الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

العنف اللفظي ضد الأطفال وتأثيره السلبي على حالتهم النفسية

كشكول

العنف اللفظي هو الكلمات والألفاظ المسيئة التي تحمل عبارات السخرية والاستهزاء والإهانة، من قبل الوالدين أو من قبل المحيط الاجتماعي والأفراد المحيطين بالطفل، وكذلك التخويف والسب وانتقاد الطفل باستمرار والتقليل من شأنه والاستخفاف به وهذه الأمور تلحق بالأطفال أذى نفسى يفوق الأذى الجسدى.

وتقول هالة إبراهيم أستاذ علم الاجتماع والتربية الخاصة للأطفال، إن العنف اللفظي يترك آثارا وأضرارا نفسية أكبر من الأضرار الناجمة عن العنف الجسدي، حيث أن الأشخاص الذين تعرضوا لأي نوع من أنواع الإهانة أوالسخرية خلال مرحلة طفولتهم يصابون بالاكتئاب والأمراض النفسية بنحو ضعفي أولئك الذين لم يتعرضوا له.

فالعنف اللفظى يؤدي إلى ضرر دائم في تركيب ونمو وتطور الدماغ البشري، فالعقل البشري يختلف عن غيره في أنه يتكون وينمو ويتطور بعد الولادة، أما تكوين الشخصية والقدرات الإدراكية والمهارات، فإنها تأخذ عقودا للتطور، وهذا التطور والنمو وتشكيل العقل تختلف من شخص لآخر بإختلاف البيئة المحيطة وطريقة التربية، والتجارب التي يمر بها العقل أثناء مرحلة الطفولة، وعندما تكون البيئة عدوانية وغير صحية يتأخر نمو الدماغ ويتعطل، حيث أكد باحثون من جامعة هارفارد الأميركية، أن العنف اللفظي والنفسي يؤدي إلى أضرار دائمة في طريقة تكوين الدماغ تبقى مدى الحياة.

وتضيف أستاذ علم الإجتماع  أن العنف اللفظي يؤدي إلى الخوف، إلا أن أولئك الأشخاص قد ينكرون هذا القلق والشعور بالرغبة في الهروب والإبتعاد عن الشخص الذي يقوم بالإعتداء، وعندما يتلقى الطفل صورة من صور الإهتمام أو الحب من الشخص المعتدي، فإنه يعلم أن هذا الحب مؤقت، وأنه سرعان ما سينقلب إلى حالات الإعتداء قريبا، ولذلك يعيش هذا الشخص في حالة تأهب وترقب مستمرين، ما يجعله لا يثق في إبتسامة أشخاص يحبهم خوفا من حالة الإعتداء القادمة لا محالة، مؤكدة أنه في حالة إجتماع العنف اللفظي مع العنف النفسي مع العنف الجسدي، فإن التبعات السلبية على الطفل تكون مضاعفة وأشد ضررا بالطفل ومستقبله.

وتؤكد أستاذ الإجتماع على ضرورة تجنب توجيه كلمات قاسية للطفل، وتعزيز السلوك الحسن فيه، لم لذلك من انعكاس على نموه السليم وعلى شخصيته، محذرة من الوقوع في الخطأ، بإنتاج أجيال غير صالحة في المجتمع، موضحة أن أشكال العنف اللفظي تتنوع بين الألفاظ والكلمات التي يستخدمها الوالدان، وتشمل إطلاق أسماء أو صفات على الطفل أو استخدام لغة سوقية، أيضا السخرية منه والتهكم عليه مما يحط من اعتداده بذاته، إضافة إلى انتقاده المستمر، والتهديد بترك الطفل وإشعاره بأن الأسرة لا تريده، كذلك التخويف بالضرر الجسدي كتهديد الطفل بضربه، ما يزيد مخاوفه، وإلقاء اللوم البالغ عليه، حيث أن لومه الدائم يمنحه الشعور بأنه شخص سيء يفعل الخطأ باستمرار.

وتضيف أن آثار العنف اللفظي على الأطفال بالغة جدا، لأن الطفل في محاولته التغلب على الشعور بأنه غير مرغوب فيه، يحاول أن يتكيف مع آثار السباب من محيطه القريب، مشيرة إلى أنه من آثار ذاك العنف على الطفل، تدني مستوى الإعتداد بالذات أوعدم الثقة بالنفس، وإكتساب تدمير الذات والسلوك المعادي، وقد يظهر ذلك كرد فعل لدى بعض الأطفال من خلال إظهار سلوك عدواني بضرب الأطفال الآخرين، كما أن سوء المعاملة المستمر قد يؤثر على نمو الطفل جسمانيا واجتماعيا وعاطفيا، وقد يبدأ الطفل بإظهار علامات الاضطراب العاطفي مثل التبول اللاإرادي أو الفشل الدراسي.