الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

التعليم على أرض الخطر...كيف يعيش الطلاب والمعلمون في سيناء؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مدارس سيناء ..لا وجود للأنشطة على خط النار

نقيب المعلمين:نظام الثانوية العامة ..سيناء خارج الخدمة

 مديرية التعليم : حوافز 300 % للمعلمين

مطالبات بتكريم شهداء معلمين سيناء

عضو النواب: 8 كمائن بين طلاب سيناء وجامعاتهم

الشيخ محمد موسى:11 ألف طالب سيناوى يدرسون فى 102 معهد أزهرى

قيادي بـ"سيناء الأزهرية": نستبعد أي مدرس متطرف الفكر ولا نسمح له بالتدريس في المعاهد

مدير "الدعوة" بأوقاف سيناء: نسيطر على جميع الكتاتيب.. ونُحصِّن طلابها ضد التطرف

سيناء .. ينظر إليها الجميع باعتبارها المسرح الذي تجري مواجهة الإرهاب والتطرف ومشاكل مصر الأمنية عليه.. فيها تتحقق نتائج، ومنها تظـهـر مشكلات تؤثر وتعوق مسيرة المجتمع كله.. لكن في مجال التعليم؛ ولارتباطه بالمواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب تدون سيناء في سجل "الغياب" عندما يتعلق الأمر بالنقاش المجتمعي، حول منظومة الثانوية الجديدة، وإن كانت دائما حاضرة في سجل دعم الطلاب وأسرهم ماديا ومعنويا من المؤسسات الأمنية.

ففي الوقت الذي تتصاعد فيه موجة الجدل والنقاشات حول نظام الثانوية العامة الجديد، واتجاه الوزارة لإقرار "الكتاب الإليكتروني"، ونظام تعليم يعتمد على "شبكة الإنترنت"، في العام المقبل؛ لم ينظر أحد إلى طلاب سيناء. كما لا تعلن إجابة على أسئلة كثيرة حول مدى ملائمة النظام الجديد وطموحات الوزارة لأوضاع الطلاب هناك.حيث لا إنترنت، ولا بنية تحتية تسمح بالاعتماد على التكنولوجيا في مناطق إن وجد فيها إنترنت، كان للمخربين نصيب أكبر من استخداماته وبما يجعل قطعه عن مناطق كثيرة في سيناء أمرا حتميا ومنطقيا في إطار مواجهة أمنية مع الإرهاب.

 قد تجعل استخدام آليات النظام الجديد للتعليم أمرا تحيط الشكوك بإماكنية إتاحته للطلاب هناك بنفس القدر الذي يمكن لطلاب الأقاليم الأخرى وهو ما يهدم فكرة الإعتماد على الكتاب الإليكتروني والإنترنت من الأساس.. في محاولة من "كشكول" لجعل سيناء أقـرب لعقـل الوزارة، من موقعـها الحالي.. كان هـذا التحقيق ليلقى الضوء ويجيب على سؤال أين موقع سيناء في جدول محاضرات النقاش المجتمعي حول نظام الثانوية الجديد؟

هناك، في كثير من مناطق سيناء الخطرة، يخرج الطالب والمعلم كل يوم إلى المدرسة، يحمل كل منهما أدواته كأنها سلاحه فى مواجهة الارهاب.. يحدث هذا يوميا في الطريق إلى 591 مدرسة تابعة لمديرية التعليم بشمال سيناء، حيث يخرج إليها 110 ألف طالب وألاف المدرسين. حسبما يؤكد الإحصائية الدكنور عبدالكريم الشاعر مدير مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء.

في هذه المدارس تظهر شكاوى تبدو بدائية تزامنا مع طرح وزير التعليم لرؤيته حول تطوير التعليم، فبدءا من عدم تفعيل الأنشطة التعليمية إلى عدم توفر معلمين مختصين بالأنشطة مثل الموسيقي والاقتصاد المنزلي والمكتبات وغيرها. ولا تجد الولة ما تقدمه سوى محاولة دعم الطلاب بإعفاء جماعي من المصروفات، وتوفير وجبات مدرسية لهم خصوصا طلاب التربية الخاصة "ذي الاحتياجات الخاصة". لكن فيما يتعلق بمنظومة تطوير التعليم ونظام الثانوية العامة الجديد، فلاشيء ولا أحد في سيناء محل اهتمام.

