الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

رحلة البحث عن المجهول..لاأحد يعرف نظام التعليم الجديد

كشكول

منذ الوهلة الأولي للإعلان عن  نظام التعليم الجديد، وجميع المهتمين بالعملية التعليمة يحاولون معرفة ملامح وتفاصيل هذا النظام الذى يلقي علي عاتقه مسئولية إصلاح المنظومة التعليمية التى أصبح يضرب بها المثل في التدهور، إلا أنه ووفقا للمثل الشعبي "تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن"، فإن تصريحات مسئولي وزارة التربية والتعليم حول "النظام الجديد" تتضارب بشكل مباشر مع تصريحات الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والتعليم الفنى.

ومن أبرز التصريحات المتضاربة حديث "الوزير" عن تدريس مادتى العلوم والرياضيات فى المدارس الحكومية والتجريبية باللغة العربية للابتدائى وباللغات فى المرحلة الإعدادية، معلقا أن "القرار لا يشمل المدارس الخاصة"، بينما أكد أحمد خيري المتحدث الرسمي لوزارة التعليم، أن مدارس اللغات سوف تدرس المواد بالإنجليزية من مرحلة رياض الأطفال حتي مرحلة الصف السادس الابتدائي مع تدريس مادة اللغة العربية ولكنها ستكون بشكل مكثف لتأصيل اللغة بجانب تدريس مادة التربية الدينية ومادة الأنشطة، وأوضح أيضا أنه في نظام التعليم الجديد "مفيش حاجة اسمها تجربيات فى رسمي لغات واللغات هيفضل لغات".

"كشكول" أجرى حوار مجتمعى لمعرفة آراء كل أطراف المنظومة التعليمية من تطبيق نظام التعليم الجديد، وخلال العمل علي هذا الحوار لمسنا عدة نقاط من بينها أن نقابة المهن التعليمية لم يصلها حتى الآن أى شيء رسمي مكتوب حول النظام الجديد، علي الرغم من أن المعلم هو محور العملية التعليمية في النظام المزمع تطبيقه سبتمبر المقبل.

ومن بين هذه النقاط، أنه علي الرغم من تصريح الدكتور طارق شوقي وزير التعليم أن واضعي النظام خبراء مصريون ومساعدة بعض الجهات الدولية، إلا أن خبراء التربية وأساتذة المناهج طالبوا أن يقود عملية التغيير أساتذة كليات التربية، إلي جانب أن أعضاء لجنة التعليم بالبرلمان أكدوا أنه سيتم عقد حوار مجتمعي بمجلس النواب حول النظام الجديد، والسؤال هنا ماذا سيحدث إذا خرجت نتيجة الحوار المجتمعى برفض التطبيق؟.

"البرلمان"

لجنة التعليم بالبرلمان انقسمت حول تأييد ورفض النظام الجديد، وأيضا حول اطلاعهم علي خطة "الوزارة"، ففي الوقت الذى أكد فيه الدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم بالبرلمان، أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والتعليم الفنى عرض عليهم ملفات كثيرة حول نظام التعليم الجديد المقرر تطبيقه سبتمبر المقبل، لكنه لم يتم الانتهاء من قراءتها حتى الآن، مشيرا إلي أن لجنة التعليم تحاول دراساتها تمهيدا لبدء عقد حوار مجتمعى حول النظام.

وأضاف شيحة، أن الحوار المجتمعى سيدعو له البرلمان بعد أسبوعين، موضحا أنه سيتم دعوة ممثلين عن المعلمين والطلاب وأولياء الامور، إلي جانب حضور الخبراء وأساتذة كليات التربية ومتخصصين بالمناهج.

بينما الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، فأكدت أنها اقتنعت بشكل كبير بالنظام الجديد، وخاصة أن الخطة التى اطلع عليها البرلمان محددة بآليات تطبيق وتنفيذ واضحة، وبخاصة أن بعض هذه الآليات ستحل المشكلات المتراكمة بالمدارس لسنوات طويلة، ومن بين هذه الحلول هى استخدام التابلت الذى سيتم تخصيص مراكز صيانة له بالإدارات التعليمية، وهذا سيعالج البنية التحتية السيئة ببعض المدارس.

