الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"ملكية وعلى اسم شهيد".. قصة مدرسة "أبو عميرة" مع 4 رؤساء مصريين

كشكول

 في شارع رمسيس بمنطقة ألماظة، تحديدًا بمنطقة مصر الجديدة، ستقع عينيك على مدرسة تعتقد للوهلة الأولى أنها قصر مغلق على أصحابه، إلا أن اللافتات التي تحاوط جدرانها ومدخلها تؤكد أنها مدرسة تضم المرحلتين الإعدادية والثانوية.


تصميماتها المعمارية المبهرة، تجعل الجميع يتسائل عن ماهية الإبداع المعماري ذا الطراز الملكي بين جنبات المدرسة التي يؤدي فيها طلاب الثانوية العامة امتحان مادة اللغة الإنجليزية اليوم، إلا أن "كشكول" ذهبت بعيدًا لحل لغز تلك المدرسة وطرازها المعماري الغريب.


المدرسة هي في الأصل قصر يعود إلى الأميرة فريال، أكبر بنات الملك فاروق من زوجته الملكة فريدة، حاكم مصر في الفترة من ٢٨ إبريل ١٩٣٦ وحتى ٢٦ يوليو ١٩٥٢، وتم افتتاحها كمدرسة للمرحلة الإعدادية للبنات عام ١٩٤٠ بعدما استأجرتها إدارة شرق القاهرة، وفي بداية عهدها سميت ب"فريال" تيمنًا باسم الأميرة، وظلت كبقعة مضيئة وسط حدائق غنّاء إلى أن قامت ثورة يوليو ١٩٥٢.


تحول اسم المدرسة بعد ذلك إلى "الجديدة الإعدادية"، واستمرت كمدرسة إعدادية حتى عام ١٩٦٤ لينضم إليها مبنى تحوي فصوله المرحلة الثانوية، إلا أنه يعتبر مبنى ملحقًا بالقصر لا تقبع فصوله داخل القصر نفسه، مطلقين عليه اسم مبنى "سهير القلماوي" تيمنًا باسم الأديبة والسياسية المصرية سهير القلماوي.


"القلماوي" كانت أولى السيدات اللواتي ارتدن جامعة القاهرة، وفي عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية حاصلة على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربي.


بعد التخرج، عينتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب، أيضًا كانت من أوائل السيدات اللائي شغلن مناصب رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، ورئيسة الاتحاد النسوي المصري ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية.


وفي عام ١٩٧٠، شُيد مبنى جديد داخلها أطلق عليه مبنى "جمال عبدالناصر" ثم في عام ١٩٧١ تم بناء مبنى آخر باسم "السادات"، طمعًا في زيادة عدد فصول المرحلة الثانوية، خاصة مع زيادة أعداد الفتيات المترددين عليها، لاكتسابها شهرة كونها أفضل مدرسة في منطقة مصر الجديدة.


وفي عام ٢٠١٦، أطلق اسم الشهيد مصطفى يسري عميرة، على المدرسة، تقديرًا لتضحياته واستشهاده دفاعًا عن الوطن، بعدما اخترقت رصاصات قناصة الجماعة الإرهابية فكه وساقه، عقب فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013، وتوفي وعمره 27 عامًا في 19 أغسطس 2016، بعد صراع مع المرض استمر 3 سنوات عقب إصابته بجلطة في القلب.


ومنذ بداية عصر انتخابات الرؤساء منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك وتقسيم مدارس كل منطقة إلى لجان انتخابية، أصبحت المدرسة مقرًا للإدلاء بالأصوات الانتخابية لـ٤ رؤساء متعاقبين، فأولهم الرئيس السابق حسني مبارك على مدى أكثر من 30 عامًا للتصويت في الانتخابات البرلمانية والاستفتاء على مواد الدستور.


ثم أدلى فيها الرئيس المعزول محمد مرسي بصوته الانتخابي في الاستفتاء على دستور 2012 عندما غيّر محل الإقامة في بطاقة الرقم القومي الخاصة به وانتقل صوته الانتخابي إلى لجنة مصر الجديدة النموذجية، بدلًا من مدينة الزقازيق بالشرقية.


وأيضًا أدلى فيها المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية، بصوته خلال الانتخابات الرئاسية الماضية في اللجنة نفسها، كما أدلى بصوته في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية فيها.


وأخيرًا، أدلى فيها الرئيس السيسي بصوته في انتخابات مجلس النواب ٢٠١٥، كذلك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في ٢٠١٨، بعدما تحول محل الإقامة في بطاقة الرقم القومي الخاصة به وانتقل صوته الانتخابي إلى لجنة مصر الجديدة النموذجية بدلًا من حي الجمالية.