مدير مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، عبدالكريم الشاعر، يؤكد أن المحافظة محظوظة بإهتمام الدولة فى توفير الكوادر البشرية والمادية، اذ انها من أكبر المحافظات الي وفرت لها الدولة درجات معلمين، بالأضافة إلى توفير 300% من الحوافز للمعلمين داخل شمال سيناء، وتطبيق 10% زيادة أخرى، تقديرا لمعلم يحرص على أداء دوره كعمل وطني.

ويقول الشاعر، لا يوجد أي أزمات فى وصول الكتب الدارسية قبل بدء الفصل الدراسي، للمحافظة وتوزيعها علي الطلاب، ونسبة نجاح الطلاب، متوسطه مثل باقي المحافظات، مشيرا إلى أنه منذ خمس سنوات كانت الطالبة الثانية على الجمهورية في الثانوية العامة، من أبناء شمال سيناء.

لكن عن تطبيق نظام التعليم الجديد فى ظل عمدم توافر شبكات الأنترنت، يقول محمد سالم، نقيب المعلمين بشمال سيناء، ومدير إدارة الحسنة التعليمية: لابد أن تُستني سيناء من تطبيق هذا النظام لحين تحسين الخدمات بها، ولكن إذا طبق، فسندشن عدة معامل أليكترونية بوسط المدينة، حيث تتوافر شبكات الانترنت، لنقل الطلبة وتدريبهم على شكل الامتحانات، ثم نقوم بنقل المناهج على سيدهيات، لفتحها علي أجهز الحاسب الألي بالمدارس والبيوت.

ويطالب "سالم" المحافظة بإطلاق أسماء المعلمون المستشهدون نتيجة الأحداث الأرهابية، علي مدارسهم أو شوارعهم، وكذلك تقديم كل الدعم لحماية المعلمين بالمناطق الخطرة وتوفير أتوبيسات نقل لهم بإسعار منخفضة، إضافة إلى بناء كرافانات 5 نجوم مجهزة ومكيفة وتليق بقيمة المعلم، فى جميع المناطق الخطرة التي لم نتمكن من بناء استراحات فيها للمعلمين.

ويضيف "سالم": أكثر المناطق خطورة وهي منطقة رفح والشيخ زويد والحسنه، تواجه فيها المديرية، أزمة كبيره وهى طلبات نقل المعلمين من المدارس وتحويلهم لمناطق آمنة.. أكثر من 50 معلما ظلوا سنوات عديدة يطلبون النقل لإدارات وسـط العريش، بسبب صعوبة المعيشة فى هذه المناطق وقلة الخدمات، وبعدها عن عاصمة البلـد التي تتوافر فيها الخدمات الصحية وباقي الخدمات مثل الخبز والفواكهه والخضروات والخدمات المدنية، إذ أن كل هذه الخدمات لم تتوافر في هذه المناطق الجبلية.

ويؤكد سالم، أن جميع التحويلات بين الإدارات التعليمية تم وقفها بسبب عجـز التخصصات، خصوصا العلمية مثل "الرياضيات والعلوم". لكن "سالم" أن هذه المشكلات وإن كانت بدائية في منظومة التعليم، إلا أن الإرهاب والظروف الأمنية تزيدها صعوبة.  ويستطرد، مشكلة هذه المناطق عدم اقبال المعلمين للعمل بها. والمعلمون يطالبون بصرف حوافز بدل مخاطره، مثلهم مثل زويهم من يعملون فى أمكان خطره، لافتاً إلى إن المعلم مثل الجندي المحارب، يواجهه الارهاب ويدافع عن وطنه، واستشهد الكثير منهم، وأخرون يرقدون بالمستشفيات نتيجة إصابات فى الحادث الإرهابي الأخير.

نائب سيناوي: أبنائنا يمثلون 75% من الدارسين بجامعاتها 

حسام الرفاعي، عضو مجلس النواب عن شمال سيناء، يؤكد أن الظروف الأمنية الغير مستقرة بسيناء تلعب دورا كبيرا في عدم استقرار العملية التعليمية في جامعات سيناء، سواء جامعة العريش أو جامعة سيناء والجامعات والمعاهد الخاصة الموجودة هناك. ويوضح، طلاب جامعة العريش مثلا يعانون من طرق الموصلات للجامعة، بل حتي المقيمين في العريش بسبب كثرة الكمائن التأمينية علي الطرق ما يتسبب في تأخرهم عن مواعيد المحاضرات والدراسة، فالطريق من منتصف سيناء إلى جامعة العريش به أكثر من 8 كمائن.

