الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

الشيخ محمد موسى:11 ألف طالب سيناوى يدرسون فى 102 معهد أزهرى

كشكول


الوضع الخاص الذي يعيش فيه السيناوية، وخصوصا في الشمال، دفع الأزهر الشريف، إلى تحصين الطلاب في جامعته ومعاهده خلال العملية التعليمية، علاوة على تنظيم الندوات والفاعليات المختلفة.

ويقول الشيخ محمد موسى، الوكيل الثقافي في منطقة شمال سيناء الأزهرية، إنَّ قيادات المعاهد الأزهرية يركزن على دحض الفكر المتطرف من عقول الناس في سيناء، لاسيما أنهم يعلمون على نشر التعليم الأزهري في وسط المحافظة، مشيرًا إلى أنه تم افتتاح معاهد في غالبية القرى، من أجل نشر الفكر الإسلامي الوسطي.

ويضيف "موسى": لدينا 102 معهد أزهري، و11 ألف طالبًا، في جميع المراحل "الابتدائي والإعدادي والثانوي"، وعملنا على زيادة الأماكن المتاحة لتعليم رياض الأطفال في الأزهر، حيث وصلنا إلى 15 معهدًا خاصًا بهم، لتعليمهم الفكر الوسطي وتحصينهم ضد التطرف منذ الصغر.

ويوضح أنَّ المعاهد الأزهرية دائمًا ما تُحصِّن الطلاب وتوعيتهم ضد التطرف، إذ تُعلِّم الدين الإسلامي، ومناهج الأزهر التي تتمثل في الشريعة والدين، والفقه والحديث والتفسير واللغة العربية، مشيرًا إلى أنهم يوعون الطلاب بالمفاهيم الصحيحة لتحصينهم من أي فكر دخيل أو متطرف، لأنهم يسمعون أحاديث كثيرة مغلوطة، التي تنتشر في كل مكان، خاصة أنها لا ترحم المساجد من وجودها.

كما يشير إلى أنَّ طلاب سيناء، دائمًا ما يكونوا حذرين في التعامل مع المدرسين داخل المعاهد، ويستمعون للدرس فقط، ولا يسألون عن أي شيء، لافتًا إلى أنَّ أولياء الأمور هم من يذهبون إليهم ليسألوا عن الذي تعلمه الطلاب في المعهد، بحجة أنه ليس من طبيعة فكرهم وأن المدرسين قد علموا أبنائهم شيء خاطئ، وحينها نجد أن قيادات المعاهد يوعوهم بأن ذلك من الإسلام وليس أفكار خاطئة، علاوة على أنهم يردون على أي سؤال عن د شيء غير صحيح في الفكر يبادر عقل أولياء الأمور، ويوجهه إلى الأزهر.

ويلفت إلى أنَّ طلاب سيناء مثل الآخرين في أي مكان ليس في فكرهم أي تطرف أو اختلاف، حيث إن الأمر يكمن في البيئة المحيطة بهم فقط، مؤكدًا أنَّه إذا تم نشر فكر الأزهر في كل مكان في سيناء، سيُحارب الفكر المتطرف، إذ يوجد إقبال كبير على المعاهد الأزهرية في المنطقة.

 

ويوضح أنَّه يتم تنظيم دورات تدريبية لمدرسي المعاهد الأزهرية في المنطقة، ليكونوا قادرين على التدريس للطلاب وتوعيتهم ضد التطرف، خاصة أنهم خريجي الأزهر، مشددًا على أنهم إذا وجدوا فكر أحدهم مختلف أو متطرف، يتم مخاطبة قطاع المعاهد الأزهرية لاستبعاده من سيناء، علاوة على أنه إذا اشتكى أحد من أي مدرس يتم توعيته.

من جانبه يقول الشيخ عبدالباقي فرج، مدير الدعوة في مديرية أوقاف شمال سيناء، إنَّ قيادات وزارة الأوقاف في شمال سيناء يهتمون بالكتاتيب اهتمامًا كبيرًا، علاوة على محاولاتهم خلال صلاة الجمعة، بحث أولياء الأمور إلى أن يرسلوا أبنائهم ليحفظوا القرآن الكريم.

ويشدد "فرج" على أنَّ جميع الكتاتيب في سيناء تابعة للأوقاف، ولا يتم السماح بسيطرة أحد أيًّا كان أن يُنشئ كُتابًا بدون الحصول على موافقة الأوقاف، مشيرًا إلى أنَّ هناك مدارس قرآنية لتوعية الطلاب، وتحثهم ضرورة حفظ القرآن الكريم، إذ إن كل مدرسة بها 2 محفظين ومشرف، معتمدين رسميًّا من وزارة الأوقاف.

