الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

لغة الجسد والإشارات.. هكذا ينمو التفكير الابداعي عند الطفل

كشكول

نشرت مجلة «سيكولوجيكال سينس» الشهرية الصادرة عن رابطة علماء النفس ببريطانيا دراسة تقول: إن تشجيع الأطفال على استخدام إشارات الأيدي والإيماءات في الحديث يمكن أن يساعدهم على التوصل إلى أفكـار أكثر إبداعا.

مؤلفة الدراسة "إليزابيث كيرك"، وهي من علماء النفس في جامعة يورك البريطانية، قالت: إنه وفقا لنتائج الدراسة فإن الأطفال يستخدمون لغة الجسد وحركات اليد بشكل يومي بطبيعة الحال. وذلك عند وصفهم لأي شىء غير مألوف بالنسبة لهم وكلما زاد استخدامهم لتلك الاشارات كلما زادت قدرتهم على الاتيان بأفكار جديدة وأكثر إبداعا.

وقد أظهرت نتائج الابحاث إن الإيماءات يمكن أن تساعد في حل بعض أنواع المشكلات، حيث افترض "كيرك" وزميله "كارين لويس" من جامعة هيرتفوردشاير أن لغة الجسد يمكن أن تساعد في التوصل إلى استخدامات مبتكرة أو بديلة للأشياء اليومية، "وأنها قد تسمح باستكشاف خصائص الاشياء (حجمها وشكلها على سبيل المثال)، ما يؤدي إلى طرح أفكار جديدة للاستخدامات الإبداعية."

واعتمدت الأبحاث على دراستين: الدراسة الأولى بُنيت على مقارنة التفكير الابداعي للأطفال الذين يقومون باستخدام لغة الجسد والايماءات بشكل أكبر من أقرانهم. إما لعدم رغبتهم أو عدم قدرتهم على التعبير بالأيدي، حيث قاموا بعرض سلسة من الصور على مجموعة من الاطفال عددهم 78 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 9 و 11، وشملت الصور على الأدوات المنزلية العادية مثل ورق الصحف، علبة قصدير، أو غلاية مياة، وطلب الباحثون من الأطفال أن يقوموا بالنظر إلى الصور ومحاولة ذكر استخدامات جديدة وخلاقة، لكل عنصر مع اعطائهم الوقت الذي يريدونه في التفكير، وفي كل مرة يتوقفون فيها عن التفكير يحاول الباحثون تحفيز الأطفال بسؤالهم "وماذا ايضا؟"، وقام مجموعة فرعية من المشاركين بأداء المهمة مرتين بينما كانوا يرتدون في إحداها قفازات تحد من قدرتهم على الإشارة بأيديهم.

وقام الباحثون بكتابة وترميز كل جلسة، وقياس عـدد الاستخدامات الجديدة الصالحة التي تم طرحها من قبل كل مشارك، فضلا عن مدى صحة لك الاستجابات وتنوع الفئات التي تندرج فيها الردود، وأظهرت البيانات أن استخدام الاطفال للايماءات بشكل تلقائي ومتزايد كان مرتبط بعدد أكبر من الأفكار الإبداعية، وعلى الناحية الأخرى، فأن تقييد قدرة الأطفال على الإيماءة لم يؤثر على قدرتهم على التوصل إلى استخدامات إبداعية للعناصر، فالأطفال الذين كانوا أحرارا في الإيماء، أنتجوا نفس العدد من الأفكار مثل أولئك الذين كانوا يرتدون القفازات، وقد يرجع ذلك إلى أن الأطفال لا يزال لديهم العديد من الاستراتيجيات الاخرى في توليد الأفكارعندما تكون أيديهم مقيدة. وقد أدت تلك النتائج "كيرك" و"لويس" إلى التساؤل: هل تشجيع الأطفال على استخدام الاشارات من الممكن فعلا ان يعمل على تعزيز الإبداع لديهم؟

أما الدراسة الثانية فقد شملت 54 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 8 و 11 سنة، اللذين قاموا بنفس مهمة الدراسة السابقة (ايجاد استخدامات جديدة وبديلة للأشياء)، وفي كثير من الأحيان كان الباحثون يطلبون من الأطفال استخدام لغة الايدي في التعبير.

واشارت بيانات الدراسة الثانية أن تشجيع الأطفال على الايماء قد جاء بنتائج ايجابية، حيث أظهرت ان الاطفال الذين كانوا يستخدمون الاشارات بطبيعة الحال انتجوا 13 ايماءة في المتوسط، ي حين أن أولئك الذين تم دفعهم وتشجيعهم على وجه التحديد الي الايماء أنتجوا حوالي 53 ايماءة في المتوسط، وفي نفس الوقت قاموا بطرح عددا أكبر من الاستخدامات الجديدة للأشياء ذو الاستخدام اليومي مقارنة بالأطفال الذين لم يعطوا أي تعليمات خاصة بخصوص ذلك، وهو ما يعني ان تشجيع الاطفال على استخدام لغة الايدي عمل على تعزيز التفكير الابداعي.

كما اظهرت نتائج الابحاث دور الايماءات والاشارات في تيسير التفكير التطبيقي للأطفال في فصولهم الدراسية، وختما الباحثان دراستهم بقولهم "إن مطالبة الأطفال بتحريك أيديهم أثناء التفكير يمكن أن يساعدهم على الاستفادة من أفكار جديدة، لذلك ينبغي ان نقوم بتشجيع الأطفال على التفكير بتحريك أيديهم".