الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

سؤال حل المشكلات في عيون طلاب جامعة القاهرة.. ومقارنة مع "البابل شيت"

كشكول

تشهد كليات جامعة القاهرة، خلال امتحانات الفصل الدراسي للعام الجامعي الحالي 2017 -2018، وجود أسئلة جديدة، عن حل المشكلات، وذلك بعد إعلان مجلس الجامعة الموافقة على طرحها.

وتضع الأسئلة، حسب طبيعة كل كلية والدراسة بها مع مراعاة الفروق بين التخصصات، ويحدد أستاذ المادة الدراسية نسبة السؤال من لامتحان وفقآ لما تم شرحه للطلاب، مع ضرورة وجوده بالإمتحان وتدريب الطلاب عليه.

وثمن عدد من أساتذة جامعة القاهرة، طرق التغيير في نظم الامتحانات، بأنها تعد خطوة نحو البعد عن الحفظ والتلقين وتشجيع الطلاب علي استخدام جانب آخر من جوانب التفكير يتم أعماله في كل مراحل التعليم وهو التفكير المتكامل والذي يعتمد علي الإدراك الكامل لكل أبعاد المشكلة محل الدراسة ثم طرح الاحتمالات والمفروض المختلفة التي يحتمل أنها أدت إلي وجود المشكلة إبحث كل فرض علي حدة مع تثبيت بقية الفروض لمعرفة تأثيره .

واستطلع "كشكول"، آراء الطلاب حول طرح الجامعة سؤال حل المشكلات بالامتحانات وما الفائدة منه على المنظومة التعليمية بالكليات.

البداية.. قالت إسراء مراد طالبة بالفرقة الثالثة كلية العلوم، إنها قرأت عن السؤال التطبيقى الذى طرحه رئيس الجامعة حول سؤال "حل المشكلات"، مشيرة إلى أنه يعد سؤالا متميزا يجعل الطلبة لديهم القدرة على التطبيق العملى المناسب بديلًا عن النظام القائم على الحفظ.

كما أكدت أن نظام البابل شيت الذي تطبقه الجامعة في الامتحانات، يحتاج لطريقة شرح تكون بنفس المستوي الذي يتم وضع به الامتحان".. قائلة "متجيش تشرح إثباتات و سرد و تقولي حلي بابل ".

وأشارت إلى أن تطبيق نظام البابل شيت بالكلية لا يلائم طبيعة المناهج القائمة على فروض وإثباتات فى المعادلات الكيميائية أو الفيزائية، فلا يوجد أى إتاحة للشرح أوإثباتات فرضية، مؤكدة أن النقاط المحددة لهم فى الامتحان تجعلهم ليس لديهم القدرة، على التعامل بحرية فى الإجابات، وأن نظام هذا السؤال لن يُطبق حتى الآن، مقارنة بتطبيق البابل فى بعض مواد الكلية.

وأضافت أن سؤال حل المشكلات يمكن أن يضيف خاصة  لكى يكون هناك تنوع فى الأسئلة لقياس درجة التعبير عن الرأى على خلاف أن يكون الإختبار معتمد فقط على البابل وأسئلة اختيارات تقيس درجات الحفظ فقط، بالإضافة إلى درجات البابل شيت غير مرضية تمامًا فتكون الإجابات محددة ولا تعبر عن أى رأى آخر، وأن هذا السؤال يلائم بدرجة كبيرة الكليات العملية فى قياس صحة الفروض وإثباتها والتوصل لنتيجة.

وعلى النقيض..  قالت آية محمد، طالبة بالفرقة الرابعة كلية دار العلوم، إنه بالرغم من صعوبة تطبيق نظام البابل فى بعض المواد مثل العربى والنصوص والأدب التى تحتاج لسرد في الشرح، إلا أن هذا النظام قلل من حلات الغش لإختلاف النماذج فيما بينهم، و أنه قائم على السرعة لاعتماده على إجابات محددة، مضيفة أن إدارة الكلية حددت منذ أيام أنه سوف يتم تطبيق سؤال حل المشكلات فى نهاية امتحانات هذا الترم الدراسى.

وأوضحت أن نظام سؤال حل المشكلات قبل تطبيقه لابد من التدريب عليه لمعرفة كيف يتم تقييم الإجابة للطالب، فهو بالرغم من أنه يترك مساحة للتعبير إلا أن له قواعد لابد أن نتدرب عليها لكى يصبح لنا تفكير ناقد ورؤية فى تطبيق الحلول بطريقة صحيحة.

