الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

كيف نحمي أطفالنا من التنمر والعنف البدني فى المدارس؟

كشكول

(ترجمة) هدير سند

اصبحت ظاهرة التنمر بين الأطفال منتشرة بشكل كبير في عالمنا الحالي، حيث ما عادت مقتصرة فقط بين الأولاد وانما بين البنات كذلك، وأغلب الآباء لا يعيرون انتباها لمعاناة اولادهم الذين يقعون ضحايا لتلك الظاهرة، ويعرف التنمر على انه سلوك عدواني غير مرغوب من الطفل يستخدم فيه قوته الجسدية أو اي امكانات اخرى يمتلكها ضد الأطفال ليعتدي عليهم بدنيا أو يؤذيهم أو يقوم باضطهادهم نفسيا أو اجبارهم على فعل أمر ما، وسواء كان طفلك المعتدي أو المعتدى عليه فأن هذا السلوك له نتائج سلبية خطيرة على كلا منهما بل وعلى الأطفال الأخرى التي تشهد ذلك السلوك في محيطهم.

ولعل تربية الأطفال على أساس الحب والاحترام هو من أفضل وأهم الطرق للحفاظ عليهم بعيدا عن التنمر، فأن كنت تستخدم الضرب أو الاعتدام اللفظي كوسيلة لتأديب ابنك فمن المؤكد انه سيستخدم ذلك ايضا في التعامل مع من حوله لأنه قد تعلم ان استخدام القوة الجسدية والعنف هي الحل للمشاكل، وقد أظهرت الابحاث ان هذا السلوك الخطير له اضرار وعواقب وخيمة قد تؤثر على تطور الطفل على المدى البعيد فهو يؤدي الى اضطرابات عقلية ونفسية قد تصيبه مستقبلا كما من الممكن ان يؤدي الى الوقوع في الادمان، أوالانتحار.

وفي دراسة اعدتها الاخصائية الاجتماعية "سيغن وايتسون"، وهي باحثة ومؤلفة لعديد من الكتب المتخصصة في صحة الطفل العاطفية والسلوكية، قالت ان التنمر يزداد حدته مع السن المدرسي حيث انه قد يكون ناتجاً عن ضعف نظام المدرسة عندما لا تقوم بتعليم الطفل مهارات اللطف والتعاطف خلال اليوم الدراسي او دمجها بالتعليم الاكاديمي للطفل، لذلك فالمدرسة تلعب دورا محوريا في ترسيخ أو محو سلوك التنمر والعنف الكامن في نفسية بعض الأطفال الي جانب  وقاية وحماية زملاءهم من ظاهرة أصبحت شائعة بكثرة. وفيما يلي بعض الملاحظات العملية التي يمكن ان يتبعها الآباء والمدرسون من أجل مساعدة الطفل في وضع حد للتنمر:

1- اظهار التعاطف والوقوف بجانب الآخرين:

يجب ان تقوم المدرسة بتعليم الاطفال كيفية إظهار اللطف والتعاطف والوقوف بجانب الأطفال الذين يتعرضون للتخويف أو الترهيب، فالطفل عندما يتدخل لمنع تنمر زملائه على الأخرين من الممكن ان يعمل على وقف ذلك الفعل العدواني 50 في المئة اقل من الوقت الذي كان سيدوم اذا لم يقم بالتدخل (اي في غضون 10 ثوان فقط)- وذلك وفقا لدراسة اعدها بعض الباحثين عام 2001-  ولكن للأسف، عدد قليل جدا من البرامج المدرسية تقوم بتعليم الطفل كيف يدافع ويقف بجانب زميله ويوقف عمل التنمر دون تصعيد الصراع، فنادرا ما يتمكن الطفل من التفكير في اشياء "مفيدة " اثناء تلك اللحظات العصيبة، بل يقوم باصدار كلمات وافعال قد تزيد من الوضع سوءا، لذلك يجب تتبنى نظاما او برنامجا يقوم بتعليم الطفل المهارات التي يحتاجها لوقف التنمر والعنف المدرسي وذلك خلال الأوقات الهادئة من يومه الدراسي وكيفية الاتيان بتلك الافعال والاقوال عند الحاجة اليها، وتقوم تلك البرامج على السماح للأطفال بتبادل افكارهم وعبارتهم البسيطة التي يقترحونها عند التعرض لأي موقف تنمر وذلك من خلال التمثيل ولعب الأدوار ويقوم المدرسين حينئذ بصوت حازم بطرح الكلمات والعبارات التي من الممكن ان يقتبسونها فيما بعد.

