الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

رئيس جامعة القاهرة: لا زيادة فى المصروفات.. ولن نسمح بعمل مناهض للدولة

كشكول


-إتمام الاستعدادات للعام الدراسى الجديد.. تجديد مبانٍ بالمدن الجامعية.. وإجراءات لتنفيذ توصيات مؤتمر الشباب
-
جاهزون للمنافسة بكل قوة فى مسابقة أفضل جامعة
-
نعمل على قبول أكبر عدد من الوافدين لتحقيق تواصل الثقافات
-
نعمل على تطوير طريقة الامتحانات والاعتماد على أنماط متعددة من الأسئلة
-
نستقبل 30 ألف طالب فى الفرقة الأولى خلال العام الدراسى الجديد

قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة لن تفرض أى زيادة فى المصروفات الدراسية كما كان مقررًا العام الماضى، مشيرًا إلى أنه «لو حدثت زيادة فى بعض البرامج الجديدة فإن الأمر سيطبق على طلاب السنة الأولى فقط».

وأضاف «الخشت» فى حواره مع «الدستور» أن الجامعة أتمت استعداداتها للعام الدراسى الجديد بحصر كل المبانى والمنشآت وإعادة صيانتها وتأهيلها لاستقبال الطلاب، وهو الأمر الذى حدث فى المدن الجامعية أيضًا، لافتًا إلى أن الجامعة ستستقبل هذا العام ما يقرب من ٣٠ ألف طالب وطالبة فى الفرقة الأولى سينضمون إلى ١٧٠ ألفًا آخرين فى الفرق الأخرى بنظامى الانتظام والانتساب، إلى جانب ٥٠ ألفًا آخرين فى أنظمة التعليم المدمج والمفتوح و٣٥ ألفًا فى الدراسات العليا.

ما آخر استعدادات الجامعة لاستقبال العام الدراسى الجديد؟
-
فى الفترة الماضية، حصرنا كل مبانى ومنشآت الجامعة بما فيها الكليات والمعاهد والمراكز التابعة، وأعدنا صيانتها وتأهيلها عن طريق الإدارة الهندسية للجامعة، لاستقبال الطلاب فى العام الجديد، وهو ما حدث أيضا فى المدن الجامعية، بجانب الانتهاء من إعداد الجداول الدراسية.
وتضمنت الأعمال تأهيل وتجديد ٨ مبانٍ بالمدن الجامعية وإنشاء ٨ كافيتريات متنقلة للتغلب على نقص أعدادها بعد هدم بعضها سابقا، كما تضمنت صيانة المصاعد والتأكد من إجراءات الأمن والسلامة بالمبانى وافتتاح عدد من المعامل وزيادة الطاقة الاستيعابية للمعامل والقاعات
هل انتهت هذه الأعمال بشكل كامل؟
-
التطوير يتم على عدة مراحل، ففى أغسطس الماضى أزلنا المطبات والحفر داخل حرم الجامعة، كما أعدنا تأهيل الحدائق وأعمدة الإنارة وتجديد سور الجامعة وفقا للمواصفات المعمول بها مع الآثار، وكذلك فعلنا مع البوابات وساعة الجامعة والطرق المحيطة.
ونعمل فى هذه المرحلة على تطوير المظهر الخارجى لكليتى الحقوق والآداب، وكذلك إعادة تجديد مدخل المدينة الجامعية.
هل هناك زيادة فى المصروفات الجامعية فى ظل هذا التطوير؟
-
لا، المصروفات لن تزيد عما كان مقررا العام الماضى، ولو حدث فى بعض البرامج الجديدة فستكون على طلاب السنة الأولى فقط، وبشكل عام فإن جامعة القاهرة من أقل الجامعات زيادة فى مصروفاتها الدراسية وزياداتها تكون محدودة جدا وتكون فى بعض البرامج دون الأخرى.