وأوضحت عضو لجنة التعليم، أن إصلاح المنظومة التعليمية كان يحتاج لقرار جري ولكنه مدروس، معلقة "نجح الوزير في اتخاذ هذا القرار"، مؤكدة أن معظم أعضاء البرلمان أبدوا تجاوب إيجابي مع خطة الإصلاح ونظام التعليم الجديد.

 

"خبراء"

ومن جانبه قال الدكتور طلعت عبدالحميد أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إنه حتى هذه اللحظة مازلنا نحافظ علي مخرجات التعليم، مشيرا إلي أنه يؤيد حديث الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، حول تنوع مصادر المعرفة، لأنه عندما يكون هناك مصدر واحد للمعرفة يتعلم الطلاب الرأى الواحد.

وأشار إلي أنه يجب أن يتم تناول الموضوعات العلمية من خلال الأنشطة والرحلات أو الفيديوهات، ليتعلم الطلاب أن المعرفة اجتهادات بشر تقبل الصواب والخطأ، ولكنه عاد ليؤكد أنه يجب ألا يكون الهدف هو المعلومات والامتحانات، إنما بناء الشخصية المتكاملة وتنوع في التكوين النفسي والاجتماعي والأخلاقي.

وردا علي عمل تقييمات جديدة للمرحلة الابتدائية، فأكد أن أنواع التقييم كثيرة، ومن بينها التقويم النهائي "الامتحانات" والتقويم التكويني المستمر الذى يعالج جوانب الخلل لدى الطالب ويبرز الجوانب الايجابية، وعن تدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية في المرحلة الإعدادية، فأكد أن أى دولة في العالم تحاول الحفاظ علي لغتها القومية ولذلك يجب أن يتعلم الطفل اللغة العربية فترة طويلة ومن الممكن البدء في إدخال اللغة الثانية في الصف الرابع.

وأضاف أنه الأهم من التعلم هو الإجابة عن سؤال لماذا نتعلم؟ هل ليعرف الطلاب معلومات أم لتكوين شخصيتهم، التى تتطلب أن تكون الأنشطة جزء من المنهج بل ويكون النشاط مصاحب للمقرر، موضحا أن ما يتم تداوله الآن مجرد كلام والوزير مسئول تنفيذي يجب أن يعمل في مسارات متوازية، ويعى أن عدد سكان العالم 7 مليار نسمة كل فرد منهم له بصمة مختلفة عن الآخر ولذلك لابد أن يهتم التعليم بأن يخرج كل طالب وفق انتمائاته واهتماماته وقدراته التى يتميز بها.

وأعرب عن تخوفه من غياب دور المدرسة وبخاصة بعد أن صرح مسئول بالتعليم أن الطالب من الممكن أن يؤدى الامتحان وهو جالس علي "كافية"، معلقا "ممكن يقعد مدرس معاه يحلهوله، "مشددا علي ضرورة أن يتم مراعاة المجتمع وعاداته وتقاليده.

وتمنى أن يكون التعديل والتغيير ليس قائم كله علي القروض، لانه اذا غطى القرض التطوير لهذا الفوج من الطلاب، فما مصير الأجيال اللاحقة، مؤكدا علي ضرورة أن يتم التغيير وفق الامكانيات المتاحة، من خلال صيانة المدارس وتقوية شبكة الانترنت ودعم الانشطة وإعادة دور المدرسة مرة اخري.

وأوضح أننا لا نستطيع تغطية جميع هذة النفقات الى جانب تدريب المعلمين الذين سيوجهوا الطلاب في المرحلة المقبلة، واشار الى أن الكارثة الحقيقية هى الاعتماد علي معلم الفصل حتى الصف السادس الابتدائي، مضيفا أنهم في كليات التربية يخرجوا معلمين بتخصصات مختلفة ولكى تكون الرؤية حقيقية لابد أن يتم التنسيق مع كليات التربية لاعداد طلابها لذلك.

وأشار الى أنه لكى تكون الرؤية حقيقية لابد أن تكون شاملة، معلقا "نحن لا نعانى من فقر الموارد بل لدينا فقر فكر".

وأكد حازم راشد رئيس المركز  القومى للمناهج السابق التابع لوزارة التربية والتعليم والأستاذ بجامعة عين شمس، أنه يؤيد  تدريس المواد باللغة العربية دون وجود آى لغة أخرى، لأن عقليات الطلاب في الصغر لها معدل معين من الكلمات التى تستطيع استيعابه، موضحا أن تدريس المواد للطفل بأكثر من لغة يؤدي إلي إخراج أجيال مشوه لغويا.

