراء خالد، إحدى أولياء الأمور، في تأييد منع النقاب في المدارس، موضحة: «النقاب مش فرض.. وممكن جدًا اللى لابساه تكون شخصية متشددة وتؤثر على تفكير الطلاب أو تحث البنات على لبسه أيضًا».

من جهته، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ارتداء المعلمات للنقاب يؤثر سلبا على التلاميذ، لأنه لن يركز مع شخص لا يرى ملامح وجهه، ومن الممكن أن يسبب المشهد خوف مرضي.

وأضاف «فرويز»، لـ«كشكول»، أنه من حق المعلمة ارتداء النقاب، ولكن العملية التعليمية لا تستوي بارتداء النقاب.

بينما طالب أحمد هلال، استشاري الطب النفسي، بمنع النقاب نهائيا داخل المدارس، سواء أيا كانت الطبيعة الوظيفية لصاحبته، مع تحديد زي مناسب للمعلمين، قائلا: «الإنسان يجب أن يلتزم بالشكل العام للبيئة المحيطة، مش معقول يبقوا المعلمين بيلبسوا بناطيل وقمصان ويجي معلم يلبس جلابية».

وأضاف هلال، لـ«كشكول»، أن التواصل بين الطفل والمعلم منعدم، حال ارتداء المعلمة النقاب، وعن إجبار الطلاب على الصلاة، قال: «الصلاة يجب أن نغرسها ولا نجبر الطلاب عليها فالإيمان محبة، وإجبار الطالب على الصلاة مثل أن يجبر أحد شخص على الصلاة فى المسجد فيدخل دون أن يتوضأ».