ومن جهتى، وجهت عمداء الكليات بنشر مصروفات الكليات عبر المواقع الإلكترونية للجامعة والكليات، حتى تتاح للطلاب معرفة المصروفات كاملة قبل وقت كاف من بدء الدراسة.
كم يبلغ عدد الطلاب الذين ستستقبلهم الجامعة فى العام الجديد؟
-
تستقبل جامعة القاهرة هذا العام ما يقرب من ٣٠ ألف طالب وطالبة فى الفرقة الأولى، سينضمون إلى ١٧٠ ألفًا آخرين فى الفرق الأخرى بنظامى الانتظام والانتساب، بالإضافة إلى ٥٠ ألفًا آخرين فى أنظمة التعليم المدمج والمفتوح، و٣٥ ألفًا فى الدراسات العليا.
ماذا عن الطلاب الوافدين؟
-
وصل عدد الطلاب الوافدين بجامعة القاهرة خلال هذا العام إلى ٨٥٠٠ طالب، والجامعة تعمل على زيادة أعدادهم وأصبح قبولهم غير محدد بسقف العدد، لأنها تعتبر أن قدوم مزيد من الوافدين يمنحنا فرصة للتلاقى والتواصل بين الثقافات، ما يحقق التفتح الذهنى لدى طلابها، وهو أمر نستهدفه ليتحلى خريج الجامعة بمواصفات دولية، وهو أمر لا تحققه المناهج فقط.
بالإضافة إلى ذلك يحقق الوافدون للجامعة من دول الخليج واليمن والصين واليابان وإفريقيا زيادة فى موارد الجامعة، ما يتيح لنا التوسع فى إرسال البعثات التعليمية للدراسة فى الخارج ويحقق نوعا من الحراك الثقافى بين الطلاب.
ما آخر المستجدات فى مسألة تطوير المنظومة التعليمية للجامعة؟
-
استحدثنا ٤٤ دبلومة جديدة وعددا من برامج الماجستير والدكتوراه كما طورنا ١٨ برنامجًا ودبلومة أخرى فى الدراسات العليا. أما طلبة البكالوريوس والليسانس فاستحدثنا ١٥ برنامجًا جديدًا فى عدة كليات بنظام الساعات المعتمدة، مع تطوير البرامج والمقررات الدراسية فى عدة كليات.
ونهدف من كل ذلك إلى إضافة مناهج تعليمية جديدة مواكبة لسوق العمل واستحداث بعض «المناهج البينية»، التى تتلاقى فيها العلوم الإنسانية مع المواد العلمية، كما يحدث فى الجامعات المتقدمة
ما المقصود بـ«المناهج البينية»؟
-
سأضرب مثالا للتوضيح، أضفنا فى كلية الهندسة هذا العام مادة جديدة عن تاريخ علم الهندسة وتطوره، كما أضفنا فى كل الكليات مناهج تتعلق بـ«التفكير النقدى» من أجل تغيير طريقة تفكير الطلاب فى إطار مشروع العقل المصرى لأن أى تغيير فى المناهج وحدها لن يكون مفيدا إلا إذا واكبه تطور فى العقل نفسه.
ومادة «التفكير النقدى» ستعمل على تعليم الطالب أسس التفكير العلمى والنقدى والتحليلى وسيبدأ تطبيقها على طلاب الفرقة الأولى.
كيف تواكب جامعة القاهرة آخر المستجدات العالمية فى مجال تطوير التعليم؟
-
جامعة القاهرة قررت تبنى رؤية مختلفة تقوم على فكرة الدرجات العلمية المشتركة مع الجامعات الأجنبية، ما يتيح لنا تبادل البرامج الأكاديمية، ونجحنا فى إطار ذلك فى الوصول لبروتوكولات مشتركة فى عدة مجالات تعليمية، من المقرر أن تطبق فى الفرع الدولى لجامعة القاهرة المقرر افتتاحه خلال عامين.
