الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

كليات العلوم مصدر لبراءات الاختراع.. اقتراح البرلمان في مفكرة أكاديميين

كشكول

لقى اقتراح لجنة التعليم بمجلس النواب، حول ضرورة الاهتمام بكليات العلوم وتحويلها لمصدر براءات اختراع، وتفيعلها نحو عملية البحث العلمي، ترحيبا كبيرا من الوسط الأكاديمي، وبالأخص أساتذة كليات العلوم، واعتبارها خطوة نحو الريادة البحثية وتحويل البحث العلمي إلى منتج تستفيد منه الجامعة والدولة في مشروعاتها التي تخوضها.

الدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، طالب الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بدعم الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات لكليات العلوم وتوفير احتياجاتها من معامل وتفعيل قانون "حوافز العلوم والتكنولوجيا والابتكار" الذى يسمح بتحويل كليات العلوم إلى مصدر لبراءات الاختراع.

أكد الوزير، خلال جلسته مع لجنة التعليم بمجلس النواب، أن طلب الاهتمام بكليات العلوم وتحويلها لمصدر براءات اختراع، سيكون محط اهتمام الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات الفترة المقبلة، ووضع آليات التطوير وسيا سة التنفيذ.

كليات العلوم فى مصر عبارة عن كلية واحدة، بها ست أقسام" الكيمياء -  الفيزياء -  النبات - الحيوان - الجيولوجيا – الرياضيات"، وتم استحداث تخصصات مزدوجة، مثل "الكمياء - النبات - الكمياء - الحيوان – الجيوفيزياء".

هناك بعض التخصصات الزائدة التى تكون فى بعض كليات العلوم، مثل علوم الفلك فى القاهرة، وعلوم البحار فى علوم قناة السويس وعلوم الإسكندرية، وتنقسم الدرجة العلمية التي تمنحها عند التخرج بين درجة البكالوريوس العامة، والبكالوريوس في العلوم ذات التخصصات المزدوجة.

الاختلاف فى كليات العلوم، طبقا لطرق التكنولوجية المستخدمة والأفكار الهادفة والجديدة، داخلها، وتتميز كل جامعة عن أخرى بما نقدمه من أساليب تعليمية متقدمة، ومنحها درجة البكالوريوس في تخصصاتها.

تدرس المادة العلمية  باللغة الإنجليزية، بكليات العلوم باللغة الإنجليزية، ولا يوجد تخصص بالسنة الأولى من الكلية، وتقسم السنة إلى فصلين دراسيين، والتخصص يكون حسب ما كان حسب ما كان عليه الطالب في مرحلة الثانوية العامة، "علمي علوم – علمي رياضة".

"كشكول" يستعرض تخصصات كليات العلوم وأهميتها في البحث العلمي وبراءات الاختراع، باستطلاع آراء عدد من أساتذة العلوم بالجامعات..

عدد  من أساتذة العلوم، أكدوا لـ"كشكول"، أن الاهتمام بكليات العلوم، لابد أن يكون فعليا وليس على الورق وتصريحات تطلق في الهواء، ووضع إستراتجية علمية متكاملة لتحقيق أهدافها منها توفير موازنة للأقسام بكليات العلوم، وتوفير البنية التحتية من معامل وأجهزة صالحة للاستعلام .

وحسب أساتذة علوم بالجامعات، فإن غالبية طلاب البيولوجى، بعد التخرج من الجامعة، يقومون بفتح معامل تحاليل طبيعة والعمل فى شركات والغالبية العمل بعيدا عن التخصص، والقول بأن الجيولوجيا كانت الى وقت غير بعيد حلم للطلاب للعمل بشركات البترول، وأن 80% او أكثر من طلاب العلوم أما يعملون فى معامل التحاليل أو مندوبي شركات أدوية والبقية ما بين الشركات والتدريس.

 

دعم مادي وزيادة البعثات

الأمر بحاجة إلى خريطة محددة تعمل عليها الوزارة، مع توفير الدعم المادي، للباحثين، بالكليات للعمل على الأبحاث وتحويلها لبراءات اختراع، حيث أكد الدكتور خالد سليمان، أستاذ العلوم، بجامعة القاهرة، أن المقترح مرحب به، ولابد أن يفعل سريعا، وألا يكون مجرد تصريحات فقط، مع زيادة الميزانية للأقسام العلمية بالكليات، والمعامل الجيدة والأجهزة للعمل البحثي، وزيادة المقابل المادي لأعضاء هيئة التدريس على مستوى الكليات العلمية، والعمل على الأبحاث وتحويلها لمنتج تستطيع الدولة الاستفادة منه، والاستثمار منها.