أضاف "راشد" أنه لا توجد دولة بالعالم تدرس لأبنائها بلغة غير اللغة الأم قبل سن العاشرة، مشيرا  إلي أن نتاج السياسة الحالية في التعاليم هو تشويه اللغة العربية وتداول مصطلحات غريبة علي لسان الطلاب.

وقال الدكتور محمد رجب فضل المدير السابق للمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوى إنه مع أى جهد لإصلاح منظومة التعليم لأنها بصورتها الحالية لا تناسب بلد ذات تاريخ طويل وحضارة عريقة، لافتا إلي أن ما وصلنا إليه من ترتيب متأخر في معظم التصنيفات الدولية سببه تدهور منظومة التعليم.

وأضاف "فضل" أنه  كان يتطلع لعمل حوار جمتمعي، يقوده خبراء كليات التربية والتعليم في مصر للوصول من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة تدريجيا، من خلال وضع وتطبيق حلول جذرية وابداعية.

وأوضح أن التحليل والإبداع هو المستهدف من التعلم، وليس حفظ المعلومات وحصد نتائج للامتحانات، مشددا علي ضرورة أن تكون المدرسة جاذبة للمعلم والطالب، والتعليم ممتعا، مؤكدا أن الجميع يتطلع إلي اليوم الذي يختفي فيه "بعبع" الثانوية العامة، وأن لا يكون الغرض من 12 عام هو مجموع دراسي هو الامتحانات والنجاح.

وأكد أن من وجهة نظره أن النظام الجديد بما يحمله من أفكار خارج الصندوق يقبل التطبيق، ولكنه عاد ليقول أن المدرسة ترفضه وهذا سيسبب كوارث قد تقع علي الطلاب وأولياء أمورهم، وخاصة في ظل عدم وجود شراكة حقيقية وعدم استعداد مناسب لتطبيقه، موضحا أن ما يرفضه هو زرع هذه البذور الطيبة فى أرض غير ممهدة، وبيئة تحتاج إلي إصلاح حقيقي، خاصة في عناصرها البشرية: الكوادر الإدارية  والهيئات التدريسية، وأولياء الأمور الذى قد يكون من المفيد الآن  توجيههم لكيفية التعامل مع النظام الجديد.

وشدد أيضا علي ضرورة الاهتمام بالأنشطة، لافتا الى أن  تطبيق النظام  الجديد على طالب المرحلة الثانوية سيسبب مشكلات كثيرة، لأن معظم المدارس غير مجهزة بالتكنولوجيا التى تسمح باستخدام التابلت كما حدد  النظام الجديد أو باقات انترنت فائقة السرعة التى يحتاجها النظام، الى جانب أن المعلمون ليسوا علي هذا القدر من الكفاءة في استخدام بنك المعرفة، حتى ييسروا لطلابهم ذلك، وليس هناك ما يلزمهم على استخدام قاعدة معلومات الكترونية لرصد غياب الطلاب.

وأبدى رئيس القومى للامتحانات السابق، تخوفه من الغموض الذي يحيط ببنوك الأسئلة، متسائلا عن ضمان سلامة إعدادها والعدالة في توزيع  درجات الصعوب والشفافية في تصحيحها.

 

"المعلمون"

بينما قال المعلمون إن خطط التطوير، التي أعلن عن ملامحها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، خلال الفترة القليلة الماضية تثير العديد من علامات الاستفهام حول كيفية مواجهة التحديات التي ستصادف  الوزارة مع بدء تطبيقها للتجربة في سبتمبر المقبل.

وأشاروا إلي أنهم يتفقون مع الوزير في الحاجة الملحة لتطوير نظم التعليم إلا أنهم أعربوا في الوقت ذاته عن تشككهم في قدرة الوزارة في التغلب علي 3 عقبات أساسية، وهى تهيئة البيئة المدرسية للتعامل مع شبكات الإنترنت، وعمل تدريب حقيقي للمعلمين، إلي جانب ضيق الوقت حيث لم يتبقي علي انطلاق الدراسة في سبتمبر المقبل سوي 5 أشهر.

حيث قال كرم عبد اللاه نقيب المعلمين في القاهرة الجديدة، إن الأخبار التي تتسرب عن النظام التعليمي الجديد كلها تثير القلق لدي المعلمين، وبخاصة أن مسألة دمج المواد لم تحدد مصير المعلمين في مرحلة التعليم الأساسي.