فعلى سبيل المثال بدأنا فى منح درجات علمية مشتركة مع جامعة «أوشن» الأمريكية فى مجال النانو تكنولوجى، ومع جامعتى «كولن» و«بولونيا» بألمانيا فى مجال الدراسات الأثرية، ومع جامعة «كامبريدج» البريطانية فى مجال ريادة الأعمال.
وهدفنا من كل ذلك هو تخريج طلاب قادرين على التعامل مع سوق العمل العالمية وتلبية الطلب المتزايد فى قطاعات بعينها، لأن السوقين المحلية والعالمية لم تعدا بحاجة حاليا لخريجين إضافيين فى كليات مثل الحقوق، بل لدارسى نظم وبرامج حديثة مكافئين للخريجين فى العالم
هل يعنى ذلك وجود تطور فى نظم الامتحانات وقياس المستوى العلمى للخريجين؟
-
نعم، ونحن نعمل هذا العام على تطوير طريقة الامتحانات الموضوعية التى تعنى عدم الاعتماد على نمط واحد من الأسئلة، بل أنماط مختلفة ومتعددة للتأكد من مستوى الطالب واستيعابه.
والطرق المختلفة للاختبار تتضمن طريقة «البابل شيت» لقياس مهارات معينة، بالإضافة إلى الأسئلة القصيرة والمقالية وأسئلة حل المشكلات التى زادت بالفعل فى اختبارات العام الماضى.
ماذا عن تطوير البحث العلمى؟
-
فى الفترة الماضية، زدنا أعداد الباحثين فى المراكز والمعاهد المختلفة بنسبة ١٠.٥٠٪، كما زدنا المكافآت المخصصة للنشر الدولى بنسبة زيادة ١٧٪ عن مايو الماضى، وأدى ذلك لاستحواذ جامعة القاهرة على نسبة ١٦.٥٪ من مجموع النشر الدولى لمصر.
كما زاد عدد الأبحاث العلمية المنشورة دوليًا باسم جامعة القاهرة حتى بلغت ٤ آلاف و٣٨ بحثا علميا فى عدد من المجلات والدوريات العلمية المصنفة دوليًا، بزيادة تقدر بنحو ٣.٤٣٪ عن العام السابق، وزادت معدلات التأثير والاستشهادات بالبحوث العلمية المنشورة باسم الجامعة بنسبة ٧.١١ ٪.
وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة؟
-
ألغينا مؤخرا كافة الرسوم التى كانت مفروضة فى شكل تبرعات إجبارية على أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، خاصة الذين يقومون بالإعارات والإجازات الطويلة.
كما قررنا المحافظة على كل امتيازات أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة مع إعادة تشكيل صناديق الإسكان والزمالة والرعاية الصحية.
بالإضافة إلى تشكيل لجنة لدراسة موضوع الأجر المكمل للموظفين واتخاذ إجراءات تعديل الشكل التعاقدى لـ١٠١٤ منهم كدفعة أولى، مع صرف مكافآت مالية قدرها ٦٠٠ جنيه للعاملين بالجامعة.
ما آخر الإجراءات المتخذة فى ملف التعامل مع أعضاء التدريس المنتمين للجماعات الإرهابية؟
-
جامعة القاهرة لن تسمح باستخدام منشآتها الأكاديمية والعلمية فى أى عمل مناهض للدولة، لأن هذا خط أحمر لدينا، لذا قمنا بفصل ١١ عضوًا بهيئة التدريس كانوا مدرجين على قوائم الإرهاب، ولن نسمح باستمرار هؤلاء بيننا تحت أى ظرف.
كيف تعاملت الجامعة مع توصيات مؤتمر الشباب الذى استضافته مؤخرًا؟
-
نتعامل بكل اهتمام وجدية مع توجيهات القيادة السياسية وتوصيات المؤتمر الوطنى السادس للشباب الذى احتضنته الجامعة لمدة يومين، بحضور الرئيس السيسى، وتنفيذ هذه التوصيات والتوجيهات سيكون على رأس أولوياتنا فى الفترة المقبلة.
