الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

محمد الباز لوزير التعليم: نساندك فلا تعاندنا

كشكول

عزيزى الدكتور طارق شوقى، وزير التعليم.. تحية واحترامًا وتقديرًا.

لا أكتب لك هنا على الملأ إلا ليكون بعض من الناس بينى وبينك، ليشهدوا على ما لك وهو كثير جدًا، ويفكروا فيما عليك، وهو قليل بالنسبة لى لا يُذكر.

أعرف أنك تعانى كثيرًا من حالة سوء الفهم التى تحيط بك الآن، ومن موجات الكيد السياسى التى يحاصرونك بها، ومن مخططات أصحاب المصالح الذين لا يرضيهم ما تفعله، ومن طبقات من ثقافة راكدة لشعب لا يحب التغيير ولا يقبل عليه ولا يرحب به.. بل ليس خافيًا عليك أنه يتشاءم منه، وهى أمور نرفضها، لكن علينا أن نقدرها، فنحن لن نخترع شعبًا نكتب له أو نعمل من أجله.. هو شعبنا بما فيه من خير وشر، وليس أمامنا إلا أن نعمل من أجله ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.

عزيزى الدكتور طارق شوقى..

لا يستطيع أن ينكر عليك مجهودك الضخم فى صياغة مشروع تطوير التعليم المصرى إلا جاحد.

ولا يغفل عن جهود الذين عملوا معك إلا سيئ النية والطوية.

ولا يهاجمك الآن إلا من يحمل فى قلبه حلمًا بأن ينتهى كابوس التطوير، هو كابوس بالنسبة له، لأنه يضر بصالحه ومصالحه ومكاسبه.

لكننى يا معالى وزير التعليم لا يمكن لى أن أنكر، ولا يمكن لك أن تتجاهل أن هناك من يهاجمون مشروع تطوير التعليم لأنهم لا يفهمونه ولا يستوعبون أبعاده ولا يثقون بما فيه من خير ليس لأولادهم فقط، ولكن لمصر كلها، وهؤلاء وجدوا أنفسهم فى مصيدة من يشعلون النار من حولك، وينسجون حول المشروع الأكاذيب والمغالطات، وكان طبيعيًا أن تنتشر هذه الترهات حول عملك العظيم فى شعب يجمعه الصفير دون أن يعرف حتى من هو صاحبه.

هؤلاء يا معالى الوزير هم همى كما هم همك بالضبط، يجب ألا نتركهم فريسة بين أنياب مروجى الشائعات، من حقهم أن يفهموا، أن يطمئنوا، وأنا أثق أنهم لو استراح لهم البال واستقر بهم الحال، فلن تجد خيرًا منهم سندًا لك ودعمًا لمشروعك الكبير فى إنقاذ التعليم المصرى من مهاوى العفن التى يرقد فيها منذ عقود طويلة، لا يريد أن يغادرها أبدًا.

عزيزى الدكتور طارق شوقى..

يشعر كثير من أولياء الأمور، أنك تتعالى عليهم، لا تنظر لمخاوفهم، تتحدث بلغة لا يفهمونها، تهددهم أحيانًا باسم الرئيس، وتقول لهم إن القيادة السياسية داعمة للمشروع، فيشعرون بأنهم أمام حرب هم أضعف من أن يخوضوها معك، صحيح أنت تتواصل، وتكتب على شبكات التواصل الاجتماعى، وتسهم فى مناقشات جروبات الواتس آب، لكنك تفعل ذلك بلغتك ومصطلحاتك وأفكارك وتصوراتك، التى هى صحيحة، لكنها على أرض الواقع خلقت مساحات كبيرة من القلق، لأن من تتحدث معهم لا يشغلهم المصطلح بقدر ما يعنيهم الإجراء.

تأكد يا سيدى أنك دخلت باب التاريخ المصرى من أوسع وأنصع أبوابه، بوقوفك وراء هذا المشروع العظيم لتطوير التعليم، لكن هذا الدخول الذى يدعو للفخر لن يكتمل إلا إذا اكتملت التجربة، ولن يكون للتجربة اكتمال إلا بدعم الناس ومساندتهم لك، ولن تجد دعمًا أو مساندة إلا بعد أن يفهم الناس، ويدركوا أن ما يحدث فيه خير لهم ولمستقبل أبنائهم.

عزيزى الدكتور طارق شوقى..

ينتظر الصحفى أو الإعلامى لقاءً مع وزير، يعتبر ذلك إنجازًا مهنيًا، أنا لا أريد هذا الحوار معك، لا أسعى للجلوس إليك، بل أطالبك وبصراحة بأن تكف عن الكلام للفضائيات والصحف، اترك ذلك لفريق من المحترفين فى التسويق السياسى والاجتماعى، ضع من الآن استراتيجية كاملة حتى تجمع بها الناس من حولك.

سيقول لك البعض: الوقت تأخر، لن تستطيع أن تفعل ذلك، وليس على الناس إلا أن يرضخوا لما تقوله.

سأقول لك: إن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى على الإطلاق، فإن تحصل على تأييد جزئى خير من أن يبتعد عنك الناس، لأنهم فقط لم يفهموا ما تقوم به على الوجه الصحيح.

تخفف من أحمالك يا معالى الوزير، أنزل عن كاهلك مسئولية الحديث والشرح والتوضيح.

أعرف أنك تؤمن بالعمل الجماعى، وبأهمية وضرورة التخصص، ولذلك فليس عليك إلا أن تستعين بمن يتحدث مع الناس بلغة يفهمونها.

افتح كل النوافذ ليدخل منها الهواء لمن تقصدهم بمشروعك.

وتخيل هؤلاء الذين يتظاهرون أمام الوزارة احتجاجًا بسبب سوء الفهم، وهم يدخلون إلى قاعة فى الوزارة ليتحدث معهم فريقك التسويقى، تأكد أنهم سيخرجون داعمين لك.

ستقول: المعترضون كثر.

سأقول لك: المشروع يستحق المزيد من بذل الجهد.

أنت تُغير يا معالى الوزير وجه مصر، ما تفعله لا يقل فى جانب منه عن رسالات المصلحين الكبار فى تاريخ البشرية، وهؤلاء تحملوا هجومًا وعنتًا وصدًا دون أن يتراجعوا أو ييأسوا بل واصلوا طريق دعوتهم، فإن تؤلف قلوب الناس من حولك.. خير من جعلهم ينفرون مما تقوله.

عزيزى الدكتور طارق شوقى..

هذه كلمات من داعم لمشروعك.. ومؤيد لخطواتك، ولن أزيد على ما قلته إلا: اخفض جناحك لهذا الشعب، لا تعانده، وأعدك أنك ستجده سندًا وظهرًا لك، وأنت فى أمس الحاجة لذلك الآن.