أشار إلي أنه يري أن وزارة التربية والتعليم يجب أن تعلن تفاصيل المشروع بشكل كامل حتي لا تثير القلق بين المعلمين، خاصة أن المشروع لم تشارك به أي من الجهات التي تمثل المعلمين سواء في النقابة أو حتي لجنة التعليم في البرلمان .

وأكد محمد عبدالله أمين عام نقابة المعلمين أنه لا يستطيع إعطاء حكم حقيقي علي منظومة التعليم بشكل كامل لأن النقابة لم يصل لها شئ مكتوب حتي الآن.

وأضاف أنه بشكل مبدئي يشعر بالقلق من ضيق الوقت المتعلق بتدريب المعلمين علي النظام الجديد، إلي جانب أنه لا يوجد وقت كافي لتدريب المدرسين قبل بداية العام الدراسي الذي تبقي علي انطلاقه 50 يوم.

وقال أيمن مرتضي مدرس لغة عربية، إن تطبيق نظام التعليم الجديد يستلزم تهيئة البيئة المدرسية في أكثر من اتجاه فلا  أحد من المعلمين ضد التطوير، وبخاصة أن معدل التدهور في مستويات التلاميذ متصاعدة نتيجة عوامل كثيرة.

أشار إلي أن  رؤيته بشأن البيئة المدرسية تتعلق بكيفية  التطبيق علي أرض الواقع بعيدا عن التخيلات وذلك في ظل ارتفاع الكثافة الطلابية في الفصول وانتشار ظاهرة الفترات الثانية في المدارس، موضحا أن تلك العقبات من شأنها القضاء علي آى فكرة متعلقة بالأنشطة الطلابية والتحاور بين المعلمين والطلاب داخل الحصة، وهل سيكون الوقت المخصص للحصة يتناسب مع ذلك مع وضع في الاعتبار عدد الطلاب الكبير في الفصل.

وشدد وائل علي، مدرس كيمياء علي عدم اعتراضه المطلق علي التطوير، لكنة أبدي قلقه نحو آليات التنفيذ، ومن خلال  تصريحات الوزير يجد أن الخطة ترتكز علي المعلم بصفة أساسية وهو ما يستلزم وجود تدريب حقيقي ومكثف للمعلمين وللادارات المدرسية وهو أمر لم يتحقق بعد ونخشي أنه مع ضيق الوقت المتبقي علي انطلاق العام الدراسي الجديد في سبتمبر 2018 أن يتحول التدريب إلي مجرد ، تدريبات شكلية وبالتالي فهذا سيؤدي إلي ظهور العديد من السلبيات والمشاكل التي ستعيق التنفيذ.

وأشارت أسماء صالح أخصائي صحافة مدرسية أنها تؤيد النظام التعليمي الجديد الذي أعلن عن بنوده الدكتور طارق شوقي وزير التربية و التعليم نظرا لأن المنظومة الجديدة ترتكز علي استخدام أنشطة كوسيلة للتعليم بدلا من الحفظ والتلقين التقليدي الذي كان متعارف عليه في النظام الحالي.

وأضافت أن أهم شئ تطالب به هو تدريب المعلمين بشكل جيد علي المنظومة الجديدة بشكل بحيث يمكن للمعلمين من تدريس الطلاب بشكل يتوافق مع المعايير العالمية في التدريس .

وأوضح أيمن شروخ مدرس لغة انجليزية، أن نجاج التجربة والافكار التي أعلن عنها وزير التربية والتعليم يرتبط بضرورة تطوير البيئة المدرسية واعدادهم بشكل مناسب من حيث شبكات الانترنت و تدريب الادارات المدرسية لادارة المنظومة الجديدة .

كما أن وضع خطط بديلة لعلاج المشاكل المتوقع أن تظهر مع التطبيق كوجود اتصال مباشر مع شركات الاتصال في حالة انطقاع شبكات الانترنت عن المدرسة.

 

"أولياء الأمور"

وأكد أولياء الأمور ومؤسسي روابط والصفحات التعليمية تأيدهم لخطة وزارة التربية والتعليم التي أعلن عنهها الدكتور طارق شوقي وزير التعليم من حيث المبدأ.