ويشير الرفاعي إلى أن طلاب جامعة سيناء أيضا، يعانون من نفس المشكلة لأن الجامعة علي أطراف البلد، ما يؤدي إلى مواجهة المعديات الموجودة بالمدينة والكباري.

فكل هذا يؤثر علي العملية التعليمية بالسلب، مشيرا إلي أن جامعة العريش وسيناء بهما عدد من الكليات لنفع الطلاب ، فجامعة العريش بها 5 كليات، وجامعة سينا بها 7كليات هم، صيدلة، أسنان، وهندسة، وعلوم الحاسب، و إدارة الأعمال والتسويق الدولى، وتكنولوجيا الإعلام. وفي نفس السياق قال رحمي بكير عضو مجلس النواب عن العريش، أن أغلب أعضاء هيئة التدريس يمتنعون عن التدريس بالجامعات في سيناء بسبب الظرو ف الأمنية المحيطة بالمحافظة التي تعوقهم في الوصول للجامعة بسهولة ، مشيراً إلي أن معظم أعضاء هيئة التدريس بسيناء يتوافدون من مدن خارجية مما يصعب عليه الدخول بسهولة , وأوضح بكير أن سوء خدمات الأنترنت والشبكات عامل كبير في رفض الأساتذة بالتدريس بالجامعات في سيناء و عدم استقرار العملية التعليمة بالنسبة للطلاب أيضاً مقارنة بطلاب المحافظات الأخري وأضاف بكير أن أعداد الطلاب بالجامعات في سيناء كبير، ويأتي طلاب من مدن ومحافظات خارجية أيضاً للتعلم هنا، ويبلغ نسبة أعداد الطلاب من المدن الخارجية ربع الطلاب بالجامعات، ويشكل 75% الطلاب الباقيين من أبناء سيناء. أكد رمضان سرحان عضو مجلس النواب عن دائرة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء ، أنه قام بتقديم مذكرة لوزارة الدفاع بتقليل الكمائن الموجود علي الطرق وفتح بعض الطرق المغلقة التي تعطل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من الوصول إلي الجامعة ، وذلك لتسهيل وتحسين العملية التعليمة بسيناء الذي عاني منها طلاب الجامعة ،وتم الرد من الوزارة أنها تنظر في الأمر حرصاً علي مستقبل أولاد سيناء. وأضاف سرحان أن وزارة الدفاع تقوم بتأمين شديد علي الجامعات والمدن الجامعية للطلاب المغتربين من محافظات أخري لحفظ وسلامة أرواحهم من أي استهدافات إرهابية، كما أن جامعة العريش تقوم بعمل وعقد بروتوكولات جديدة منها إنشاء مركز استشارات هندسية ووحدة تحلية مياه بالجامعة وبروتوكول شراكة وتوأمة مع جامعة المنصورة للتعاون فى جميع المجالات ، وخاصة الطبية والعلاجية، كما تم توقيع برتوكول التعاون المشترك مع مديرية التربية والتعليم فى المحافظة للتعاون المشترك فى كافة المجالات للارتقاء بمستوى التنمية البشرية والتدريب وتنمية الموارد البشرية والسياسات والاستراتيجيات التعليمية.

جامعيون في مواجهة الجهل التطرف

على خط النار والانفجارات، أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بجامعتي العريش وسيناء،  منذ أن أصبحت جامعة العريش، مستقلة عـن جامعة قناة السويس، ومنذ أن ولدت جامعة سيناء كجامعة خاصة" في 2005. وواقعيا فإن حجم التحديات التي كان يعيشها الطلاب مـن أجـل استكمال تعليمهم  والحصول على الشهادة الأكاديمية والجامعية تراجع بإنشاء جامعة خاصة واستقلال جامعة العريش، التي أصبحت أيضا تستقبل الطلاب من أقاليم مجاورة، وبها 8500 طالب وطالبة. وقد شهدت مدينة العريش، طفرة فيعد إنشاء كليتين تابعتين لجامعة قناة السويس هما كلية التربية، وكلية العلوم الزراعية البيئية، منذ سنوات طويلة تم إنشاء كليات للتربية الرياضية والآداب والعلوم ومعهد للدراسات البيئية، وأصبحت هذه الكليات فرعًا لجامعة قناة السويس عام 2015 فجامعة العريش عام 2016، لتشهد ميلاد كليات جديدة ايضا منها التجارة والاقتصاد المنزلي والاستزراع المائي والمصايد البحرية، إضافة إلى بعض الكليات الأخرى قيد الإنشاء حاليا. بعد موافقة مجلس الجامعة على إنشاء 4 كليات ليصبح عدد الكليات بها 13 كلية بعد افتتاح كليات" الهندسة – التمريض – الصيدلة – فم الأسنان".