وذكر أحمد خليل طالب بالفرقة الثانية كلية الآداب، أن من إيجابيات سؤال حل المكشلات ترك مساحة لحرية الطالب فى التعبير عن رأيه فى حل مشكلة، وينهى بذلك الاختبار المعتمد على الحفظ فقط، موضحا أنه يعتمد على التفكير العلمى، مقارنة بالبابل الذى يعتمد على الحفظ فى مذاكرة الأسماء والتواريخ التى بعد دقائق من الامتحانات لا نتذكرهم إطلاقًا.

وقالت فاطمة فتحى طالبة بكلية الإعلام، إن تطبيق سؤال حل المشكلات قد يساعد بدرجة كبيرة على الفهم خاصة نظام الكلية الذى يعتمد على التطبيق والفهم للمواد النظرية والعملية بالكلية، مشيرة إلى أن هناك مواد دراسية لابد أن تعتمد على رأى الطالب مثل مادة "الإعلام والمجتمع" التى تقوم على آراء الطلاب فى حل مشكلات المجتمع، وكيف نتجنب المشكلات وتقاس بذلك الإجابات بدرجة فهم الطالب وقدرته على التفكير الناقد والفهم والوصول لحل.

وأشارت إلى أن لابد من تطبيق سؤال البابل وحل المكشلات معًا فى ورقة الامتحان ولا يقتصر على سؤال واحد فقط، مبينة أن تطبيق نظام البابل شيت من إيجابياته عدم الظلم للطالب، ويأخذ حقه بالدرجات نظرًا لأن الإجابات محددة فى أسئلة الإختيارت أو الصواب والخطأ.

وقال الدكتور محمد كمال، أستاذ الفلسفة، بجامعة كفر الشيخ، إن وجود تغيير في عملية الامتحانات وأسئلة تعتمد على الفكر، بعيدا عن الحفظ والتلقين، وتتطلب من الطالب توفر المعلومات وسعة التفكير والقدرة علي التحليل والتفكير الناقد، مشيرا إلى أنه يمكن تطبيقه في كل الدراسات سواء علوم إنسانية أو طبيعية أو رياضية، وموجود بالفعل ولكن بشكل بسيط في بعض الكليات مثل كلية الحقوق في القضايا أو في قسم الفلسفة في المشكلات المختلفة التي يدرسها الطالب ويطلب منه إبداء رأيه فيها.

ورأى كمال، أن تطبيق هذه الخطوة على مستوى الجامعات بضوابط محددة وتكرار ذلك في كل المواد وعلي مدار سنوات الدراسة، سيكون هناك طالب ذو عقلية قادرة علي مواجهة الحياة وحل المشكلات المختلفة التي قد تواجهه، موضحا أن الغرض هو تكوين العقلية النقدية لدى الطلاب مما يجعلهم قادرين علي التفكير في الآراء المختلفة التي تطرح عليهم ويسمعونها ويكون لديهم قدرة علي التفكير السليم بشأنها مما يخلق حصانة طبيعية لديهم ضد الوقوع في براثن التيارات المتطرفة والفكر الإرهابي الذي يستغل ضعف العقلية النقدية لدى الشباب في إقناعهم بأفكار تتعارض تماما مع الدين والوطن.

وتمنى أستاذ الفلسفة، ألا تقتصر هذه الخطوة علي جامعة القاهرة خاصة مع تدريس مقرر التفكير النقدي وريادة الأعمال وأن تكون نموذجا تحتذي به بقية الجامعات من أجل تطوير التعليم المصري والارتقاء بفكر ومستوي وثقافة خريجيه، وتدريس المقررين بشكل سليم ألا يكون ذلك علي غرار مادة القيم والمواطنة التي تم تفريغها من مضمونها بقرار من الإدارة السابقة أن تكون مقرر إلكتروني فقط ومادة تخرج وبالتالي لم يهتم بها الطلاب اطلاقا ولا يعرفون عنها شيئا.

وعلق الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، بأن الآلية التي تتبعها الجامعة نحو التقدم، منها تغيير نظم الامتحانات والابتعاد عن الحفظ والتلقين، مضيفا أن هذا السؤال له طرق متعددة لتأكيد طريقة المنهج العلمي في التفكير باختيار الفروض وتطبيق الفروض الأصح وتدريب الطلاب علي إيجاد البدائل والسيناريوهات لحل أي مشكلة.

وشدد الخشت، على أن الجامعة، لديها إستراتيجية تعمل بها، للتطوير، ومنها تطوير نظم الامتحانات، وبدأت بطرح أسئلة حول حل المشكلات، مع  مادتي التفكير النقدي وريادة الأعمال كمتطلب دراسى خلال السنوات المقبلة.