الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

كيف نتعامل مع الطفل الكذاب؟ وكيف نعالج الأمر؟

كشكول

يعتبر الكذب من الصفات التى يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به، والصدق أيضا، لذلك تقع المسؤلية الأكبر على الآباء فى اتباع أساليب صحيحة أمام الأطفال حتى لا يكتسب منهم عادات سيئة قد تضر بهم فى المستقبل.

وتقول زينة زايد أستاذ التنمية البشرية أطفال، أن الكذب عادة يكون عرض ظاهرى لدوافع وقوى نفسية تحدث للطفل، ولكى نعالج كذب الطفل يجب دراسة كل حالة على حدة وبحث السبب الحقيقى إلى الكذب وهل هو كذب بقصد الظهور بمظهر لائق وتغطية الشعور بالنقص أو أن الكذب بسبب خيال الطفل أو عدم قدرته على تذكر الأحداث، وهنا تكون الأسرة مسئولة عن تعليم أولادهم الأمانة أو الخيانة.

وتقول زايد أن هناك أنواع من الكذب يمارسها الأطفال، فيجب أولا تحديد نوع الكذب ثم الوقوف على أسبابه وطرق معالجته.

1- الكذب الخيالى

حيث يلجأ الأطفال الصغارمن سن 4 إلى 5 سنين إلى إختلاق القصص وسرد حكايات كاذبة ،وهذا سلوك طبيعي لأنهم يستمتعون بالحكايات واختلاق القصص من أجل المتعة لان هؤلاء الأطفال يجهلون الفرق بين الحقيقة والخيال.

2- كذب الدفاع عن النفس

وقد يلجأ الطفل الكبير أو المراهق إلى إختلاق بعض الأكاذيب لحماية نفسه من أجل تجنب فعل شيء معين أو إنكار مسئوليته عن حدوث أمر ما ،وهنا ينبغي أن يرد الآباء على هذه الحالات الفردية للكذب بالتحدث مع صغارهم حول أهمية الصدق والأمانة والثقة.

3- الكذب الاجتماعى

 وقد يلجأ بعض المراهقين إلى الكذب لحماية أمورهم الخاصة أو لإشعار أنفسهم بأنهم مستقلون عن والديهم (مثل كتمان أمر هروبهم من المدرسة مع أصدقائهم في أوقات الدراسة).

4- كذب المبالغة

 وقد يلجأ بعض الأطفال ممن يدركون الفرق بين الصراحة والكذب إلى سرد قصص طويلة قد تبدو صادقة، وعادة ما يقول الأطفال أو المراهقون هذه القصص بحماس لأنهم يتلقون قدرا كبيرا من الإنتباه أثناء سردهم تلك الحكايات.

كماأن هناك البعض الآخر من الأطفال أو المراهقين ممن يكونون على قدر من المسئولية والفهم وبالرغم من ذلك يكونون عرضة للكذب المستمر،فهم يشعرون أن الكذب هو أسهل الطرق للتعامل مع مطالب الآباء والمدرسين والأصدقاء، وهؤلاء عادة لا يحاولون أن يكونوا سيئين أو مؤذيين، لكن النمط المتكرر للكذب يصبح عادة سيئة لديهم.

5- الكذب المرضى

كما أن هناك أيضا بعض الأطفال والمراهقين الذين لا يكترثون بالكذب أوإستغلال الآخرين وقد يلجأ البعض منهم إلى الكذب للتعتيم على مشكلة أخرى أكثر خطورة... على سبيل المثال يحاول المراهق الذي يتعاطى المخدرات والكحوليات إلى إخفاء الأماكن التي ذهب إليها، والأشخاص الذين كان معهم، والمخدرات التي تعاطاها، والوجه الذي أنفق فيه نقوده.

6-الكذب الانتقامى

 فقد يكذب الطفل لإسقاط اللوم على شخص ما يكرهه أو يغار منه وهو من أكثر أنواع الكذب خطرا على الصحة النفسية وعلى كيان المجتمع ومثله وقيمه ومبادئه، ذلك لأن الكذب الناتج عن الكراهية والحقد هو كذب مقصود، ويحتاج من الطفل إلى تفكير وتدبير مسبق بقصد إلحاق الضرر والأذى بمن يكرهه ويكون هذا السلوك عادة مصحوبا بالتوتر النفسى .

وتنصح خبير التنمية البشرية الأباء بإتباع بعض النصائح لمعالجة الأمر بطريقه صحية وهى:

ـ يجب على الآباء أن يقوموا بالدور الأكبر في معالجة أطفالهم. فعندما يكذب الطفل أو المراهق، ينبغي على والديه أن يكون لديهم الوقت الكافى لمناقشة هذا الموضوع مع أبنائهم وأجراء حديث صريح معهم لمناقشة:

-الفرق بين الكذب وقول الصدق.

-أهمية الأمانة فى المعاملات فى البيت والمجتمع .

- بدائل الكذب

ـ لابدو أن نتعرف عما إذا كان الكذب عارضا أم عادة عند الطفل وهل هو بسبب الإنتقام من الغير أو أنه دافع لاشعورى مرضى عند الطفل وكذلك فان عمر الطفل مهم فى بحث الحالة حيث أن الكذب قبل سن الرابعة لا يعتبر مرضا ولكن علينا توجيهه حتى يفرق بين الواقع والخيال، أما إذا كان عمر الطفل بعد الرابعة فيجب أن تحدثه عن أهمية الصدق ولكن بروح من المحبة والعطف دون تأنيب أو قسوة كما يجب أن تكون على درجة من التسامح والمرونة ويجب أن تذكر الطفل دائما بأنه قد أصبح كبيرا ويستطيع التمييز بين الواقع والخيال .

ـ يجب أن يكون الآباء خير قدوة يحتذى بها الطفل فيقولون الصدق ويعملون معه بمقتضاه حتى يصبحوا قدوة صالحة للأبناء .

ـ يجب عدم عقاب الطفل على كل خطأ يرتكبه مثل تأخر عودته من المدرسة أو زيارة لصديق بدون إذن أو القيام بعمل بدون علم والديه فإنه سيضطر للكذب هروبا من العقاب، وليكن فى كلامنا لأطفالنا التوجيه والنصيحة ،ولكن قد نلجأ إلى العقاب أحيانا .

ـ الثناء على صدق الطفل فى بعض المواقف فذلك سيعطيه دافعا إلى أن يكون صادقا دائما ، وإشعاره بثقتنا فى كلامه ، وإحترامنا وتقديرنا له .

ـ يجب أن نقص لأطفالنا قصصا تعطى القدوة الحسنه فى الصدق .

ـ يجب أن يكون لنا دور فى اختيار أصدقاء أطفالنا من خلال معرفتنا بأهلهم ومعرفة انهم على خلق كريم ، فصديق السوء قد يدفع بصاحبه ليس إلى الكذب فقط إنما إلى تصرفات كثيرة مرفوضة .

ـ وإذا اعتاد الطفل على الكذب كنمط مستمر فى سلوكه وأقواله فيجب استشارة طبيب نفسى لأن استشارة الطبيب النفسى المتخصص سوف يساعد الأبناء على فهم أسباب هذا السلوك المرضى وعلى وضع التوصيات المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة فى المستقبل.