وذلك فضلا عن تخصيص حافز جذب العمالة لجميع العاملين بالجامعة من أعضاء هيئة تدريس ومعاونيهم وإداريين وغيرهم بواقع 300 % شهريا، واتجاه الجامعة لاستحداث كليات جديدة والعمل بجدية لمواصلة التطوير كحل أمثل في مواجهة الإرهاب الأسود.

وعن التعليم الجامعي في سيناء، يقول الدكتور حسام رفاعى، عضو مجلس النواب عن العريش، إن جامعة العريش تعد قاطرة التنمية فى سيناء، مشيرا إلى أن إنشاء جامعة العريش واستقلالها عن جامعة قناة السويس كان من أهم المطالب الأساسية لنواب وأبناء سيناء.

ويوضح رفاعي، أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء جامعة العريش كان أبلغ رد على دعوات التهجير وتهميش أهالى سيناء مطالبا بإتباع الأسلوب العلمى فى أى تنمية على أرض سيناء ولتحقيق تقدم أى مجتمع، مطالبا بتعميم مكافأة حافز جذب العمالة لجميع العاملين فى مختلف الجهات على أرض سيناء نظرا للظروف الصعبة التى يعيشها المواطن السيناوي.

ويقول الدكتور حاتم سلامة، أستاذ الأدب الإنجليزي، بجامعة العريش، إنه على الرغم مما يعانيه الجميع من إرهاب أسود وانقطاع الشبكات، وما يرتبط بها من خدمات وإغلاق الطرق لساعات وقلة المواصلات وما إلى ذلك من مشكلات لا تخفى على أحد، إلا أننا نؤدي رسالتنا ونعمل على الارتقاء بها، كما نتطلع إلى زيادة المخصصات المالية للمكتبات وزيادة عدد القاعات الدراسية وتزويدها بالوسائل التكنولوجية والاهتمام بالمعامل وتزويدها بالأجهزة والمستلزمات. وكذلك تفعيل دور مراكز الجامعة المتعددة لتقديم خدمة مجتمعية حقيقية إضافة إلى سد العجز من أعضاء هيئة تدريس وهيئة معاونة وإداريين الذي تعاني منه الجامعة كأي جامعة ناشئة، إلا انه يطالب بتوفير وسيلة نقل جماعي تابعة للجامعة من وإلى مدينة الإسماعيلية كنقطة تمركز وإنشاء دار ضيافة ذات خدمة فندقية ونادي أعضاء هيئة تدريس ووحدات سكنية تابعة للجامعة.

ويؤكد سلامة، أن حتى يتحقق هذا فلابد أن يعمل الجميع لتظل الجامعة قاطرة التنمية والتنوير، خصوصا وأن جامعة سيناء تحتل موقعاً متميزًا علي ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة العريش وتبعد حوالي 8 كم من المدينة وتبعد الجامعة عن مدينة الإسماعيلية حوالي 160 كم وعن القاهرة حوالي 280 كم.  مشيرا إلى أنه حتى الآن تخرج في الجامعة منذ 2010، أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة في مختلف التخصصات، واحتفلت الجامعة في شهر ديسمبر الماضي، بتخريج 1038 طالبا بكليات " طب الأسنان والصيدلة والهندسة والإعلام وتكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسب"، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وكذلك فقد قرر المجلس الأعلى للجامعات الخاصة، استمرار العمل بقرار العام الماضى الذي يخص تخفيض الحد الأدنى للتقدم بكليات جامعة سيناء بمقدار 5% عن باقى الجامعات. وبعد أزمة الأقباط الأخيرة، في سيناء، قرر وزير التعليم العالي تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الموقف، واستضاف 30 طالبًا من المتضررين داخل الوزارة، والتواصل مع رؤساء جامعات قناة السويس والسويس وبورسعيد، لقربهم من سيناء، وتم الاتفاق معهم على استضافة طلاب العريش المتضررين فى المدن الجامعية مجانًا، وتقديم التغذية لهم، كما فتحت المستشفيات الجامعية أبوابها للمصابين مجانا.

دور كبير للأزهـر.. 