ونحن نعمل حاليا على دراسة آليات اختلاط الجامعة بالكيانات المجتمعية وزيادة مشاركتها فى مواجهة التحديات التى تمر بها الدولة، ودفع العمل المشترك فى المشروعات القومية والتنموية المختلفة.
ماذا عن ملف «التنمية الأخلاقية»، الذى أكد الرئيس السيسى أكثر من مرة على أهميته؟
-
الجامعات عموما لها دور كبير فى هذا الشأن، ولى شخصيا كتابات بعنوان «أخلاق التقدم»، فهذا جزء من مشروعى الفكرى الخاص. والدولة لن تتقدم إلا بتطوير العقل والأخلاق، ودفعهما نحو التقدم، كما أنها لن تتقدم إلا بتجديد الخطاب الدينى، كما عبرت عن ذلك فى كتابى «نحو تأسيس خطاب دينى جديد».
ونحن نعمل حاليا على هذا الملف، خاصة بعد تعميم الميثاق الأخلاقى على الجامعات، وبدأنا مسابقة للطلاب تحمل اسم «إنت مراية نفسك»، ونعد حاليا مجموعة من البرامج التى تعمل فى إطار رفع المستوى الحضارى للجامعة وطلابها.
كما نستهدف فى مناهجنا تطوير الإنسان المصرى نفسه عبر إعادة بنائه وتشكيله بتغيير طرق التفكير والسلوك القديمة، وتنمية الفكر النقدى من أجل تحقيق نهضة الإنسان التى تؤدى لنهضة المجتمع كما يحدث فى الدول المتقدمة.
ماذا عن الخدمات المقدمة فى المجال الصحى؟
-
حصلنا على موافقة جهاز التنظيم والإدارة لبناء وهيكلة مستشفى طب الأسنان، وتطوير خدمات استقبال وطوارئ مركز حوادث الفم والوجه والفكين، كما استطعنا فى المستشفيات والمراكز التابعة وبالتعاون مع وزارة الصحة العمل على إنهاء قوائم الانتظار للمرضى فى مختلف المجالات الصحية.
إلى أين وصلت الاستعدادات فى مسابقة «أفضل جامعة» المقررة مع بدء العام الدراسى الجديد؟
-
نحن جاهزون بكل قوة للمنافسة سواء فيما يخص العملية التعليمية أو البحث العلمى أو التعاون الدولى، وكذلك حققنا تقدما كبيرا فى عملية الإصلاح الإدارى، وتطوير الخدمة الصحية المقدمة فى مستشفيات الجامعة ومراكزها الصحية، بالإضافة إلى التقدم فى المجال التكنولوجى والتحول لجامعة ذكية.
ماذا عن ملف الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة؟
-
نتعامل مع هذا الأمر بكل جدية، ونقدم لهم كامل الرعاية والتسهيلات الممكنة مع تزويد قاعات الدراسة والمكتبة المركزية بالتقنيات الحديثة التى تتيح لهم القراءة بطريقة «برايل»، مع تطبيق عدد من الأنشطة والبرامج المختلفة لهم بما يتيح تقدمهم للمسابقات الجامعية وحصدهم عددًا من المراكز الأولى فيها.
ماذا عن ربط الترقيات الأكاديمية بتقديم أبحاث علمية تخدم احتياجات الدولة؟
-
نؤيد هذا الرأى بشدة، وفى أغسطس من العام الماضى طالبنا بهذا رسميا، وقلنا إن هذه خطوة مهمة فى سبيل تعزيز الأبحاث العلمية اللازمة للنهوض بالمجتمع المصرى فى كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية فى إطار عملية التنمية الشاملة التى تقوم بها الدولة.