الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

الطفل وعُسر القـراءة.. الحل في التدريب و"الذكاء" براءة

كشكول

الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، أو لديهم صعوبة في القراءة بدقة وبطلاقة، وبالتالي قد يكون لديهم أيضا صعوبة في الفهم والهجاء والكتابة. بالقطع لا تعد تربيتهم أمرا يسيرا.. فتربية طفل مع عسر القراءة على صعوبتها هي رحلة ستكسبك الكثير من المعرفة، وعـن الطرق التي يمكن أن تساعد بها طفلك على النجاح في المدرسة والحياة فتجعلك خبيرا.
لكن علميا، يعتقد الخبراء أن نسبة الأطفال الذين لديهم عسر في القراءة تتراوح ما بين 5و10%. ويقول أخرون إنها 17%، والسبب في اختلاف النسب أن الخبراء يعرفون عسر القراءة بطـرق مختلفة، ويعد عسر القراءة في الأساس وجود مشكلة في القراءة بدقة وبطلاقة، وقد يواجه الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة صعوبة في الإجابة على الأسئلة أو حـول أي شيء يقرأوه.
لكن عندما تقرأ لهم لا يكون لديهم أي صعوبة على الإطلاق في الفهم. ويسبب عسر القراءة صعوبة في المهارات الأخرى، مثل الفهم والإملاء والكتابة والرياضيات، ويعتقد أحياناً أن عسر القراءة هو قضية بصرية ويفكرون أن الطفل يعكس الحروب أو يكتب الحروف من الخلف.
ومن المؤكد أن عسر القراءة ليست مشكلة في الرؤية، ولكنها تؤثر علي التعلم، ولا ترتبط بذكاء الطفل لأن العديد من الأطفال الذين لديهم عسر في القراءة في نفس مستوي ذكاء أفرانهم، والكثير من الأشخاص الذين عانوا من عسر القراءة في الصغر كافحوا إلي أن حصلوا علي مهن ناجحة وهناك قائمة طويلة منهم كرجال أعمال ومسؤولين. وتظهر علامات عسر القراءة علي الأطفال بدرجات متفاوتة، لذلك تختلف الأعراض من طفل لآخر، ومن هذه العلامات مشاكل بالقراءة بدقة وبطلاقة والإملاء، والبعض يعاني من مشاكل في الرياضيات والكتابة واللغة أيضاً.
ويوجد مؤشر رئيسي دليل علي عسر القراءة لدي الأطفال وهو صعوبة فك الكلمات، وهي القدرة علي مطابقة الحروف إلي أصوات ومن ثم استخدام هذه المهارة لقراءة الكلمات بدقة وبطلاقة، ويرجع ذلك مشاكل في مهارة اللغة الأساسية وتسمي بالوعي الفونيمي، وهي التعرف علي الصوات الفردية في الكلمات، وتظهر هذه المشكلة في وقت مبكر في مرحلة قبل المدرسة.
في بعض الأطفال، لا يتم اكتشاف عسر القراءة في وقت مبكر لأن الأطفال يعانون من فهم بنية الجملة والكتابة بإتقان، ونجد الأطفال يتجنبون القراءة بصوت عال أو لأنفسهم ويشعرون بقلق وأحباط عند القراءة ويمكن أن يحدث ذلك حتي بعد اتقان أساسيات القراءة. علامات عسر القراءة يمكن أن تبدو مختلفة في مختلف الأعمار، في مرحلة ما قبل المدرسة نجد الطفل لديه صعوبة في التعرف علي كلمتين في قافية، تحاول أخذ بداية الصوت في كلمة واحدة، تكافح لتتعلم كلمات جديدة، لديه صعوبة في التعرف علي الرسائل ومطابقتها للأصوات.
في المرحلة الإبتدائية، نجد الطفل لديه صعوبة في اتخاذ الصوت الأوسط من كلمة او مزج عدة أصوات لنطق كلمة واحدة، في كثير من الأحيان لا يمكن للطفل التعرف علي كلمات متشابهة الشكل، وينسي الطفل بسرعة كيفية تهجئة العديد من الكلمات التي يدرسها.
ومن علامات عسر القراءة لدى الأطفال في المرحلة الاعدادية في التعليم نجد العديد يعانون من الأخطاء الإملائية، وفي كثير من الأحيان يعيدوا قراءة الجمل والمقاطع، يقرأ على المستوى التعليمي أقـل من الطريقة التي يتحدث لها، وفي المرحلة الثانوية نجد الأطفال يتخطون الكلمات الصغيرة عند القراءة بصوت عال ويفضل أسئلة الاختيارات من اجوبة متعددة.
وتشير الدراسة إلي أن عسر القراءة لا يؤثر فقط على التعلم، ويمكن أن يؤثر على المهارات والأنشطة اليومية، وعلي التفاعل الاجتماعي وعلي الذاكرة، وهناك بعض المشاكل تتزامن مع عسر القراءة من بينها اضطراب فـرط الحركة وعدم الانتباه وصعوبة التركيز أثناء القراءة وغيرها من الأنشطة. وحوالي 40% من الطلاب المصابين باضطراب فرط الحركة لديهم عسر في القراءة.
ويجب أن يعرض الطفل على متخصص لأن العلاج البطيء في عسر القراءة يؤدي إلي اضطرابات أخري للطفل، وعلي الأسرة دور كبير في معالجة عسر القراءة لدي أطفالهم من خلال اكتشاف نقاط القوة لدي الطفل ومحاولة تقويتها واعطاء الطفل كلمات بصرية لقرائتها وترددها في العديد من المرات وتعليم الطفل أن يربط الأصوات الحروف خلال الأنشطة اليومية، البحث عن طرق لتحسين قراءة الطفل واكتشاف البرامج لتقوية القراءة لدي الأطفال.