الوضع الخاص الذي يعيش فيه السيناوية، وخصوصا في الشمال، دفع الأزهر الشريف، إلى تحصين الطلاب في جامعته ومعاهده خلال العملية التعليمية، علاوة على تنظيم الندوات والفاعليات المختلفة.

ويقول الشيخ محمد موسى، الوكيل الثقافي في منطقة شمال سيناء الأزهرية، إنَّ قيادات المعاهد الأزهرية يركزن على دحض الفكر المتطرف من عقول الناس في سيناء، لاسيما أنهم يعلمون على نشر التعليم الأزهري في وسط المحافظة، مشيرًا إلى أنه تم افتتاح معاهد في غالبية القرى، من أجل نشر الفكر الإسلامي الوسطي.

ويضيف "موسى": لدينا 102 معهد أزهري، و11 ألف طالبًا، في جميع المراحل "الابتدائي والإعدادي والثانوي"، وعملنا على زيادة الأماكن المتاحة لتعليم رياض الأطفال في الأزهر، حيث وصلنا إلى 15 معهدًا خاصًا بهم، لتعليمهم الفكر الوسطي وتحصينهم ضد التطرف منذ الصغر.

ويوضح أنَّ المعاهد الأزهرية دائمًا ما تُحصِّن الطلاب وتوعيتهم ضد التطرف، إذ تُعلِّم الدين الإسلامي، ومناهج الأزهر التي تتمثل في الشريعة والدين، والفقه والحديث والتفسير واللغة العربية، مشيرًا إلى أنهم يوعون الطلاب بالمفاهيم الصحيحة لتحصينهم من أي فكر دخيل أو متطرف، لأنهم يسمعون أحاديث كثيرة مغلوطة، التي تنتشر في كل مكان، خاصة أنها لا ترحم المساجد من وجودها.

كما يشير إلى أنَّ طلاب سيناء، دائمًا ما يكونوا حذرين في التعامل مع المدرسين داخل المعاهد، ويستمعون للدرس فقط، ولا يسألون عن أي شيء، لافتًا إلى أنَّ أولياء الأمور هم من يذهبون إليهم ليسألوا عن الذي تعلمه الطلاب في المعهد، بحجة أنه ليس من طبيعة فكرهم وأن المدرسين قد علموا أبنائهم شيء خاطئ، وحينها نجد أن قيادات المعاهد يوعوهم بأن ذلك من الإسلام وليس أفكار خاطئة، علاوة على أنهم يردون على أي سؤال عن د شيء غير صحيح في الفكر يبادر عقل أولياء الأمور، ويوجهه إلى الأزهر.

ويلفت إلى أنَّ طلاب سيناء مثل الآخرين في أي مكان ليس في فكرهم أي تطرف أو اختلاف، حيث إن الأمر يكمن في البيئة المحيطة بهم فقط، مؤكدًا أنَّه إذا تم نشر فكر الأزهر في كل مكان في سيناء، سيُحارب الفكر المتطرف، إذ يوجد إقبال كبير على المعاهد الأزهرية في المنطقة.

ويوضح أنَّه يتم تنظيم دورات تدريبية لمدرسي المعاهد الأزهرية في المنطقة، ليكونوا قادرين على التدريس للطلاب وتوعيتهم ضد التطرف، خاصة أنهم خريجي الأزهر، مشددًا على أنهم إذا وجدوا فكر أحدهم مختلف أو متطرف، يتم مخاطبة قطاع المعاهد الأزهرية لاستبعاده من سيناء، علاوة على أنه إذا اشتكى أحد من أي مدرس يتم توعيته.

من جانبه يقول الشيخ عبدالباقي فرج، مدير الدعوة في مديرية أوقاف شمال سيناء، إنَّ قيادات وزارة الأوقاف في شمال سيناء يهتمون بالكتاتيب اهتمامًا كبيرًا، علاوة على محاولاتهم خلال صلاة الجمعة، بحث أولياء الأمور إلى أن يرسلوا أبنائهم ليحفظوا القرآن الكريم.

ويشدد "فرج" على أنَّ جميع الكتاتيب في سيناء تابعة للأوقاف، ولا يتم السماح بسيطرة أحد أيًّا كان أن يُنشئ كُتابًا بدون الحصول على موافقة الأوقاف، مشيرًا إلى أنَّ هناك مدارس قرآنية لتوعية الطلاب، وتحثهم ضرورة حفظ القرآن الكريم، إذ إن كل مدرسة بها 2 محفظين ومشرف، معتمدين رسميًّا من وزارة الأوقاف.