كما طرحت فكرة زيادة عدد البعثات للدول الخارجية، وتفعيل التبادل العلمي الثقافي معها، والاستفادة من تجاربها في مجالات العلوم والتكنولجيا، والاهتمام بتخصصات قادرة على صناعة الفارق مع الدولة في حجم التحديات التي تواجهها، من خلال خريطة قوية لبناء كوادر علمية في تخصصات على مستوى كبير من البحث العلمي مثل النانو تكنولوجي، والرياضيات، وتفعيل عمليات التبادل العلمي.

ويوضح خالد، أن تحويل كليات العلوم لمصدر براءات اختراع بحاجة إلى ميزانية مخصصة للأقسام ومتابعة ورصد للتجارب الدولية، وتوفير الابتعاث للأساتذة بالأقسام، حتى يتم الخورج من الكليات بما يسمى ببراءة اختراع، موضحا أن هناك عقبات كبيرة بالكليات قادرة على النهوض بالأبحاث العلمية والاستفادة منها، ولكن هذا بحاجة إلى اهتمام ودعم من الدولة.

 

عقول مصر

أعلنت أكاديمية البحث العلمي، عن وجود العديد من براءات الاختراع، بكافة المجالات، وهو ما عقب عليه الدكتور عبد الحليم مصطفى عميد كلية العلوم الأزهر بجامعة أسيوط، مؤكدا أن مصر بها العقول القادرة على التغيير وطرحها للأفكار، لكن بحاجة إلى إماكنيات وميزانية كبيرة من الدعم المادي وتوفير البنية الأساسية للاختراع والابتكارات، مستشهدا بوجود مدينة برج العرب للأبحاث ومدينة زويل وقدرتها على الأبحاث والابتكار والتكنولوجيا.

 

خطة قومية للانتقال بمصر علميا

واعتبر الدكتور محمد كامل أستاذ العلوم بجامعة جنوب الوادي، أن الأمر يحتاج إلى خطة قومية للانتقال بمصر علميا إلى نقطة محددة تكنولوجيا، كما فعلت كوريا الجنوبية، وهو اتفق عليه الدكتور هاني الحسيني أستاذ العلوم بجامعة القاهرة، مؤكدا أن الأمر أبعد من مجرد أحاديث أو اقتراحات تقدمها لجنة التعليم بمجلس النواب، إلى وزير التعليم العالي، مشيرا إلى أن الأمر بحاجة ماسة لجهود كبيرة لابد من تفعيلها مثل الميزانية المحددة للباحثين وتوفير لهم الأدوات الخاصة لعملية البحث لإنجاح البحث وتحويله إلى منتج وبرءاة اختراع تستفيد منها المنظومة والدولة.

وطالب جامعيون، بضرورة أن تكون الميزانية المخصصة للبحث العلمي، موجهة للأقسام، وأن يكون هناك بند خاص بالبحث العلمي، وإعادة النظر في البنية التحتية للمعامل، وتحديد الهدف الذي يتم العمل من أجله وتوفير له كل مقومات النجاح، بخطة محددة وبتخصصات معينة وتوفير الحوافز للباحثين لتحقيق الهدف المنشود من ذلك.

 

هجرة الأساتذة

وربط أساتذة الجامعات، هجرة العديد من الأساتذة للخارج، وعدم العودة للأقسام، بعدم توفير الدعم المادي والمعنوي، وكذلك الأجهزة والمعامل للعمل عليها، مع ضرورة توفير الدعم، والاحتكاك الدولي الغير مكلف لعضو هيئة التدريس، وليس على حسابه الخاص، بالإشارة إلى أن توفير كافة هذه المتطلبات يساعد على الطفرة البحثية بالكليات العلمية ومنها كليات العلوم في الإنتاج العلمي.

حيث أكدت الدكتورة فاتن فريد أبو الدهب، أستاذ ورئيس قسم علم الحشرات بكلية العلوم جامعة بنها، أن المقترح جيد ولكن يحتاج إلى آليات ومعايير لنجاحه منها التوفير المادي والأجهزة الكافية الخاصة التي تواكب العالمي، لعمل براءات اختراع، ورفع النشر الدولي بالجامعة، مشيرة إلى أن كليات العلوم أحد أهم الكليات الهامة لفرع النشر الدولي للجامعة بالتصنيفات الدولية، وتوفير وسائل الاتصال الدولي، والدعم المادي المناسب، خاصة أن أغلب أبحاث كليات العلوم تطبيقية ومردودها قوي سواء من الناحية الصناعية أو الزراعية والإنتاجية عامة.

حول أهمية وجود براءات الاختراع في الدولة بكليات العلمية وخاصة كليات العلوم، طالب الدكتور الحسيني، بتوفير أشخاص لتوضيح مفهوم برءاة الاختراع وكيفية تسجيلها، بأشخاص على دراية قانوينة وإدراية لتعريف الباحثين مفهوم براءة الاختراع وتحويله لمنتج، وتعاون الحكومة مع الشركات واستخدام البحث العلمي بطريقة علمية يتسفيد منها الأطراف والدولة، مع وجود البيئة المناسبة للبحث والابتكار.