أشار أولياء الامور إلى أن مسألة تطوير النظام التعليمي منذ مرحلة رياض الأطفال بداية العام القادم ألا أنهما أعربوا  في نفس الوقت عن مخاوفهم الشديدة من نظام الثانوية العامة المعدل المقرر أن يطبق بداية من العام القادم علي الصف الأول الثانوي خاصة فيما يتعلق بالتابلت ومصادر العرفة مطالبين بأجراء حوار مجتمعي قبل التطبيق.

وقالت عبير أحمد مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن جميع أولياء الأمور يرحبون بالنظام التعليمي الجديد الذي سيطبق بداية من مرحلة رياض الأطفال، وهو ما يتماشي مع  شعار الاتحاد "التطوير يبدأ من أول السلم"، مؤكدين أنهم ليسوا ضد التطوير الذي يبدأ من الاساس وبطريقة علمية صحيحة.

ولفتت عبير النظر إلي أن نجاح النظام التعليمي الذي يبدأ من مرحلة رياض الأطفال يتوقف علي الاستعداد الجيد له، من حيث توفير عدد كاف من المعلمين المدربين علي هذه النظم، وكذلك ممن يتمتعون بقدرة عالية في مهاراتهم اللغوية وشرح المنهج للطلاب بطريقة مبسطة ودون تعقيد.

ورحبت عبير بقرار تدريس الرياضيات والعلوم في المرحلة الإبتدائية باللغة العربية وتدريسهم باللغة الإنجليزية بداية من الصف الأول الإعدادي في المدارس الحكومية، مؤكده أن القرار جيد جدا وينمي مهارات وقدرات الطلاب في هذه المواد التي تتطلب مستوي عالي من القدرات والتفكير وباللغة الأولي في العالم وهي الإنجليزية وتنشأتهم عليها والتي يعتمد عليها سوق العمل بشكل كبير، مشيدة بهذا القرار، خاصة أن طلاب المدارس الحكومية يعانون من عدم الاهتمام باللغات الأجنبية علي عكس المدارس الخاصة والدولية، وهو ما يعني بدء الاهتمام بالتعليم الحكومي من قبل الدولة، مطالبة بتوفير عدد كاف من المعلمين المؤهلين لتدريس هذه المواد باللغة الإنجليزية وتدريبهم جيدا، حتي يستطيع الطلاب الحصول علي المعلومة والمنهج بطريقة سلسة وبسيطة ومفهومة، وكذلك التركيز علي اللغة العربية في المرحلة الابتدائية حفاظا علي الهوية ثم التركيز علي اللغة الانجليزية.

وفي المقابل، أشارت عبير إلي أن جميع أولياء الأمور يرفضون النظام الجديد الخاص بالثانوية التراكمية سبتمبر المقبل، وذلك لعدم وضوح الرؤية الخاصة بالانتهاء من كافة الاستعدادت المتعلقة بالبنية التحتية في المدارس وتدريب المعلمين علي الوسائل الحديثة مثل التابلت وبنك المعرفة وتوافر الانترنت وقدرة الطلاب علي التعامل مع هذة الوسائل الحديثة خاصة في القرى والأرياف من عدمه، مؤكده أن أولياء الأمور يتخوفون من الاستعجال بتطبيق نظام يتعلق بمستقبل الطلاب وفي مرحلة مصيرية مثل الثانوية العامة دون الانتهاء من كافة الاستعدادات الخاصة به.

وأكدت عبير أن نظام الثانوية التراكمية سيحدث شكل الدروس الخصوصية ويطورها بما يتماشي مع النظام الجديد، ولن يقضي عليها، لافتا النظر إلي أن كتب ومناهج الصف الأول الثانوي سبتمبر المقبل كما هيا لم تلغي، مشيره إلي أن الجديد في الأمر إضافة نظام التابلت وعليه نفس المناهج وفيديوهات وطرق حديثة للتدريس، والطالب والمعلم سيستعينوا بالتابلت، وبالتالي سيضر المعلم إلي تغيير طفيف في شكل الدروس الخصوصية تتماشي مع نظام الثانوية التراكمية الجديد.