2- استخدام استراتيجية "تغيير الموضوع"

كثير من البالغين قد يجد ان محاولة التدخل لمنع التنمر او منع شخص من اظهار قوته وتسلطه على شخص اخر قد يعود بالضرر عليه هو الأخر، فهما كان استخدامك للألفاظ والعبارات الفعالة واظهارك التعاطف لشخص يتعرض للتسلط، فأن الطالب العدواني من الممكن ان يستخدم قوته وتسلطه عليك ايضا، ولكن هناك استراتيجية يمكن استخدامها بالرغم من بساطتها الا انها فعالة للغاية وهي استراتيجية "تغيير الموضوع" وعلى البرامج المدرسية تعليمها للأطفال لما لها من دور في وقف حلقة من التنمر والحد من خطورتها، فعلى سبيل المثال، يمكن للطفل الذي يريد أن يرفع الأذى والضغط النفسي عن الطفل الذي يتعرض للتنمر ان يسأل بصوت عال إذا كان هناك شخصا يعرف ميعاد اختبار مادة الرياضيات او العلوم مثلا.

3- استراتيجية "تفريق الحشود"

من اجل محاول تقليل الأذى النفسي الذي من الممكن ان يتعرض له الشخص الذي يتعرض للتنمر يجب محاولة تفريق حشد المتفرجين والذي يستمد منه المتنامر (العدواني) قوته وسلطته الاجتماعية ، فوجود مجموعة كبيرة من الناس دون محاولتهم وقف العدوان قد يجعل الشخص العدواني يرى ان فعله غير مشين او مقبول لدي الناس بل يمده بالجرأة على الاستمرار والتمادي في ذلك، فالطفل اذا رأى موقف تنمر من الممكن ان يقول مثلا "ايها الرفاق موعد الحصة سوف يبدأ بعد قليل هيا بنا لنذهب قبل رن الجرس".

4- استخدام الفكاهة

من الممكن تعليم الطفل كيفية استخدامه للروح الفكاهة للتقليل من التوتر الذي يتعرض له الشخص المتسلط عليه ومن ثم اظهار التعاطف معه، من خلال قول نكتة او شىء مضحك حتى يتحول الموقف ضد الشخص العدواني.

5. الوقوف مع الشخص الذي يتعرض للتخويف

يمكن للطفل ان يقوم بالوقوف والتنقل خطوات على مقربة من الشخص الذي يتعرض للتخويف، وفي كثير من الأحيان، مجرد ذلك الفعل البسيط من الممكن بلا قصد ان يقوم بتغيير حالة الشخص الضعيف بأن يشعر بأنه  ليس وحده.

6- اظهار التعاطف الصريح

طريقة أخرى فعالة لإظهار اللطف والتعاطف مع الطالب الذي تعرض للتخويف هو الجلوس معه وكسب صداقته واظهار الأسف عما حدث له اليوم، وذلك لمحاول عدم التقليل من الموقف الذي تعرض له وانه لن ينطوى بالنسيان، كما يمكنه ان يقول له كلمات تعبر عن مدى جمال شخصه وانه لا يستحق ان يعامل بهذا الشكل السيىء.

7- تعليم الطفل كيفية طلب المساعدة

يجب ان تقوم البرامج المدرسية ان تعلم الطفل ان لا يخجل من الافصاح او البوح بأنه قد تعرض للتسلط او العنف او التخويف من قبل زملائه، فأن ذلك من الممكن ان يزيد الأمر سوءا ويجعله يشعر بالانعزال، يجب ان يتعلم كيف يطلب المساعدة وان يختار الشخص المناسب لذلك بحيث يكون جدير بالثقة ولديه وعي بمعايير السلامة المدرسية ويمكنه ان يعالج الأمر بشكل لا يجعله يتكرر.