ويوضح أن الأوقاف تنظم مسابقات للقرآن الكريم باستمرار في مناطق مختلفة، من المحافظة من أجل تشجيع الطلاب على حفظ القرآن الكريم، خاصة أن بعض رجال الأعمال يُخصصون مبالغ مالية لتوزيعها على الطلاب الفائزين، مشيرًا إلى أنَّهم يذهبون شهريًّا إلى مكتب مختلف في منطقة، علاوة على أنَّ هناك مسابقة سنوية مكافآتها تقترب من الـ50 ألف جنيهًا.

يذكر أنَّ الكُتاب الموجود في الوقت الحالي عصري، لا يقتصر على تحفيظ القرآن الكريم فقط، بل يتم إلقاء دروس دينية، إضافة إلى توعية الطلاب وتحصينهم ضد المفاهيم الخاطئة، لأن الأجواء في شمال سيناء مختلفة عن أي مكان آخر.

ويضيف "فرج": إنَّ هناك فترة صباحية وأخرى مسائية، خلال جميع أيام الأسبوع، ونحاول بقدر الإمكان تحفيز الطلاب لحضور المدرسة القرآنية، حيث نجد أولياء الأمور يخافون على أبنائهم، أن يرسلوهم إلى المدارس، في ظل الأجواء الصعبة، في المحافظة.

كما يقول الدكتور نصر الخضري، عميد كلية العلوم الأزهرية في جنوب سيناء، وعضو المجلس الاستشاري لتنمية سيناء، إنَّه تقدَّم بطلب إلى مشيخة الأزهر، حتى يكون الأولوية لطالبات شعبة الدراسات الإسلامية في الكلية، في المسابقات التي تُعقد لاختيار مدرسات للمواد الشرعية، في الأزهر، حتى يُعطي حافز لهم أكثر للالتحاق بالكلية والعمل على مكافحة التطرف فكريًّا.

ويؤكد "الخضري"، أنَّه سعى إلى تعيين جميع خريجي شعبة اللغة العربية في الكلية دفعتي 2016 و2017، في وظائف التدريس في جنوب سيناء، مشيرًا إلى أنه يعمل على إصدار نتائج الامتحانات بعد انتهائها بـ10 أيام، مشيرًا إلى أنًّ الكلية لا تقتصر على طلاب جنوب سيناء فقط، بل تضم طلاب شمال المحافظة أيضًا.

وعن دوره في مواجهة الفكر المتطرف في سيناء يقول: دورنا تعليمي في المقام الأول، فنعتمد على إعداد الطلاب والطالبات ونمدهم بالفكر الإسلامي الصحيح، والافكار الخاصة بالأزهر الشريف، مشيرًا إلى أنه يُنظم ندوات للشباب بحضور متخصصين في مجالات مختلفة، لتوعيتهم بدورهم الوطني، علاوة على الحرص على عقد لقاءات مع القيادات العسكرية والمدنية والأمنية في سيناء.

ويوضح حرصه الدئم على الحديث والحوار مع الشاب لتوعيتهم بأهمية دورهم في الحفاظ الأمن القومي المصري، مشددًا على أنه لا بد أن يكون هناك دور للمجتمع المدني في الجانب التنموي والثقافي.

ويقال "الخضري": نقدِّم المشورة والرأي فيما يخص المجلس الاستشاري لتنمية سيناء، وذلك بعد دراسة فيما يتعلق بجوانب التعليم، ونسعى إلى الخروج بخريطة تعليمية تتواءم مع سوق العمل والطبيعة الجغرافية في سيناء، حتى يجد الخريج أو الخريجة مكانًا في سوق العمل، وألَّا يكون عال على المجتمع أو يزيد من نسبة البطالة، مشيرًا إلى محاولته التباحث مع المستمثرين لخلق فرص عمل للخريجين، علاوة على إعادة تأهيلهم لشغل في الوظائف المتاحة في المحافظة.

كما يوضح أنه يوجد كبير جدًا من أهالي سيناء على جامعة الأزهر، إذ إنَّ طبيعة الطلاب السيناويين تتوافق مع الدعوة التي يدعو لها الأزهر، منوهًا بأنَّ الكلية تعمل بقدر الإمكان على تصحيح نصحح المفاهيم المغلوطة لدى هؤلاء الطلاب، لأنهم الأساس في مواجهة أي فكر متطرف، وأنْ يكونوا حائط الصد ضد أي أفكار هدامة تسيء للإسلام أو الدولة.