كان علي النقيض رأي خالد صفوت أدمن جروب ثورة أمهات مصر، أنه أولياء الأمور لديهم مخاوف وتساؤلات كثيرة عن خطة الوزير لتطوير التعليم وتركزت في المطالبة بعرض خطة التطوير كاملة بالتفاصيل الدقيقة  في حوار مجتمعي يشمل جميع أطراف العملية التعليمية و خصوصا آليات التنفيذ، والاطمئنان لموقف مكتب التنسيق بعد تصريحات وزير التعليم العالي انه موجود علي الأقل لمدة سنتين، متسائلين هل معنى ذلك أن هناك أحتمال إلغاء مكتب التنسيق في المستقبل القريب بعد الرفض القاطع من أولياء الأمور بإلغاء مكتب التنسيق بسبب الفساد والمحسوبية و إنه هو الضامن الوحيد لوجود شفافية في دخول الجامعات؟، وماذا عن كيفية تعامل الوزارة مع مشاكل الانترنت في مصر، وكيفية توفير شبكة نت 4G عالية الجودة مع عدم تكلفة ولي الأمر أي مصروفات زيادة في الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأضاف صفوت، أن مخاوف أولياء الأمور من عدم وضوح الرؤية في كيفية احتساب النتيجة النهائية للطالب في نهاية الشهادة الثانوية، متسائلين هل احتساب نتيجة ٤ اختبارات من ١٢ للدفعة الاولى للتجربة و ٦ اختبارات كنظام اساسى  على مدار الثلاث سنوات هو اختيار افضل ٢ اختبار لكل عام ام اختيار ٦ بشكل عام؟، عدم وضوح الرؤية في  التخصص  أدبي أو علمي بعد الابقاء عليه متى تكون سنة تحديد التخصص وما مصير علمي علوم و علمي رياضة بعد وجود تصريحات بدمجهما شعبة واحدة؟، وكيفية احتساب المواد المنتهية وهل هي خارج المجموع أم سيتم الغاء المواد المنتهى أم ستدرس على مدار ثلاث سنوات، وماذا عن المناهج كم و كيف وعدم مناسبتها للمدة الزمنية للتدريس وعدم تناسبها و توافقها مع المراحلة العمرية للطلاب وغياب اهدافها و ابتعادها وافتقارها لاساسيات سوق العمل والحياة اليومية للطلاب.

موجها مسئول الجروب رسالة للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم  بضرورة الكشف عن كافة التفاصيل و ما يشغل بال و فكر الرأى العام، مطالبا بعدم انتقاد المجتمع لما يعانى منه من ندرة و فقر المعلومات حول نظم التعليم الجديدة نظرا لانها تمس مستقبل الأبناء .

من جانبها قالت نيفين ثابت أدمن جروب تمرد على المناهج التعليمية، أن نظام تطوير التعليم الجديد، شىء مبشر بالخير وهو الدفعات الجديدة من مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، مؤكده ان الجميع يؤيدة بشده في ان ينتج جيلا جديداً من الشباب ذو الفكر الواعى  للنهوض بمصر

واضافت ثابت انه ما تم عرضه من بنود لنظام هذه السنوات يتم تشكيل عقليات هؤلاء الطلاب منذ الصغر على هذا النظام، مشيره الي أن فكرة دمج كل المواد فى كتاب واحد بمعلم واحد، فكره رائعة، وخاصة عدم وجود الامتحانات، لافتا الي ان بهذه الخطوه يكون تم الأنتهاء من فكرة الخوف من النتائج وستكون بداية حقيقية لفكرة التعلم الحقيقى والممتع للاطفال.

أما عفاف عدوي أدمن الجروب وولي أمر، قالت أن التفكير في حد ذاته لتغيير نظام الثانوية بشكلها الحالي، هو تفكير ممتاز، لكن بعد تغيير البنيه التحتيه من مباني وديسكات ولوكرات للطلبه واضاءه ومعدات حديثه داخل الفصل وبالتنسيق مع كلية التربية لتدريب الخريجين منها، وتابعت انه يجب الأعتماد علي التابلت في مرحلة تانيه بعد اصلاح البنيه التحتيه وتعديل المناهج، أما التغيير بشكل مفاجئ، فهذا أمر غير طبيعي ويفتح ألف سؤال وسؤال وخاصة فى غياب رصيد من ثقة أولياء الأمور فى الوزارة .

وأشارت الي انه فيما يخص النظام الجديد للتعليم بالرغم من عدم وضوحه لكن يكفي انه بدء من المراحل الأولى، لكن عيبه انه لم يضم اول تلات سنوات موجودة بالفعل في التعليم للنظام الجديد بهدف انقاذ مايمكن انقاذه.