ويوضح أن الأوقاف تنظم مسابقات للقرآن الكريم باستمرار في مناطق مختلفة، من المحافظة من أجل تشجيع الطلاب على حفظ القرآن الكريم، خاصة أن بعض رجال الأعمال يُخصصون مبالغ مالية لتوزيعها على الطلاب الفائزين، مشيرًا إلى أنَّهم يذهبون شهريًّا إلى مكتب مختلف في منطقة، علاوة على أنَّ هناك مسابقة سنوية مكافآتها تقترب من الـ50 ألف جنيهًا.

يذكر أنَّ الكُتاب الموجود في الوقت الحالي عصري، لا يقتصر على تحفيظ القرآن الكريم فقط، بل يتم إلقاء دروس دينية، إضافة إلى توعية الطلاب وتحصينهم ضد المفاهيم الخاطئة، لأن الأجواء في شمال سيناء مختلفة عن أي مكان آخر.

ويضيف "فرج": إنَّ هناك فترة صباحية وأخرى مسائية، خلال جميع أيام الأسبوع، ونحاول بقدر الإمكان تحفيز الطلاب لحضور المدرسة القرآنية، حيث نجد أولياء الأمور يخافون على أبنائهم، أن يرسلوهم إلى المدارس، في ظل الأجواء الصعبة، في المحافظة.

كما يقول الدكتور نصرالدين الخضري، عميد كلية العلوم الأزهرية في جنوب سيناء، وعضو المجلس الاستشاري لتنمية سيناء، إنَّه تقدَّم بطلب إلى مشيخة الأزهر، حتى يكون الأولوية لطالبات شعبة الدراسات الإسلامية في الكلية، في المسابقات التي تُعقد لاختيار مدرسات للمواد الشرعية، في الأزهر، حتى يُعطي حافز لهم أكثر للالتحاق بالكلية والعمل على مكافحة التطرف فكريًّا.

ويؤكد "الخضري"، أنَّه سعى إلى تعيين جميع خريجي شعبة اللغة العربية في الكلية دفعتي 2016 و2017، في وظائف التدريس في جنوب سيناء، مشيرًا إلى أنه يعمل على إصدار نتائج الامتحانات بعد انتهائها بـ10 أيام، مشيرًا إلى أنًّ الكلية لا تقتصر على طلاب جنوب سيناء فقط، بل تضم طلاب شمال المحافظة أيضًا.

وعن دوره في مواجهة الفكر المتطرف في سيناء يقول: دورنا تعليمي في المقام الأول، فنعتمد على إعداد الطلاب والطالبات ونمدهم بالفكر الإسلامي الصحيح، والافكار الخاصة بالأزهر الشريف، مشيرًا إلى أنه يُنظم ندوات للشباب بحضور متخصصين في مجالات مختلفة، لتوعيتهم بدورهم الوطني، علاوة على الحرص على عقد لقاءات مع القيادات العسكرية والمدنية والأمنية في سيناء.

ويوضح حرصه الدئم على الحديث والحوار مع الشاب لتوعيتهم بأهمية دورهم في الحفاظ الأمن القومي المصري، مشددًا على أنه لا بد أن يكون هناك دور للمجتمع المدني في الجانب التنموي والثقافي.

ويقال "الخضري": نقدِّم المشورة والرأي فيما يخص المجلس الاستشاري لتنمية سيناء، وذلك بعد دراسة فيما يتعلق بجوانب التعليم، ونسعى إلى الخروج بخريطة تعليمية تتواءم مع سوق العمل والطبيعة الجغرافية في سيناء، حتى يجد الخريج أو الخريجة مكانًا في سوق العمل، وألَّا يكون عال على المجتمع أو يزيد من نسبة البطالة، مشيرًا إلى محاولته التباحث مع المستمثرين لخلق فرص عمل للخريجين، علاوة على إعادة تأهيلهم لشغل في الوظائف المتاحة في المحافظة.

كما يوضح أنه يوجد كبير جدًا من أهالي سيناء على جامعة الأزهر، إذ إنَّ طبيعة الطلاب السيناويين تتوافق مع الدعوة التي يدعو لها الأزهر، منوهًا بأنَّ الكلية تعمل بقدر الإمكان على تصحيح نصحح المفاهيم المغلوطة لدى هؤلاء الطلاب، لأنهم الأساس في مواجهة أي فكر متطرف، وأنْ يكونوا حائط الصد ضد أي أفكار هدامة تسيء للإسلام أو الدولة.